بداية سعود السنعوسي هُنا ليس سعود ساق البامبو و فئران أمي حصة !
فهي شمعة أولى في طريق إبداعة و ما يستحق الاشادة و يثير العجب في آن أن يختلف طعم حروف الكاتب في روحك من عمل إلى آخر و من استمتاع يحدوه استمتاع أكبر بأسلوب متطور أخاذ!
فقد جمع سعود هُنا اللغة الجميلة ’ التشبيهات المتقنة ، الخيال الخلاق ،و أسلوب يفرض نفسه بقوة على القارئ حتى يسلبه سلبًا يصعب معه الملل !
قي سجين المرايا ذات الاسم الخلاق نجد أنفسنا مع حكاية كلاسيكية بحته تتكرر في جميع البلاد و في معظم المسلسلات الكويتية و هي حكاية الخيانة و الفشل في الحب و اختيار سعود لهذا الموضوع يعبر مأخذًا هو سبب نقص تقييمي للرواية بعض الشيء ، و لكن من أجمل المشاهد و أشدها إيلامًا مشهد دفن والدة عبد العزيز و انكبابه باكيًا على قبرها و كذلك مشهد استشهاد والده حيث حوى كمية من الالم و الغضب المؤلمين و هذا م عودنا عليه سعود من صدق في المشاعر و نقلها بدقة .
فبطل روايتنا عبد العزيز ما هو إلا ضحية الحزن و الوحدة اللئيمين بلا والدين أو أخوه أو أهل يبكي نفسه و أهله بخلو من التجارب حتى وضعته الصدفة مع ذات الهاتف الزهري فأحبها من فوره لإنخداعه بها أحبها حبًا بريئًا يمارس طقوسه بقلب طاهر انقرض مقتنيوه في زمننا لذلك لم تنجح هذه المراهنة منذ البداية لذا وجدنا انفسنا امام كمية لا بأس بها من الحزن و البكائيات على صفحات الرواية و كذلك كمية من الانسلاخ عن الذات قد لا تتقبلها فتاة جامحه كمريم ذات العلاقة السابقة و القلب الواسع الضفاف ، وجود كاثرين في رأيي لم يكن له داع لانها لم تُفلح سوى في وضع وصمة خيانة على صفحة عزيز البيضاء فشتان بين عزيز سعود السنعوسي و عزيز أثير النشمي الضدان في اختلافهما فعزيز أثير هو مَن ستفتن به مريم او ريم على أيه حال !
كانت النهاية جميلة و لكنه كلاسيكية هادئة جدًا كهدوء البطل و لكنها سعيدة تعطي الأمل لمن قبعوا سجناء مراياهم!