صبرها قدس...وحزن موال بغدادي
القارئ البغدادي
نبذة عن الرواية
ثمة ساعات لا ندري فيها أين تقودنا أقدامنا ونحن نحاذي المدن. في السهول التي تشبه بلادي أحببت السير دائما وبخطى بطيئة، ليس برأس خال من الذكريات بالتأكيد. ليلتها، كنت أمشي في الليل وقد استبدت بي وحشة. أي حلم ظل قريبا من النفس؟ كنت أتساءل وأنا أعود للحي الذي أسكنه بعد جولة على الأقدام. كان الحي في صمته المعهود في ساعة مثل هذه وقد تجاوز الليل منتصفه. لم تكن بي رغبة للعودة للدار، وأي دار(!) شقة معلقة في الطبقة الرابعة من بناية لا تحمل تاريخا. مضيت في سيري إلى الحقل المواجه لسكني: خليط من أعشاب برية وزهور الصيف التي جففها صقيع الخريف..بضعة أشجار نبتت هنا وهناك دون انتظام، وخلفها تمتد حقول أخرى حتى حدود الغابة.عن الطبعة
- نشر سنة 2017
- 112 صفحة
- [ردمك 13] 9789778170078
- بيت الياسمين للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
د.فراشة 🦋
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
يبدو أنني كنت في غفلة عن نوع جميل للغاية من الأدب ألا وهو القصة القصيرة، فالجميل فيها بالإضافة إلى قصرها هو احتوائها على مغزى معين يُثار الذهن في محاولة استنباطه والوصول إليه..
فالقصة الأولى ( القارئ البغدادي ) يهدف الكاتب إلى توضيح أهمية الكتب وأثرها للدرجة التي جعلت القارئ البغدادي العجوز يحتفظ بكتب فارغة من الكلمات بعد أن تم القائها في النهر بفعل التتار فذاب حبرها في ماء النهر فجعله أسودًا، ما فهمته أن الكاتب يحاول أن يوصل أهمية التاريخ وما فعله التتار من وقائع شنيعة في بغداد لطمس التاريخ ليس له تأثير فالكتب محفوظة في عقول وقلوب قارئيها..
وقد يكون مقصده أن كل قارئ يقرأ الكتب ويتصفح المعلومات ويستنبط الأفكار بناء على خلفيته الثقافية وخبرته في الحياة والتالي مهما كانت الكلمات المكتوبة في صفحات الكتاب فإنها لا تعطى معنًا واحدًا بل معانٍ مختلفة، كل منها نتيجة تفاعلها مع خبرة القارئ الذي يقرأها، أي أن كل شخص يقرأ الكتب كما يريد..
تؤكد لي اعتقاد آخر ألا وهو أن الكتاب هو من يبحث عن صاحبه، فلست أنت من تختار الكتاب الذي تقرأه وإنما يظهر أمامك الكتاب المناسب لك الذي تحتاج للغرق بين صفحاته في هذه الفترة المعينة من حياتك لتنهل من كلماته ومغازيه ما يفيدك وهو مضمون فكرة القدر وأن الله يهيئ لك في أثناء حياتك ما يعينك على تخطى صعوباتها في أشكال شتى منها كتاب مثلًا...
كل منا له خلوده المتواضع الذي يسمح له أن يرى ماضيه القريب أو مستقبله، كثير منا يتخيل في لحظة صفا مع النفس ذاته بعد سنوات عدة بعد أن تملأ وجهه التجاعيد وينتابه الشيب ويتذكر ما يتمنى أن يحققه في حياته وهل أستطاع فعل ذلك أم ضاعت سنواته هباءًا، وعندما نصل إلى هذا العمر ونبلغ من العمر أرذله نظل نتذكر ذكريات الشباب ونتمنى لو عادت بنا...
