#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين
مذكرات عبد أمريكي: قصة حياة فريدريك دوجلاس:
- ترجمة إبراهيم عبد المجيد.
نتصفح مع فريدريك في سيرته، حكاية "العبيد/الزنوج" في أمريكا، بعد أن انتزعوا من بلادهم وأمنهم من إفريقيا، واقتيدوا نحو الامتلاك والمرؤسية.
في حكايةٍ ندر فيها للخير جانبًا، يسردُ أمامنا حقبةٌ بأكملها، من ظلمٍ وقمعٍ وحقد، ملخصة في تجربة فريد، ومكتوبةً بجلده الذي لم يلبث يئن -في تصوري- حتى في لحظات تدوينه لها.
فما بين رعايةٍ لطفلٍ -وهو الطفل صاحب الخمسة أعوام- لزرعٍ وقلع، لنجارةٍ وبناء، يبطنّ كلًا منها أسواطٌ في أيادٍ، وشرارٌ في الأعين، انغمس صاحب السيرة منذ نشأته الأولى، وحتى نجاحهِ أخيرًا في النفاذ والهرب.
الهرب طلبًا للحرية، والحرية التي ما كان ليعرفها دون علم وقراءة، في إشارةٍ منهُ أن الجاهل حبيسٌ وإن كانت الأراضين جمعها طوعًا ليديه. فكانت انطلاقته يوم سمع سيده يعبر عن خوفه مما قد تفتح القراءة عقله إليه، فاختار هذا الانفتاح، وعزم عليه حتى حققه.
ذكرتني السيرة في بدايتها برواية "كوخ العم توم" لتشابه واقع شخوصها، ولكن وبينما أنا أسير فيها، انطبعت رواية "الجَمال الأسود" الذي قرأتها طفلة، والتي تحكي عن سيرة حصانٍ، وما لاقاه من معاملة من جميع من امتلكوه، وأجزم أن لا فارق بين الإثنين، حتى أن فريدريك قال في اقتباس: ❞ كان هناك خيول ورجال، أبقار ونساء، وخنازير وأطفال، والجميع يتمتعون بنفس مستوى الوجود ❝!
وكما أشار أ. إبراهيم في مقدمته للعمل، أنّ السيرة وما فيها من طابعٍ الرجل الأمريكي وحبه للسلطة والحكم، فيهِ ما يفسر تعاملها مع الدول الصغيرة في عصرنا هذا!
عمل أليم، لكنه منير!