ترى أجربت يوما ان تشرع في قراءة كتاب فيُهديك على ما انتويت .. أحببت الفكرة حين خطرت على بالي و سبب ورودها من الأصل أن فتحت كتابي هذا لأجد إن مقدمته سُطرت بقلم "إبراهيم عبد المجيد" .. يا لها من مفاجأة حقاً التي تبدّت على ملامحي و يا لها من مصادفة لم أكن لأعلم عنها لولا ان عقدتُ اتفاقاً مع ذاتي و قلتُ لها لنقرأ.
مقدمة تستحق وحدها تقييما كاملا و يليها مقدمة أخرى منحتني قدرا آخر من المتعة بقلم المترجم والذي قام بترجمة اشعار إيمانويل من المالطية إلى العربية ، نعم تجربة مختلفة لم يسبق أن مررت بمثليها.
❞ قبل أن أختم هذه المقدمة -التي أنصح القارئ بتجاوزها والمرور إلى الشعر بلا تأخير- أود أن أشير إلى أن عنوان المجموعة تغير في آخر لحظة من " قارب أسود " إلى " مروا من هنا " وهو عنوان قصيدة ، الكل يمر من هنا مخلفا وراءه ذكرى. فلتمر أنت أيضًا أيها القارئ ولتكن قراءتك للشعر هي الذكرى التي لا تنسى. ❝
كتب إيمانويل في أشعاره هاهنا بمنتهى التنويع عن الأمل .. الوطن .. الفقد و الفراق .. طفله ، فابتسمت و ارتعش بدني وتألم قلبي لكلماته.
❞ من هنا
مرت الشهور
والأعوام
والقرون
أما أنت،
فوحدك
قابع هنا،
بعد أن هجرتك الرياح،
وغادرك المطر
ليداعب أراضٍ أخرى. ❝
أكثر ما كتب عنه كان البحر و الرمال حتى انني كدتُ اسمع صوت تلاطم الموج أثناء القراءة و اشعر برذاذ البحر يبلل وجهي وقلت لنفسي وقتها إنه برغم المسافات و اختلاف اللغة التي يفصلنا ولكن بحر مالطة هو نفسه بحر الإسكندرية .. أليس كذلك ؟!
❞ لكن بالرغم من ذلك،
بالرغم من العلبة الفارغة التي تحملها تاتانيا،
بالرغم من ثياب بويكو دينوف الوسخة،
وبالرغم من الوحوش الأخرى
في محطة المترو،
فإن الربيع دائمًا يعود. ❝
#ماراثون_القراءة_مع_بيت_الياسمين