اقتباسات من رواية كبرت ونسيت أن أنسى

كانت تسرّ لي بأنه يمكن للحياة أن تكون مختلفة لغة تشبهُ الموسيقى، تعشقها في أذنك وفي فمك، تضع كلماتها في قلبك وتختبر خفتها، رفرفتها، غنجها، وقدرتها على الذوبان في لسانك لغة راقصة، مليئة بالمدود والانثناءات والتخصّرات، وفيها أحرف صامتة كثيرة،

ربما كانت المشكلة هي أنني أنا، وأن العالم هو العالم، وأننا - العالم وأنا - لا ننسجمُ كما ينبغي، ونحتاج أن نتفاهم على بعضِ الأمور.

تكلم حتى أراك.

عندما كان العالم كثيراً وأنا وحدي

الكتابة ليست بديلاً عن الصديق الذي يجيد الإنصات، ولا عن الطبيب النفسانيّ، أو الكاهن الذي يتلقى الاعترافات. وإذا كان ابن الملوح لم ينشد الأشعار إلا تداوياً، فلنتذكر - حباً بالله - بأن الأشعار قتلته.

الحكاية المعتادة: رجل وامرأة. كثيرٌ من الذاكرة وقليلٌ من النسيان. باستثناءِ أنّ البطل في الحكاية ليس الرجل ولا المرأة، ولا الذاكرة ولا النسيان.

‫ إنّه الشعر.

يا قوي، امنحني القوة!

‫ قوة العشبة التي تجرح الجدار،

‫ قوة القطرة التي تثقب الحجر،

‫ قوة الصلاة التي تستجلبُ المطر..

❤️✨

علّمني كيف أصلّي، ‫ صلاةً تخصني وحدي، ‫ آتني لغتي ‫ آتني لغتي يا رب اللغة، ‫ آتني لغتي كي أبتهل لك ‫ لك السبحانُ والمجد ‫ آتني لغتي جميعها، ‫ آتنيها كي أفكّر، كي أكون ‫ كي أعرفني، كي

لماذا لفظتني الثمرة المحرمة التي اشتهيتها طوال عمري؟

كيف أفلحُ في إقناع شخصٍ مقتنع تماماً بأن الحقيقة تقبع في جيبه الخلفي؟ كيف أنجح في اختراقه لأجعله يرى الأشياء بعيني أنا، بقلبي أنا

فضائي الخاص، فضائي الذي لا يخصُّ سواي، الذي لا يؤذي أحداً، أريده كله. لماذا سرقوه؟ لماذا يقتحمني العالم إلى هذا الحد؟

أريد ذلك المكان الذي بوسع المرء فيه أن يكون نفسه، أن يشبه ظاهره باطنه، وأن ينسجم مع حقيقته

إلا أن الفرنسية فتنتني بجمالها. كانت تسرّ لي بأنه يمكن للحياة أن تكون مختلفة. لغة تشبهُ الموسيقى، تعشقها في أذنك وفي فمك، تضع كلماتها في قلبك وتختبر خفتها، رفرفتها، غنجها، وقدرتها على الذوبان في لسانك.

والآن فكّر كيف تقفُ هذه الكلمات متوازية، الأبيض هو الجنون، والجنون هو الطهر. الأبيض هو المعرفة، والمعرفة هي العدم.. إنك تتعرف على علاقاتٍ جديدة وتفاعلات كيميائية لم تخطر ببالك أبداً وأنت تصبّ لنفسك كأس حليب في الصباح الباكر.

وجلس على يميني، ثم أدار جذعه ناحيتي وأخذ ينظر. هكذا فقط، نظر إليّ وكأنني موضوع للنظر. وكأنني خلقت لينظر إليّ.

‫ - ما بك؟

‫ - أنظر إليكِ.

‫ - ولِمَ؟

‫ - «نظري إلى الوجه الجميل نعيمُ».

على الطاولةِ التي أجلس إليها الآن، شاشة كمبيوتر، موزة منقطة، كتب منزوعة الأغلفة، مناديل ديتول، فتات بسكويت، وجثمان نملة إذا كانت الأشياء هكذا، ترتاحُ إلى غرابتها ولا تمانع أن تتجاور رغم كل الاختلاف، فأنا أريد أن يشبه نصي هذه الطاولة

‫ رد: ‫ أنا أعيش داخل القصيدة، ومن هنا يبدو العالم كوهم ‫ أنت جزء من هذا الوهم، والأوهام تخيفني أكثر من الحقائق ‫ إنني أعيش منقطعة عن كل شيء، في سردابٍ خرافيّ تحت الأرض ‫

‫ أنا خارج السرداب. السردابُ في داخلي.

لقد قرأتُ طوال حياتي وأنا أشعر بأنني أجترحُ إثماً، وكنتُ متأكدة بأنني لو مت، فسيكون علي أن أقضي فترةً في الجحيم، عقوبةً على عقوقي، ومشاويري غير المعلنة وقراءاتي السرية، فقد كنتُ أقترفُ المحرّم، وكان التفكير في جهنم يرعبني