"للوحدة أنياب وأظافر تترصّدني، تهاجمني كوحش ينهش أيّامي نهشًا، أسمع لهاثه في ساعات الفجر حين يتسلّل إلى فراشي، أرى شبحه حين يقترب، أشعر بلمساته الخشنة بينما ينتزع أجفاني حتّى يستحيل عليّ النوم."
بدءاً من العنوان الشاعري، والجدران المهجورة التي تُركت وأُهملت، ارتفعت آمالي وتوقعاتي عن الرواية، وعلى الأخص بعض قراءة الفصول الأولى ووجدت الرواية لها صوت لغوي متميز، وسرعان ما نقلتنا الأحداث إلى السرد عن طريق الرسائل، وكنا نحاول تجميع الصورة مثل البازل، ونفك أحجية القصة، ولكنها عندما اكتملت، وجدتها لم تكن بالروعة التي تصورتها، على الإطلاق، شعرت أن الصورة كلها عبارة عن حكايات جذابة براقة ولكنها لا تتماشى سوياً، تنظر إلى الصورة الكاملة فلا ترتاح عينك من رؤيتها ولا يستطيع عقلك ترجمة ما تريد إيصاله، وإن كنت لا أنكر على الإطلاق جمال بعض جوانب الصورة، فحكايات الثورة والغربة والماضي والرسائل والشجن تعد بالكثير، أسرار تُكشف ونجد إنها كانت شديدة الوضوح، فلا نفهم لماذا كانت سراً في الأساس؟
ختاماً..
تجربة لا بأس بها، لم تنل رضاي تماماً ولم تتلاقى مع توقعاتي الهائلة بشأنها، قد تخرج منها بإثارة لبعض لحظات النوستالجيا التي تتذكرها وتبتسم ألماً.