للخائف الأمل، والأمل مُخاتل، سرابى، كثيرًا ما يتبخر مخلفًا وراءه رائحة مُرة
شهيق طويل قبل أن ينتهي كل شيء
نبذة عن الرواية
قاتلتُ حتى النّهاية، وظلّت النجوم تنظرُ إليّ باللّمعة المرتجفة ذاتها. الريحُ كانت عطوفًا أحيانًا، لعوبًا أحيانًا، وملعونةً أحيانًا. الشمسُ ظلّت تتسلّطُ عليّ بالقسوة الليّنة ذاتها حتى بات جلدي مثل ورقة، والماءُ يضحكُ عليّ بسخريته المُرّة: محاطٌ بالماءِ من كلّ الجهات، والعطشُ يأكلُني قطعةً قطعةً مُجلِّلًا بصري بغبشٍ كالغيوم الخفيفة. لم أعُد أقوى على تحريكِ ذراعيَّ وساقيَّ، لكن سترة النجاة تُبقيني طافيًا رغمًا عنّي. لم يعُد فيّ قوّة لأفُكّها فأغرق، أو أقلب نفسي فأغرق. عليّ أن أشهدَ موتي نُقطةً نُقطةً، بالعرض البطيء. الجثث مُنتفخةٌ، وسترة النجاةِ ملقاةٌ بين أخرياتٍ كثيراتٍ شبيهاتٍ على الشاطئ، تذكارًا من أولئك الذين غرقوا وأولئك الذين نجوا، تومضُ ألوانها الفسفوريّة أنّهم مرّوا من هنا، ولن يتوقّفوا عن المرور أبدًا. ها هم يأتون من البعيد.عن الطبعة
- نشر سنة 2018
- 120 صفحة
- [ردمك 13] 9789778030549
- الكتب خان
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية شهيق طويل قبل أن ينتهي كل شيء
مشاركة من Norhan Alfayed
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
محمد الرزاز Mohammed Elrazzaz
"وهكذا اكتشفت أنك يتيم لا منزل. يتيم بلا وطن. يتيم بلا يقين. ضائع في الخلفية التي يشوّشها الكثير من الضجيج، وفي مقدمة الصورة أشياء كثيرة لا قيمة حقيقية لها عندك، تعكر وصولك إلى حالة من الإسقاط المؤثراتي الكامل." - شهيق طويل قبل أن ينتهي كل شيء للأردني هشام البستاني 🇯🇴
انتهيت من قراءة هذا العمل-الصفعة الذي يبدأ بشتات وينتهي بزوال (أو تصور لنهاية تليق بالخراب). بدايةً، تثبت الكتب خان دومًا نجاعة خياراتها، وهو ما عهدته في كل ما قرأت من إصدارات الدار، ولا يشذ هذا العمل عن القاعدة، وهو أول ما أقرأ للبستاني.
يصعب توصيف العمل دون الوقوع في فخ التبسيط والتنميط، ولذا سأكتفي بوصف النصوص التي تنضح بألم التجربة ما بين هروب من مجزرة وتعذيب في سجن وتغرُّب عن الذات وعن الآخر في أجواء يخوضها البطل كمفعول به، شأنه شأن ملايين البشر التي ترزح تحت أغلال يفوق ما خفي منها ظاهرها في عالمنا العربي الشائه.
مجازات البستاني تلقائية وكناياته تخدم طاقة السرد، كما أن لغته مباشرة، لا تحتاج إلى زُخرُف أو توشيح، أما القصص ذاتها فتنطلق من الخاص إلى العام، إذ تمس مواضع الورم في نفس المتلقي، ولا تتورع عن فضّ ختم القيح المتراكم عبر عقود من القمع والتسلّط والمهانة، ثم يأتي الخوف، حيث "للخائف الأمل، والأمل مخاتل، سرابيّ، كثيرًا ما يتبخر مخلّفًا وراءه رائحة مُرّة."
#Camel_bookreviews
#الكتب_خان_للنشر
#مكتبة_الكتب_خان