الحب على الطريقة العربية
ريم بسيوني
تمنت صفاء أمنيات قليلة من بينها عدم شراء الطماطم لأمها من سوق الإبراهيمية يوميًا .. يالها من أمنية تبدو ساذجة ولكنها في عيني صفاء جادة مزعجة..
ومن بينها أيضًا دولاب وكومودينو أدى إلى مشاكل جمة مع خطيبها وأهله..
فكيف للأماني أن تصبح عبئًا على كاهل المرء؟
ولكن كما تقول الكاتبة :
" الأماني التي تتدمر في ثوان يمكن إعادة بنائها".
ثم تدخل صفاء إلى أمريكا لتشن الحرب على زوجة أخيها ولكن من هنا تبدأ الحكاية كما تقول الكاتبة..
ستضحك كثيرًا كلما فتحت صفاء فمها لتتحدث أو عقلها لتفكر، فهي تعيش فوضى حواس بحق ولكنها ممتعة، هي لا تعرف السكوت كحل بل يمضي عقلها بسرعة الضوء يفكر ويحلل ويتحدث ..
كثيرات هن صفاء وما أسعدهم وأشقاهم في آن واحد..
خفة دم ريم تظهر بين السطور وهي تحكي عن صفاء فنجدها تتسائل عن إيشارب عزة الأزرق:
"هل يعني أن عزة محجبة أم محتشمة أو راقصة معتزلة؟".
أو حينما أحبط صفاء نبيل الرجل العربي فقالت لنفسها:
"في هذه اللحظة بدأت تتفهم موقف الرئيس الليبي جيدًا عندما فقد الأمل في العرب، واتجه إلى إفريقيا والأمم الإفريقية.
وهي الآن تعترف بتفوق عقله وبعد نظره.
مصر بلد إفريقي وليس عربيًا. أبدًا ليس عربيًا! الله يخرب بيت العرب وسنينهم.
هذه غلطتها لأنها فكرت في رجل ليس مصريًا.. لا أهل له ولا عائلة تتكلم معهم".
كما تبرع ريم في اللعب بالكلمات بصورة جميلة فتقول:
"كان قد حدد ملامح علاقتهما وكانت بين يديه الآن في حيرة لبنان بين القادة والكتل والأحزاب والفئات والطوائف".
"يبدو أن الضحية والجاني في عالمنا العربي كلمتان متشابهتان كل التشابه، ويبدو أننا كلنا ضحية وجان في آن واحد.
فها هي ذي العراق جان وضحية ولبنان..
فقدت الكلمات في أمة لاتُعرَّف، وفقدت هي ثقتها مع رجل لا تعرف".
"هي مصرية.. كان عليها أن ترسم خريطة الوطن العربي، وتحفظ خريطة الوطن العربي، ولم تتوقع يومًا أن تدخل إلى الخريطة بسيقان سحرية ولا تعرف متى تخرج!".
ما اجمل خريطة الوطن العربي الجديدة التي شكلتها صفاء بدراية ووعي وكأنها تقول: هكذا نحن منذ الأزل وإلى الأبد..
تغوص ريم في روايتها في أمور حياتيه كثيرة في زماننا هذا، علاقة الشيعي بالسنية، اليهودي الأمريكي بالعربية المسيحية،
علاقة العرب فيما بينهم وفلسطين، لبنان التي تتقلب أحوالها منذ زمن، وغيرهم
تركز الضوء على كل هذا بخفة وعدم إطالة..
تختتم ريم روايتها كصرخة كما الاهداء الذي أهدت فيه الرواية للعرب المتناثرين خارج حدود الخريطة"الأمة" ..
تقول في النهاية لماذا ترك الأجداد الإرث وتناسوا النصيحة؟
في هذه الرواية عشت مع الكاتبة مشهدًا مشهدًا وكأنني بداخله أتعامل مع الجميع وكأنني منهم، مرة صفاء، مرة نبيل، أو أمه.
وهذا في نظري دليل براعة الكاتبة..
شكرًا ريم الجميلة على هذة الرواية الدسمة.
#نو_ها