اقتباسات من رواية قيامة تحت شجرة الزيتون

«‏لا تجعلي فكرة المسافات أو الأمكنة المستحيلة تُكسّرُك. لا توجد وجهة لا يمكن الوصول إليها. والأهم من ذلك أن كل وجهة موصولة بروحك وتعلم بقدومك، وتحضر له‏».‏

‫ ‏تعلمت من جميلة أكثر مما تعلمت من التجربة والخطأ. مؤخرًا علمتني بهدوء كيف أحتوي كل خطوة لم تكتمل، حتى لا تطال نارها قلبي. علمتني كيف أهدأ حتى في أوقات غليان حماسي. في الرفض، والألم، والخيبة.

لا أشعر أني أستطيع، ولا أود تبديد نفسي في ألف اتجاه، وأنا التي وصلت لشيء واحد أقف عليه وأرى نفسي من خلاله بشق الأنفس‏». ‏

‫ ‏توجِّهنا أوجاعنا دائمًا للبُعد الذي لا نخطط له. لتجعل حواف الأحلام حادة كما لو كانت مقصوصة حديثًا. تطرف، وتخدش، وتقتل وتنزع من تحت قدميك الهاوية، لتمنحك صندوقًا من الخواء تكون فيه أمنيتك الوحيدة أن تستعيد شعورًا واحدًا من مشاعرك الأزلية، حتى ولو كان الشعور بالخوف.

صحيح أني لم أعرف كيف تُصنَع الأعوام الجيدة، ولكن بات بوسعي الآن معرفة كيفية صناعة يوم جيد. وأعتقد أن الصنعة ربما تتحول يومًا ما لفن يمكنني من إزاحة الخوف، وتوثيق الجمال، وتمكين الأثر.. والأهم من كل ذلك صناعة عمر جيد.‏

‫ ‏هل تصدقين أني انتظرت كل هذه السنوات العجاف كي أكتشف أن عناقًا واحدًا ربما يكون العلاج لكل شيء؟ اكتشاف متأخر وقاتل..

وانتهت الرحلة في وقت لم أودها أن تنتهي فيه. الغريب في هذه الرحلة أنها فتحت شهيتي للفضول تجاه نفسي. صحيح أنها جعلتني أتواصل مع الطبيعة ومع الآخرين بشكل أفضل، ولكنها وصلتني بنفسي بصورة لم أتخيلها.‏

‫ ‏أريد أن أتخلص من هذا الثقل داخلي وأكمل الحكي، أريد أن أخون ألمي وأكشفه، لم أعد أحتمل إبقاءه بالداخل.

لا أعرف أصلًا ما هو مفهوم البيت! البيت الذي كلما شيَّدته داخل رأسي هدم نفسه، وداهمني بمعايير جديدة شديدة التمرد على الحياة داخل الرأس

‫ ‏لا أعرف مشكلتي الحقيقية حتى أحكيها، ولكن ثريا أخبرتني أن الحكي يملك بصيرة نافذة على الحقائق لذلك سوف أحكي إلى أن أصل إلى أي دليل.

ومع انعدام سبل النجاة، على استخدام نفس أساليبه العنف أمام العنف والتهديد أمام التهديد والترهيب أمام الخوف ‫ كان ذلك سلوكًا مضمونًا أمَّنني بشكل مؤقت فترة لا بأس بها، حتى اكتشف أحمد رحلة علاجي السرية وأصبحت كل الأوراق بين يديه .

لم تقل في تلك الجلسة إلا جملة واحدة «قدرته معطوبة، قط الجيران يملك رغبة أكثر منه». ورغم أنها كانت كاذبة إلا أنها عرفت كيف تحاورهم باللغة التي يفهمونها.

‫ - ولكن حتى لو كان كذلك، يستحيل أن أفضحه بهذه الطريقة.

لقد اعترف لي مرارًا بكرهه لمنظومة أبويه حد العمى، حد هروبه منها ولكنه لم يكف عن تطبيق شرائع المنظومة عليَّ أنا وابنته، وكأنه وُلدَ مزودًا بكتالوج تشغيل لا تتغير بياناته أبدًا، ولا يمكن حتى تحديثه ‫ لا أعرف لو كنت مكانه، هل أقف

الألم المستفز. استمراريته تجعلني أود لو أن أقبض بيدي على سكين الفاكهة وأشرح بها الكون الذي أتى بي، ثم تنصل مني ومن تفاصيلي الحزينة بعد ذلك. تنظر إليَّ أمي وعيناها بعيدتان كل البعد عن إدراك الصفة المصبوغ بها عذابي.

يغدق عليَّ نهل المحبة ‫ مرت شهور الحمل في وحدة تامة لم أجد فيها مخلوقًا إلى جواري، لم تكن وحدتي من النوع الصحي أبدًا بل كانت قصورًا تامًا لأى معنى للحياة لم أترك لنفسي دقيقة فراغ وكثفت فترات العمل في

من المتعارف عليه أن لكل حرب مادة تدور من حولها الدوائر، فلقد كنت أنا تلك المادة ‫ صحيح أنه لم يحرمني صلاحيات الهدنة، ووجوب مزايا الاستسلام، والمناوشات المستمرة لأجل طلب السلام المؤقت، إلا أنه لم يفلتني ولو مرة وحيدة ليجعلني أقرر عن نفسي إن كنت سأنكس نفسي لحربه اللعينة.

والموت ليس واحدًا في كل الأحوال، والذي يخبرك ذلك هو سافل لعين لم يجرب غير أطعُم الموت الرخيصة ‫ أريد أن أحدد لك نقطة واحدة؛ لأن عقلي خراب متسع على فائض احتمالات لا يمكن القبض فيها على أي حيثية ممكنة .

الذي يخصني.. تغليفة الكون وبطانته.. ورقة السوليفان التي حاولت احتواء المنظومة دون جعلها تبدو -من بعيد أو من قريب- كأطياف منظومات العالم القديم.

جزء من فجاجة نور وقدرتها على عمل حسبة صائبة للألم في كل مرة.

للتفصيل الدقيق لأبعاد هذا العالم، فقد وزعت فيه القسمة بشكل منظم وحيادي ‫ جزء تم استقطاعه من جميلة حيث القوة تسير بموازاة الحساسية في نطاق لايمكن لأي منهما التخلف عن الأخرى فيه ‫ جزء من صفات مدينة المتشعبة داخل خليط البشاعة والرحمة.