تبدأ الرواية بالتقاء نور الطبيب النفسي وصديقه في المهنة ميركل ماكرون، بداية هادئة لا تشي بأي خيال علمي أو غموض إلا من الحلم الذي يعكر صفو نور!
تمر الصفحات دون أي جديد طبيب يعالج أخر، وقبل انتهاء الفصل الأول تكتشف الخدعة.
أربعة فصول هي الرواية، أولهما
"رحلة إلى باطن النفس"... الاسم دقيق ولكن لم أفهمه إلا بعد قراءة الفصل، عمومًا لم أستطع تخمين أفكار الكاتب ولا حل لغز عنوان الفصل قبل قراءته.
وضع الكاتب أكثر من معلومة فارقة في الأحداث القادمة، شيء مميز، مثل أن نور فقد أبنه ومن بعده فراق زوجه له، فنتفهم فيما بعد علاقته بالشاب غابرييل. وعندما ظهرت علاقة رشا والوحش، كان قد أظهر جزء من حياتها ما يبرر ذلك. أهتم بالجانب الاجتماعي مثلما فعل في الهدف الرئيسي من الرواية "الخيال العلمي".
لم أخرج بعد من خدعة الفصل الأول واعجابي بها حتى دخلت في "رحلة إلى أعماق المحيط." تصاعدت وتيرة الأحداث بالرغم من أن الأفكار مرفوضة بالنسبة لي ولنور، ولكننا لم نملك سوى الإكمال..
أخطر كائن على البشرية هو البكتريا، ويتضح أنه ليس هناك أسوء من الإنسان!
والفصل الثالث "رحلة إلى حافة الموت."
مع تعمق الأحداث وضع صور توضيحية لبعض الأشياء التي ربما يصعب علينا تخيلها أو معرفتها مسبقًا، وكان ذلك موفق وممتع.
استخدام الكاتب أسلوب السرد الذاتي فكان نور يتحدث وغابرييل والعديد من الشخوص في الرواية وبالرغم من ذلك لم تكن الأحداث مكشوفة _كون أن الشخصيات تتكلم بكل صراحة وحتى الشرير_ أو حتى مملة بالنسبة للقارئ، يتفادى الكاتب تكرار سرد الحدث بنفس الطريقة ببراعة.
وأخر فصل "رحلة إلى قلب الوحش."
بصدق الكاتب كسبني منذ الفصل الأول، لم أكن متحمسة للعمل حتى النبذة لم تجذبني، ولكن قرأته مع صديقه لأرى عن ماذا يتحدث، وكانت تجربة جميلة.
حافظ الكاتب على عنصر التشويق حتى أخر صفحة في الرواية. الرواية لم تخلو من خفة الظل، القليل منها، على لسان رامي وجار نور، وربما حركات غابرييل، فخلقت حالة لطيفة، مناسبة لبيئة الرواية.