إذا كنت تبحث عن كتاب يعطيك فكرة لا بأس بها عن مصر القديمة والفرعونية بشكل مبسط ودون تعقيد زائد عن الحد، فهذا الكتاب يفي بالغرض.
يرحل بك الكتاب الى أزمنة سحيقة تبدأ بإنسان الكهف ومراحل تطوره ، ومنها إلى كيف نشأت المجتمعات البدائية وماهى الكيفية التى عاشوا بها حياتهم ، وماهى العوامل التى على أساسها نستطيع أن نصف مجتمع ما بأنه حضارى ومتمدن ، ونتعرف على أشهر الحضارات التى وجدت على مر التاريخ وصولا إلى الحضارة المصرية القديمة التى هى محور الكتاب الأساسى.
سنعرف ما هى مظاهر الحضارة المصرية قبل وبعد فك رموز حجر رشيد وماهى المصادر التى نعتمد عليها لإمدادنا بمعلومات صحيحة قدر الإمكان. سنعرف كيف إستطاع شامبليون فك رموز اللغة الهيروغليفية التى كانت السبب الرئيسي فى معرفتنا والعالم أجمع بأسرار حضارتنا القديمة العظيمة.
يعرض الكتاب وجهات نظر وتفسيرات مختلفة عن ما قد نعرفه من تفسيرات مسلم بها منذ زمن طويل ، وهذا يفتح أمامك ابواب جديدة للبحث والتامل وإعادة النظر فى تاريخ البشرية ككل.
بالنسبة لى هناك نقطة سلبية تمثلت فى الجزء الخاص بشرح قواعد اللغة الهيروغليفية وكيفية ترجمتها وقرائتها ، هذا الجزء أعتقد أنه معقد وصعب الفهم نوعا ما على معظم القراء ، وهذا يكشف لنا أن ما فعله شامبليون لفك رموز تلك اللغة يعد من صميم العبقرية بكل تأكيد التى تمتع بها هذا العالم الفذ. وكان من الافضل أن يتم حذف هذا الجزء من الكتاب والأكتفاء بالإشارة لعبقرية وجهود شامبليون فى فك رموز اللغة وكفى. لكن هذه وجهة نظر الكاتب ولها إحترامها بكل تاكيد.
فى النهاية سنعرف ان هناك أحداث لم يحكيها الكتاب بعد وسيتم إستكمالها فى كتب قادمة إن شاء الله.
بالتأكيد الكتاب مميز ، وواضح الجهد الكبير المبذول من الكاتب فى تقديم المعلومات التاريخية بطريقة مبسطة قدر الإمكان حتى يتسنى لعموم القراء فهمها والتعرف على تاريخهم العظيم والملهم للبشرية ككل.