وإذا كان نمو اقتصاد القطن قد اعتمد على تطوير البنية التحتية، مثل الطرق والموانئ وشبكة الري والسكك الحديدية وقناة السويس، فموارد الدولة، بما فيها الموارد الضريبية، لم تكن كافية لتمويل تلك المشروعات الكبيرة؛ لذلك لجأت الحكومة إلى قروض طويلة المدى من البنوك الأوروبية، التي وسّعت نشاطها وقتها في مصر، ففي فترة 1862 - 1873 حصلت مصر على ثمانية قروض من بنوك باريس ولندن، بالإضافة إلى قروض قصيرة المدى حصل عليها الخديوي من البنوك المحلية التي تأسّست بمشاركة رؤوس الأموال الأوروبية(14) وبالتالي، فقد شكّل دخول مصر سوق الاقتراض الدولي أحد الآليات الرئيسية لاندماج اقتصادها في الاقتصاد العالمي، وإن كان من موقع
ماذا جرى لمشروع طلعت حرب؟ مصر والنظام المالي العالمي في مئة عام
نبذة عن الكتاب
يقدم هذا الكتاب تاريخًا موجزًا لسياسات مصر النقدية مئة عام بين سنة 1920م وحتى زمننا الراهن، ويتناول تاريخ الجنيه المصري ومراحل قوته وضعفه أمام عملات العالم المتقدم، متخذًا من لحظة تأسيس بنك مصرفي العشرينيات نقطة انطلاق لهذا التاريخ. ويحاول رصد مدى تأثر سياساتنا المحلية بالتحولات التي جرت في النظام المالي العالمي، في محاولة لاستلهام رؤية مؤسس البنكطلعت حرب، الذي كان دائما ما يحيل تفسير أوجه تأخرنا الاقتصادي إلى الآخر المتقدم والمهمين. ولا يكتفي الكتاب بتحليل مشروع طلعت حربمن المنظور الاقتصادي المجر، ولكن يحاول الاقتاب من الواقع الاجتماعي الذي نشأ فيه هذا المشروع، كيف كانت علاقة طلعت حرب بالعمال وهو يجري تحولاته الاقتصادية الكبرى في مجتمع مصر الريفي؟ وما هي ملامح الطبقة المناصرة لمشروع بنك مصر؟ ولماذا جرى العرف على تسميتها بـ “الرأسمالية الوطنية”؟ وكيف كانت امتدادات الأثر الاجتماعي لهذا المشروع خلال الحقب التالية بعد رحيل طلعت حرب؟ كيف تلطف ناصر هذا المشروع وحاول أن يصبغ عليه هالة من القداسة وهو يؤمم هذه “الرأسمالية الوطنية”؟ وكيف انحسرت فرص استمرار هذا المشروع مع توغل نفوذ مؤسسات المال الدولية في الاقتصاد المصري؟عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 228 صفحة
- [ردمك 13] 97897768981105
- دار المرايا
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
153 مشاركة