"وهكذا اكتشفت أنك يتيم لا منزل. يتيم بلا وطن. يتيم بلا يقين. ضائع في الخلفية التي يشوّشها الكثير من الضجيج، وفي مقدمة الصورة أشياء كثيرة لا قيمة حقيقية لها عندك، تعكر وصولك إلى حالة من الإسقاط المؤثراتي الكامل." - شهيق طويل قبل أن ينتهي كل شيء للأردني هشام البستاني 🇯🇴
انتهيت من قراءة هذا العمل-الصفعة الذي يبدأ بشتات وينتهي بزوال (أو تصور لنهاية تليق بالخراب). بدايةً، تثبت الكتب خان دومًا نجاعة خياراتها، وهو ما عهدته في كل ما قرأت من إصدارات الدار، ولا يشذ هذا العمل عن القاعدة، وهو أول ما أقرأ للبستاني.
يصعب توصيف العمل دون الوقوع في فخ التبسيط والتنميط، ولذا سأكتفي بوصف النصوص التي تنضح بألم التجربة ما بين هروب من مجزرة وتعذيب في سجن وتغرُّب عن الذات وعن الآخر في أجواء يخوضها البطل كمفعول به، شأنه شأن ملايين البشر التي ترزح تحت أغلال يفوق ما خفي منها ظاهرها في عالمنا العربي الشائه.
مجازات البستاني تلقائية وكناياته تخدم طاقة السرد، كما أن لغته مباشرة، لا تحتاج إلى زُخرُف أو توشيح، أما القصص ذاتها فتنطلق من الخاص إلى العام، إذ تمس مواضع الورم في نفس المتلقي، ولا تتورع عن فضّ ختم القيح المتراكم عبر عقود من القمع والتسلّط والمهانة، ثم يأتي الخوف، حيث "للخائف الأمل، والأمل مخاتل، سرابيّ، كثيرًا ما يتبخر مخلّفًا وراءه رائحة مُرّة."
#Camel_bookreviews
#الكتب_خان_للنشر
#مكتبة_الكتب_خان