عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 ؛ الإشكالات الفكرية والاستراتيجية - السيد ولد أباه
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 ؛ الإشكالات الفكرية والاستراتيجية

تأليف (تأليف)

نبذة عن الكتاب

يقول الدكتور السيد ولد أباه في معرض حديثه عن عالم ما بعد 11 سبتمبر/2001 لا يزال السؤال مطروحاً بعد مرور ثلاث سنوات على تفجيرات نيويورك وواشنطن. هل كان زلزال 11 سبتمبر/أيلول لحظة تحول وقطيعة في التاريخ، ونهاية حقبة كاملة، وبداية عهد جديد، أم مجرد هزة كبرى لا تأثير لها ...في العمق والجوهر، حتى لو فرضت الاهتمام وأثارت الخيال والألباب. وقبل محاولته الإجابة على هذا الإشكال المطروح بحدّة في دوائر البحث الاستراتيجي يذكر الدكتور ولد أباه بالتمييز الذي يقيمه المؤرخ الفرنسي المشهور "فرديناند برودويل" بين التاريخ الحدثي ذي الإيقاع السريع، أي زمن الأحداث اليومية والتحولات الهيكلية غير الظاهرة. ويذهب برودويل إلى أن الزمن الحدثي، الذي يسميه أيضاً "زمن الحروب والهدن"، هو الذي استأثر باهتمام المؤرخين على الرغم أنه نسبي، وجزئي، ومضلل أحياناً، باعتباره يقف عند التموجات السريعة، التي لا يتسنى فهمها وضبطها إلا في سياقها البنيوي الأعمق. ويقول الدكتور ولد آباه بأنه إذا تمّ تطبيق هذا النموذج على أحداث 11 سبتمبر/2001، أمكن التمييز بين الحدث في إيقاعه السريع الذي اعتبره جلّ المحللين والسياسيين، (وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي جورج بوش) بداية مرحلة جديدة من تاريخ العالم، وإطار الحدث البنيوي، أي العوامل التي مهدت له، والظرفية التي يتنزل فيها، والنتائج البعيدة التي سيفضي إليها، وبطبيعة الأمر، فإن التأريخ للحدث في المستوى الثاني يتطلب مرور سنوات عديدة عليه، كما يتطلب تضافر جهود الباحثين في اختصاصات عديدة: علوم اجتماعية وعلاقات دولية واقتصاد سياسي... لرصد حدث مثير تحول إلى مفهوم معقد وإشكالي. ويضيف الدكتور ولد أباه قائلاً بأن التحليل الحدثي لزلزال 11 سبتمبر يقتضي في الآن نفسه حدّاً أدنى من التحليل البنوي، في ما وراء الإيقاع السريع للانفجار، حتى ولو كانت نتائج هذا التحليل نسبية ومحدودة. من هذا المنظور، صنف الدكتور ولد أباه جلّ النماذج التحليلية التي قدمت لاستكناه الحدث في ثلاثة اتجاهات متمايزة: أما الاتجاه الأول؛ فقد اعتبر أحداث الحادي عشر من سبتمبر تكريساً نهائياً للمسار البارز منذ نهاية الحرب الباردة، أي مشهد الهيمنة الأميركية الأحادية، التي كان يحتاج إلى خطر خارجي يوفر له، الغطاء الاستراتيجي والفاعلية الهجومية. ومن أبرز من ذهب إلى هذا الرأي رجل الأعمال الأميركي الأشهر "جورج سوروس" الذي اعتبر أن الزلزال وفر لإدارة بوش فرصة تجسيد مشروعها الإمبراطوري للهيمنة ذي الخلفية الايديولوجية المحافظة القائمة على ثلاثة ركائز أساسية هي التفوق العسكري والأصولية الدينية وأصولية السوق. أما الاتجاه الثاني الوثيق بالاتجاه الأول، فيتمثل في اللجوء إلى براديغم "الصراع الحضاري" الذي كثر الحديث حوله بعد الأحداث. أما الاتجاه الثالث الذي له أشياع الكثر في المنطقة العربية الإسلامية فيرى في الحدث مبشرات نهاية الهيمنة الأميركية، ومظهراً بارزاً لضعف وهشاشة القوة المتحكمة في العالم، وبداية أفول هذه القوة. ومن المفارقات المثيرة، أم مصدر هذه التصورات هو أساساً كتابات بعض المفكرين الأميركيين "المنشقين" مثل العالم اللغوي المشهور "نعوم تشومسكي". وهنا وحول هذا الاتجاه يرى الدكتور ولد أباه بأن هذه الصورة التي يتمثلها هذا الاتجاه، ترضي عواطفنا، وتثلج صدورنا، إلا أنها مضللة وخاطئة، ولا تصمد أمام الحدّ الأدنى من التحليل الموضوعي المعمق، فمهما كانت نقاط الضعف في النظام الأميركي، ومهما كانت التناقضات البادية في العلاقات الدولية فإن المشهد الثابت في النظام العالمي الحالي هو تحكم الولايات المتحدة في الرهان الاستراتيجي العالمي وفي بنية الاقتصاد العالمي الموحد. هكذا يمضي الدكتور السيّد ولد أباه في تحليلاته المنهجية لأحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في محاولة لاستقراء الإشكالات الفكرية والاستراتيجية لعالم ما بعد تلك المحطة التاريخية.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
5 1 تقييم
17 مشاركة

اقتباسات من كتاب عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 ؛ الإشكالات الفكرية والاستراتيجية

فأين الخط الفاصل بين استخدام العنف مصدرًا لحرب مشروعة وإدانته كعمل لا أخلاقي؟

مشاركة من محمد السنوسي
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات كتاب عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001 ؛ الإشكالات الفكرية والاستراتيجية

    1