بالرغم من أنه عمل غير مكتمل و جاءت نهايته مبتورة إلا أنه كان من الجمال و الروعة و العمق و كأنه ثلاث قصص منفصلة لا رواية واحدة حال القدر دون أن تكتمل لاعتقال دستويفسكي أثناء كتابتها و ترحيله إلى سيبريا و عدم رغبته في إتممها بعد عودته.
طفلة تلاعبت بها أقدارها فتنقلت بين عدة أسر لتعيش من مأساة إلى مأساة.
كما يقول الدروبي في مقدمة الأعمال الكاملة لدستويفسكي الجزء الثاني فإن الكاتب الكبير هنا قد سبق فرويد في الإشارة لعقدة أوديب بل و في تحليل العقد النفسية لشخصيات رواياته جميعا سيما هذه الرواية.
عاشت الفتاة مأستة زوج أمها التي كانت تحبه كثيرا و لم تعرف أنه ليس أباها إلا بعد موته كما عاشت قصة كاتيا ابنة الأمير الشقية المدللة و تاهت بحبها إلى درجة العشق ثم تماهت مع شخصية ألكسندرا ربيبتها الجديدة و كأنها مثل حبوبة تشيكوف لا تستطيع أن تعيش إلا متعلقة بحبال الود و لا تطيب لها الحياة بغير الحب.