”أعتقد أن الحياة قصيرة جدًّا وطويلة جدًّا في آن واحد. قصيرة جدًّا لدرجة أنها لا تكفي أن يتعلم المرء كيف ينبغي أن يعيش، وطويلة جدًّا لأن سرعان ما تصبح عُفونتها مرئيةً أكثر وأكثر مع كل يوم يمر.“
هذه الرواية عبارة عن سؤال: هل نخاف الموت، أم نخاف الندم في أخر لحظات حياتنا، الندم على القصص التي لم نكتب لها خاتمة، والقصص التي لم نبدأها.
”لكن يا دكتور، كيف يمكنك قضاء حياتك تخفف من معاناة الآخرين في الوقت الذي لا تضع أي اعتبار لحياتك؟“
تُحكى عن طريق طبيب نفسي على وشك التقاعد، طبيب بحاجة إلى طبيب (: فلا هو يمتلك الخبرة الكافية، ولا هو يتفاعل مع مرضاه بالشكل المطلوب. لا أعرف كيف استمر طيلة هذه الفترة، ولربما كان للعمر والاقتراب من “الموت” أثر في ذلك، فهو نفسه يعاني، يعاني في فهم نفسه ولا يبذل جهدًا في ذلك، يعاني من الوحدة ولكنه يظن أن بحاجتها، يعيش طيلة الوقت في ذعر لا يعرف هو نفسه مصدره، يهاب أنه أصبح أقرب للموت، لكنه وبالرغم من هذا القرب لا يفقه فيه شيئًا.
”سألتها: ممَّ تخافين يا «أجاتا »؟
قالت: أوه، بالكاد أعرف. ممّ نخاف نحن جميعًا؟ أعتقد أن الحياة نفسها أصبحت تمثل خطرًا. إنني أخاف أن أعزف الموسيقى، وأخاف أن أكف عن العزف، وأخاف أن أدنو من الناس، وأخاف أن أبتعد عن الناس. لا مكان لي في أي مكان!“
أجاتا هي المريضة التي أثارت انتباه الطبيب وأيقظت فيه تساؤلات عدة، وكانت أول مريضة تفاعل معها فعلًا -لربما منذ فترة، ولربما أول مرة- أجاتا مريضة تدرك مرضها ولا تدركه في نفس الوقت، تدرك حالة طبيبها أكثر مما تدرك حالتها، وتساعده أكثر مما يساعدها. تمنيت فقط لو وجِدت تفاصيل أكثر عن حالتها وجلساتها.
كانت كل الشخصيات مهمة للقصة، واقعية وإن لم يتم تناولها من جميع الجهات، لا توجد شخصية لسد الفراغ فحسب. وهذا إن دل على شيء دل على مهارة الكاتبة.
اسلوب الرواية دافئ ولطيف، مناسب للقصة. أحببت طريقة تقسيم الفصول والمواضيع المطروحة، كُتِبت بطريقة جميلة ناسبت الرواية ككل.
الترجمة مقبولة لكن لدي بضع ملاحظات عليها، تحتاج لمزيد من المراجعة.
”يمكن أن ينتهي بك الحال إلى أن تتحول إلى مخلوق ضئيل للغاية إذا لم يهتم بك أحد. وأحيانًا أتساءل ما إذا كان مثل هذا المخلوق يُعد إنسانًا بالمرة.“