سينما مصر
محمود عبد الشكور
بنظرة فنيه متخصصه و بأسلوب سهل و بسيط يفتح المؤلف البوم سينما الماضي والتي شاهد بعضها حين كان طفلا أو صبيا ولم يكن لديه من الخبره ما يؤهله لتقييمها بما تستحقه ..
أستعرض الكاتب مجموعه كبيرة من الافلام المصريه منذ خمسينيات و حتي تسعينيات القرن الماضي …
منحنا الكاتب الفرصه لنتعلم كيف نشاهد العمل السينمائي و كيف نقف أمام مواطن القوة و الضعف في جميع عناصره سواء السيناريو أو التصوير أو الاضاءه أو الموسيقي التصويريه أو المونتاج و الأهم الأخراج الذي يوظف كل تلك العناصر لتحقق فكرة الفيلم من خلال الأدوار الرئيسيه و المساعدة و حتي الثانويه فيه و سيطرته علي أداء الممثلين ..
تحيز الكاتب لأسماء من صناع السينما و هو محق في ذلك لما قدموه من فن صادق كتب له ان يعيش علي مدار السنين مثل عاطف الطيب و كمال الشيخ و علي بدرخان و رافت الميهي و سعاد حسني و نور الشريف و محمود يس و غيرهم ….
أشاد الكاتب بالأفكار الهامه التي يناقشها الفيلم حتي و إن قدم بشكل بسيط و بدون امكانيات انتاجيه او فنيه عاليه مثل فيلم "عنتر و لبلب " الذي ناقش قضيه جلاء الانجليز عن قناة السويس و فيلم "معلهش يازهر" الذي ناقش احوال الموظفين و دعوته للعمل الحر و فيلم "حياة او موت " الذي قدس الحياة الانسانيه و أشاد بالضمائر الحية و بمن يؤدوا واجبهم باخلاص..
قدم الكاتب مخرجين تفاعلوا مع متغيرات الاحداث و القيم و الاخلاق فقدموا اعمال جسدت تلك التغيرات بشكل كان مؤلم احيانا مثل عاطف الطيب الذي قدم مأساة انهيار الاسرة المصريه حين يضعف عائلها او ينشغل كبيرها و ذلك في
"سواق الاتوبيس "و "دماء علي الاسفلت "
و كيف صور عاطف الطيب الغلابه يوم رأس السنه حين يكدحون طوال اليوم من اجل بضعه جنيهات في حين ان غيرهم يلقون بالمئات تحت اقدام الراقصات مما يدل علي فوضي المجتمع ….
تطرق الكاتب أيضا الي إبداع علي عبد الخالق في فيلم العار و كيف ناقش من خلاله قضية الاخلاق و ضعف النفوس امام اغراء الفلوس …
الافلام عديده بعضها لاقي اقبال جماهيري و بعضها كان يستحق النجاح و لم يحالفه الحظ مثل فيلم زوجتي و الكلب للمخرج سعيد مرزوق و فيلم الحب الذي كان للمخرج علي بدرخان ..
لفت الكاتب نظرنا ايضا الي ابداعات رأفت الميهي سواء كان كاتب سيناريو في غروب و شروق و علي من نطلق الرصاص واين عقلي او مؤلف مثل الحب الذي كان او مؤلف و مخرج فيلم الافوكاتو و للحب قصه اخيره و السادة الرجال..
قدم الكاتب ايضا تفسير لاسباب فشل افلام تصدر افيشاتها نجوم كبار و اسماء لامعه في عالم التاليف و الاخراج مثل فيلم الهارب ( شاديه - كمال الشيخ)
و الدرجه الثالثه ( سعاد حسني - شريف عرفه )
و ان هناك افلام لم تحظي بالنجاح الجماهيري الذي تستحقه بالرغم من انها فنيا مكتملة العناصر مثل الحب الذي كان و زوجتي و الكلب و سمع هس و غيرها …
و افلام نجحت جماهيريا و كانت بدائيه فنيا لكنها كانت علامه فارقه في صناعه السينما مثل اسماعيليه رايح جاي الذي اعاد الجمهور للسينما و نقل الصناعه الي شباب جديد ليحمل مسئوليتها لسنوات قادمه ..
و افلام استطاعت ان تؤرخ فتره زمنيه هامه في تاريخ مصر مثل زائر الفجر و علي من نطلق الرصاص
و افلام عبرت بالكوميديا الي منطقه الابداع و نقلت السينما الي الواقع مثل عفريت مراتي ..
و افلام قدمت رؤيا سياسيه في قالب اجتماعي مثل امبراطوريه ميم او قالب بوليسي مثل المذنبون..
كتاب هام لمن يعشق فن السينما حتي يحظي بخبرة جديده تؤهله للمشاهدة بعين مختلفه ترصد نقاط القوة و الضعف في الفيلم السينمائي …
الكتاب يضم اكثر من خمسين فيلم من اهم الافلام المصريه علي مدار سنوات مضت …