كل ابتسامه تجعل اصغر بيوم
علم الأسلوب - أدواته وإجراءاته
نبذة عن الكتاب
مع أن مستوى الدراسات اللغوية الحديثة، في العالم العربي المعاصر، قد يؤذِن بإمكانية احتضان البذور الأولى لعلم الأسلوب، بعد الجهود المضنية لجيلين من العلماء تصدَّوا لاستنباطه وتعميق جذوره في أرضنا الصلدة؛ فإننا ما زلنا نعاني حقيقة من قحطٍ فلسفي جمالي،لم تَرْوِ غُلَّته قطراتُ الغيث النديَّة التي انصبَّت عليه في السنوات الأخيرة؛ إذ ما فتئ يحتاج إلى صَوْبٍ هتونٍ لا تبدو دلائله حتى الآن في الأفق، إلَّا أنه ليس من الحتميِّ أن يتولَّد العلم لدينا بنفس الطريقة التي نشأ بها في الغرب، بل إن تجربة البلاغة العربية القديمة تدعونا إلى الاعتداد بطرقنا الخاصة في التوليد والاحتضان، وتضعنا أمام نموذج نستهدي به اليوم؛ فقد كانت البلاغة العربية استجابةً فذَّةً لحاجات وضرورات داخلية حميمة في بنية اللغة القومية والثقافة الإسلامية، ومع ذلك فقد تغذَّت بلبان الفلسفة والبلاغة اليونانية، واصطنعت كثيرًا من مناهجهما وأدواتهما، دون عقوق لمنبعها الأصيل، أو مَساس بعبقرية لغتها الخاصة، فلم تأخذ سوى ما تحتاج إليه مما لا يتضارب مع عصارة الحياة فيها، ولا ينحرف بطبيعة الرسالة المنوطة بها، ولم تلبث أن تكوَّنَت بداخلها تيارات ومدارس، بعضُها أدبيٌّ بيانيٌّ، والثاني كلاميٌّ منطقيٌّ، والثالث مغربيٌّ أَرِسْطيٌّ، حتى بلغت مرحلة من الاستواء العلمي والنضج التاريخي جعلتها تقف شاهدًا على قدرات أهلها وإنجازاتهم الحضارية المرموقة في أزهى عصور العطاء العربي المجيدالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2020
- 420 صفحة
- [ردمك 13] 9789778461169
- دار بتانة للنشر والتوزيع