اقتباسات من رواية النار والعنقاء -صقر قريش(الجزء الثاني)

‫ - نبوءة مسلمة بن عبدالملك أخْبَرَتْ أنني سأجدّد مُلك بني أمية في المغرب البعيد، بعد زواله في المشرق. وقد فعلت إلّا أنها لم تخبر عن الثمن الباهظ الذي سأدفعه. كأنها كانت خدعة وفخاً. هل كان الأمر يستحق كل

زينب الكذب عند العامة لا عند السلاطين فما يُعَدّ كذباً عند العامة هو خدعة الحرب وفطنة السياسة وحزم التدبير عند السلاطين وهم أصحاب التأويل. يتأولون آيات الله نفسها بما يوافق أغراضهم، فكيف بما سواها من الكلام والمعاني؟ يُعرَف الحق بهم،

‫ سعدي وحزمي والمهنّد والقنا ‫ ومقادرٌ بَلَغت، وحالٌ حائِلُ ‫ إن الملوك مع الزمان كواكبٌ ‫ نجمٌ يطالعنا، ونجمٌ آفِلُ ‫ والحزم كل الحزم ألا يغفلوا ‫ أيرومُ تدبير البريّةِ غافِلُ ‫ ويقول قوم: سعدُه لا عقلُه ‫ خير

▐كانت نازلة على ركبتيها تغسل بعض الثياب في فناء بيتها البسيط، في ذلك الحيّ الفقير في فسطاط مصر وكانت تشعر بوحدة قاتلة منذ رحلت أمها المُعتلّة عن الحياة وكانت قد عادت قبل قليل من السوق الذي تخرج إليه لتبيع غزلها

والحقيقة أن الفهريّ كان مصيباً في عرض أسباب التأخّر. فما إن وصل قرطبة حتى كان المطر والثلج وفيضان الأنهار قد قطعت الطريق إلى كورة البيرة. وكل ذلك أعطى عبد الرحمن وأنصاره فرصة أعظم للحشد والتدبير على سعة من أمرهم.

❞ سبحان الله! متى يذكر الإنسان الطعام؟ حين يجوع. ومتى يذكر المال؟ حين يفتقر إليه.. ومتى يذكر أهله؟ حين يغيب عنهم. ومتى يذكر النساء؟ ❝

نقّل عبدالرحمن بصره بين الرجلين والقِرْبتين، ثم مدّ يده وتناول قِرْبة بدر وشرب منها وردّها إليه، أمام تعجب أبي شجاع الذي لمح بدراً يرسل إليه نظرة خاصة مع ابتسامة خفيفة.

قد بلغت الذروة حقاً.. وهي الأعلى.. إلا أنها الأخطر، فليس بعدها إلّا السقوط مرة واحدة إلى قعر الوادي.. وها أنت تضع قدمك فيما وراء الذروة.. في الفراغ المؤدي إلى الهاوية.

نبوءة مسلمة بن عبدالملك أخْبَرَتْ أنني سأجدّد مُلك بني أمية في المغرب البعيد، بعد زواله في المشرق. وقد فعلت إلّا أنها لم تخبر عن الثمن الباهظ الذي سأدفعه. كأنها كانت خدعة وفخاً.

ليتنا ما خرجنا من الشام، ولا نزلنا هذه الجزيرة. حَسِبنا أننا نخرج من الخوف إلى الأمن، ومن الضيق إلى السّعة، ومن ضياع المُلك إلى تجديده، فما نالنا منه إلّا فقد الولد، وفتّ الكبد، وتقطع الرحم..