الجهازَ التحليلي الذي صاغته جينالوجيا فوكوه ومذهبُ إبداعيةِ دولوز وجواتاري ينظرُ بصورةٍ سائدةٍ إلى الذاتية باعتبارها قادرةً على جعلِ الرغبة التي أُزيحت تُعاود الظهورَ في وجه التسامي الاجتماعي القمعي؛ وهذه نظرةٌ
معزوفة مقلقلة: السيمورأسمالية وأمراض جيل ما بعد - ألفا
نبذة عن الكتاب
سلسلةٌ لانهائية من التشعّبات: هكذا يمكننا أن نروي حكايةَ حياتنا، وغرامياتنا، لكن كذلك تاريخَ التمردات، والهزائم، واستعادات النظام. في أية لحظةٍ معطاةٍ تنفتح أمامنا مساراتٌ، ويواجهنا باستمرار بديل الذهاب إلى هنا أو الذهاب إلى هناك. عندئذ نقرّر، ننتزعُ أنفسنا من منظومةٍ من الإمكانات اللانهائية ونختارُ مسارا منفردا. لكن هل نختارُ حقا؟ هل هي مسألة اختيار، حين نذهب إلى هنا بدل هناك؟ هل هو اختيارٌ حقا، حين تذهب الجماهيرُ إلى مراكز التسوُّق، حين تتحوّل الثوراتُ إلى مذابح، حين تخوض الأممُ الحرب؟ لسنا نحن من نقرِّر بل التسلسلات: آلات تحرير الرغبات وآليّات السيطرة على المخيلة. التشعب الجوهري هو دائما هذا: بين آلات تحرير الرغبة وبين آليات السيطرة على المخيَّلة. في عصرنا، عصر التحول الرقمي، تتولّى الآليات ــ الذاتية التقنية السيطرة على النفس الإجتماعية. فرانكو "بيفو" بيراردي هو كاتب معاصر، ومنظِّر وناشط لوسائل الإتصال. أسس صحيفة أ/ترافرسو (1975 ـ 1981) وشكل جزءاً من طاقم راديو أليس، أول محطة إذاعة مقرصنة حرة في إيطاليا (1976 ــ 1978). مؤلف كتب عديدة، من بينها سايبربانك، الفهد والريزومة، سياسات التحول، الفلسفة والسياسة في فجر الحداثة، ومصنع التعاسة. يدرِّس التاريخ الاجتماعي للاتصالات في أكاديميا دي بيللى آرتي في ميلانو.
35 مشاركة