نصوص مختارة من التراث الوجودي
تأليف
مجموعة من المؤلفين
(تأليف)
فؤاد كامل
(ترجمة)
ليس من العسير علينا أن نعرف الوجودية تعريفًا كافيًا شافيًا فإن كلمة «الوجود» بالمعنى الفلسفي الذي اتخذته في هذه الأيام قد استخدمت بل اكتشفت – لأول مرة على يد «كيركجور» . ولكن هل نستطيع أن نسمي « كيركجور» وجوديًا؟ إن «كيركجور» لم يكن يريد أن يكون فيلسوفًا ، بل أنه يكون فيلسوفاً ذا مذهب محدد . وهاجم «هيدجر» في إحدى محاضراته ماسماه بالوجودية، على حين أكد «يسبرز» أن الوجودية موت لفلسفة الوجود . ولهذا نرى أنفسنا مدفوعين إلى أن نقصر في إطلاق هذه الكلمة على هؤلاء الذين نستطيع أن نسميهم « مدرسة باريس الفلسفية» وهي المدرسة التي تضم « سارتر» «وسيمون دي بوفوار» «وميرلوبونتي»
بيد أن هذا كله لا يتيح لنا تعريف هذه الكلمة.
ويحسن بنا أولاً أن نضع فلسفة الوجود في مقابل التصورات التقليدية للفلسفة كما نلمسها عند «أفلاطون» أو «اسبينوزا» أو «هيجل»، فالفلسفة عند أفلاطون مثلاً هي البحث عن الماهية ، لأن الماهية ثابتة لا تتغير، و«اسبينوزا» يريد أن يشارك في حياة خالدة هي السعادة المطلقة .. والفيلسوف يريد أن يعثر بوجه عام على حقيقة عامة صالحة لكل زمان، وهو يسعى إلى السمو فوق الصيرورة، متوسلاً إلى هذا كله بالعقل وحده.