هكذا يؤوب قتال البشرية على طول الزمان إلى عدم حي
نعناع الجناين
نبذة عن الرواية
«كيف أكتب عن الريف وفينا خيري شلبي؟» – نجيب محفوظ «اتضح أننا لسنا أهلًا لصيانة أي تاريخ، تظنني جاهلة يا أبو السعود أفندي؟ يا أخي يكفي أني عاشرتك هذا العمر الطويل، ملعون أبو التاريخ الذي أحميه ولا يحميني، الذي يفرض عليَّ أن أبقى مدى الحياة مجرد حارسة له. هذا تاريخ يقلق منامي، وكلما أبص فيه ألاقيني صغيرة! وألاقيه مشمئزًّا من دولابي الذي وضعته فيه! من اليد التي قد تخربشه! وألاقيني مذعورة من العين التي ستحسدنا عليه، والنفوس الخسيسة التي تسعى لسرقته! تريدنا يا أبو السعود أفندي أن نكرر ما حصل لنا من أول وجديد؟ طالما الصندوق عندنا فالشيطان في دارنا. كل عيالنا سوف يقتتلون بشأنه».عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 240 صفحة
- [ردمك 13] 9789776743724
- دار الكرمة
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتابمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Mohamed Khaled Sharif
لا يُمكن أن نعتبر كتاب "نعناع الجناين" للعم خيري شلبي بمثابة رواية، فلنقل أنه يُشبه مجموعة قصصية تتشابه أبطالها في كل القصص، أو يُشبه متوالية قصصية عن قرية ريفية، يتخذها مركزاً للأحداث، مع رؤية المنظور المتعدد لكل شخصياتها، الغزيرة، والمتشابكة، كعادة أي ريف مصري يحترم نفسه، ومن تلك البيئة البسيطة تتوالى الحكايات المُعقدة والمُتشابكة، والتي لا يُمكنك أن تفهمها وتستمع بها إلا إذا كانت من كتابات خيري شلبي، فالرجل يبدو أنه معجون عجناً بالريف، من مصطلحات وأوصاف وأفعال ومهن –كالخريجي وطريقة الكي وأخرى- من شخصيات لا بد أنك رأيتها أو تعاملت معها عن طريق الصدفة البحتة، ولكن أن تعرف كيف تُفكر هذه الشخصيات أو كيف تتصرف، فتحتاج لكاتب ماهر رأى منهم الكثير وتعامل معهم، وفهم كيفية التعامل بالريف.
ينقل لنا "خيري شلبي" العديد من الحكايات الملتفة والساخرة والحزينة أيضاً، في لفيف واحد، حتى تتخذ هذه الحكايات حكاية أكبر، لها أبعاد تمس العديد من شخصيات الكتاب، وعبرة عميقة لم أكن أرى كيفية حدوثها، ففاجئتني.
رُبما يتساءل البعض عن سر العنوان، وتفسيره بالنسبة لي –الذي قد يكون خاطئاً تماماً- هو أن رائحة نعناع الجناين دائماً ما ترتبط بالريف، فبمجرد أن تقرأ الحكايات بعينيك، ستشم رائحة النعناع أيضاً في هذه الحكايات الساخرة والدافئة، وبكل تأكيد المُمتعة.
يُنصح بها.
-
BookHunter MُHَMَD
عائلة مصرية في الريف خلال أربعينات حتى ستينات القرن الماضي. يصورها لنا واحد من جيل الأحفاد بكل تفاصيل القرية المصرية المتشابكة النسب المتشاركة في الفخر و في العار. في الفقر و عزة النفس. في النميمة و حب الخير.
بوتيرة بطيئة و أحداث لا يجمعها حدث رئيسي تجري الرواية حتى ثلثها الأخير و حينها يتذكر خيري شلبي أن يضع حادث و عقدة و تبدو مترابطة متماسكة حتى النهاية.
قبل النهاية بصفحات قليلة يتذكر أيضا أن يضع لها روح و غاية و يلمح لأن ثقل التاريخ و عراقته قد يكون عائقا كبيرا إن ارتبطنا به أكثر من اللازم.
اتضح أننا لسنا أهلا لصيانة أي تاريخ. ملعون أبو التاريخ الذي أحميه و لا يحميني. الذي يفرض علي مدى الحياة أن أصبح حارسة له. هذا تاريخ يقلق منامي. و كلما أبص فيه ألاقيني صغيرة. و ألاقيه مشمئزا من دولابي الذي وضعته فيه. من اليد التي قد تخربشه. و ألاقيني مذعورة من العين التي ستحسدني عليه. و النفوس الخبيثة التي تسعى لسرقته. طالما الصندوق عندنا فالشيطان في دارنا. كل عيالنا سوف يقتلون بشأنه.
ثم يختم بنبرة تفاؤل و يقرر أن كل النفوس تظل راضية ما دام فيها فضلة من خير و تبقى مصر رغم كل شيء فيها حاجه حلوه.
كان الجميع مع ذلك راضين كل الرضا. يقبلون أياديهم ظهرا لبطن. شاكرين الله في اهزوجة جماعية مرعوشة الأصوات و الأبدان تقودها جدتي في إنشاد حقيقي. حيث قد اطمأنوا إلى أن كسوة العيال في العيد قد أتت. و أن مصاريف المدارس قد دبرت و نفقات سفر و كتب و كراريس قد وزعت بالعدل و القسطاس. و ليس ثمة من دين في رقبة العائلة لأحد. و في حجرة الكرار قمح و بقول و أدام. و في البرج حمام. و في صحن الدار بط و أوز و دجاج و أرانب و معيز و خرفان. و في الزريبة ماشية و ألبان. و في المخزن تبن و عليق. و فوق أسطح الدار أكداس مكدسة من وقود الجلة الناشفة و قش الأرز و حطب القطن. و فرن الدار مشتعل من صبيحة ربنا لخبز لقة طرية من فطير الذروة بالقشدة السائحة النائحة لشق الريق في باكورة الصباح.
-
Mohamed Mokhtar
هي رواية ولكن بثوب القصص القصيرة. أحسست وأنا أقرأ أنها مجموعة متنوعة من قصص هنا وهناك ولكن تقع في نفس المكان ولنفس الشخصيات، للأسف ليست أفضل ما كتب الكاتب في وجهة نظري. أعتقد أني أحب للكاتب الروايات الطويلة التي لا تعتمد على القصص المتفرقة