التعامل مع الجمادات ملئ بالألغاز، هل يشعرون بنا، باستخدامنا لهم بقربنا منهم، علميًا هذا شئ من الخيال ولكني أؤمن بهذا أن الجمادات يسعدون برفقتنا كما نستفيد من رفقتهم، فلا عجب أن تشعر الغروة بفراق صاحبتها فتخدش، ألم يبكي جذع الشجرة لفراق النبي ؟؟
أما قصة حامل الهوى فهي تعبير عن مقولة: فإنه كلما حاول مجابهة نفسه زاد ما في قلبه اتقادًا، فكلما حاول أن يمنع نفسه من قول الشعر، زادت الرغبة بداخله أكثر وأكثر حتى استطاع نسيان ما قد حفظه من أبيات وتشربت ذاته وكينونته المعاني الخالصة التي تحتويها هذه الأبيات حتى باتت تتدافع الأبيات الكثيرة على لسانه وهي التي لم يعرفها عن ظهر قلب...
يظهر في القصص على اختلاف أحداثها ومغزاها حنين الكاتب لبغداد حيث جعلها محورًا هامًا في قصصه وكأن أغلب هذه القصص رويت على لسان شخص واحد مع اختلاف حالاته أثناء الرواية
-
Esraa adel
عاجزة أنا عن التعبير هذه المرة فقد استمتعت و بشدة و لكني امام القارئ البغدادي اشعر إن قلمي جف و أصاب عقلي العطب ففقدت مصطلحاتي اللغوية في الطريق.
❞ -لقد سمعت عن كتب قد كتبت بحبر من نوع خاص لا يُقرأ إلا بعد معالجات كيمياوية، هل كتابك هكذا؟
- قلت لك لا… إنه فارغ تمامًا من الكلمات لكن هذا شيء غير مهم ما هو مهم حقًا هو قراءته، فحين تقرأ الكتاب تملأه بالكلمات التي تريد، وهكذا صفحة بعد صفحة.
لقد قرأت هذا الكتاب بضعة مرات بالطريقة نفسها وفي كل مرة كنت أقرأ فيه الكلمات ذاتها. المسألة تتعلق بالوهم وحسب. في المرة القادمة، لعلّي سأقرأ الكلمات بكلمات أخرى. ❝
يبدأ الكتاب بقصة القارئ البغدادي ضمن مجموعة قصصية والتي تدور احداثها في طريق للغابة و بيت وحيد و قمر في السماء ينير هذا الطريق وحوار شيق بين شخصيتين .. راودني إحساس قوي اثناء قراءتها أو لنقل لاحت بعقلي ذكرى قراءة رباعية كارلوس زافون مقبرة الكتب المنسية .. ربما هي المكتبة التي ظهرت هنا أو الغموض الذي يلفها .. لم ابحث كثيرا عن سبب هذه الذكرى .. فكفاني رائحة الكتب القديمة الممزوجة برائحة الخشب التي دغدغت انفي اثناء القراءة.
❞ اسمي! وما الذي سيضيفه إليك معرفته وأنا جالس أمامك بلحمي وعظمي؟ الأسماء نتداولها لتصور الغائبين منا، وكم نخطئ في خيالنا ونحن نتصور كل شيء من اسمه. ❝
يليها بعد ذلك حوالي ٣ قصص يتشابهون في بعض الأشياء كالمكان الذي ينتقل ما بين بغداد و بواتييه .. حاولت البحث عن رابط منطقي أو حتى تفسير واضح لهذا الأمر حتى اني ظننتهم نفس الشخصية في مراحل عمرية مختلفة أو لا أدري.
الكتاب ككل يضم ٨ قصص قصيرة منهم "حامل الهوى" التي تخيل فيها المؤلف أحداث في حياة الشاعر أبو نواس.
❞ وإذا كانت الأمكنة مثل الجواهر التي فقدت بريقها بمضي الزمن وتراكم غبار الأيام، فإن ذاکراتي، واأسفاه، فقدت هي الأخری بریقها. ❝
فهنيئا لي بتلك المجموعات القصصية التي التقيتها وانتقيتها مصادفة و حازت على أعجابي
ارشحه و بشدة
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين