#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
أغسطس - أسفار العبث:
أسامة الشاذلي
عن بيت الياسمين
❞ ولأن يهوذا مات مظلومًا، ولأن لا مسيح على تلك الأرض، اصطف البشر والليل خلف يزيد، وارتفعت ضحكاتهم حتى تخيلها المؤمنون صياح الدِيَكَة، فلا ناموا ولا صلوا. الأكيد أن من بقوا ليحكوا لنا هذه القصة ليس فيهم إنسان بالمعنى المعروف. ❝
في خيالٍ شديد الجموح -بدرجةٍ تخشى معها أن يتحول يومًا ما لحقيقةٍ وواقع- نغوص في شهر أغسطس المهيب، في سنةٍ متقدمة من عمر مصر. مصر التي لن تتغير -في رأي الكاتب- ثوابتها حتى بعد عشرات السنين، فلا طوابيرًا ستنحل وتنسف، ولا فسادًا سيتأخر في فيقته، ويحد من استشرائه.
في قلعةٍ محاصرٌ شعبها تدور الأحداث، تشبهُ في هيكلتها "يوتوبيا أحمد خالد توفيق" على أنّ هذه لا فصل فيها بين مترفيها وفقرائها، سوى المساحات الشاسعة التي تصل بينهم.
يحكي في بداية بعض الفصول عن المسيح ويهوذا، وبكاء كربلاء، ويصف غموضًا محيطًا في حديثٍ قصير بين أبي ذر الغفاري والحسنين، مغلفًا كل هذه التركيبة بمبدأ الهداية إلى الطريق، أما تعرجاته وميلاته، فتركها لنا الكاتب للبحث والدراسة.
"صاحب الحقيقة" الشجرة السوداء الحليبية، وخطُّ حكايتها مع أحد أبطال الرواية، أحاطا بيّ بحالة سيدنا موسى والخضر عليهما السلام حينًا، وأخرى رحلة الإسراء والمعراج أخرى! حالةٌ بديعة موجعة، تجعل الألم والحزن يتضافران في رأسك خوفًا من أن يقعا يومًا!
رواية فلسفية جريئة ساخرة، تنم عن بصيرةٍ لصاحبها -أرجو صدقًا أن تخيب-
التقييم: ٤/٥