مثل هذه الروايات تجعلك تفكر اي عقل يمتلك هذا الراوي وبأي طريقة يفكر
ساق البامبو وهذه تجعلني انتظر بفارغ الصبر العمل القادم لسعود
ماذا كان رأي القرّاء برواية فئران أمي حصة؟ اقرأ مراجعات الرواية أو أضف مراجعتك الخاصة.
""عندي صندوق والصندوق يبي له مفتاح والمفتاح يحتاج فلوس والفلوس عند العروس والعروس تبي عيال والعيال يبون حليب والحليب عند البقر والبقر يبي حشيش والحشيش في الجبل والجبل يبي مطر والمطر من الله""
قالتها حصة .... المطر لن يأتي .. رح نطيح علينــا السمـا
محبــط ... لا أدري لم .... لموت فهد ؟ ... لحالنا اليوم ؟ .. أم لطائفية قتلت أجمل ما فينــا ؟
سني ولا شيعي ؟
الصحابة أم أهل البيت؟
علي أم معاوية ؟
الحسين أم يزيد ؟
روافض أم نواصب ؟
عمر أم هيهات منا الذلة ؟
الفئرا اتية احمو الناس من الطاعون !
رواية إرث النار ابطالها الفئران الأربعة : شَرَر , لَظى , جَمر , رماد ..
اى من الفئران هاجمنا وايهم مازال فى مخبئه ! من يطعم هذه الفئران ؟ ماذا تورث النار ؟ من اين اتى الفحم ؟!
النار لا تورث الا رمادا ...
عندما نكون فى وقت يسأل فيه الطفل " الله سنى ولا شيعى؟"" ويسال : "على بن ابي طالب ,رضي الله عنه ام عليه السلام؟" "الرسول مثل امى ولا مثل ابوي؟" فمن هنا كان الشرر
الشرر الذي ظل الجميع يطعمه المزيد من الفحم
تسقط في أُذنك مقولة، فتترسخ في عقلك فكرة، لتتحول الفكرة إلى معتقداً يسكن قلبك. فيأتي أحدهم ليزرع الشك، ويحولك إلى كافراً بالفكرة و المعتقد.
لطالما آمنت بمقولة "الصورة عن ألف كلمة" بينما في روايات سعود السنعوسي الكلمات عن ألف صورة و صورة.
و حتى (لا تطيح علينا السما) فسأكتفي بقول أن سعود هو روائي الزمان و المكان من الشباب بدون أن أحلف بذلك.
<3 رائعة كروعة الكـــــويت
" الفئران آتية , إحموا الناس من الطاعون "
العنصرية هي طاعون تفشى منذ الامد حتى صار ديدنًا باختلاف التفاصيل و الطوائف و الأحزاب
،و لكن حين تأتيك رواية بثقل فئران امي حصة تحمل ربما طوق نجاة من جحيم آت ثم تُمنع فهذا قمة التعنت و الجهل كأننا نرضى الجنون نرضى بالموت ولا نقبل بصفعة توقظنا !
قدم لنا المبدع سعود رواية داخل رواية تفوق بكل ما فيهما على نفسه سار على رتم واحد في تسلسل للأحداث رغم وقوع أحداث الرواية في قسمين هما يحدث الآن و فصول إرث النار إلا انك لا تصاب بأي تشويش أو ضياع ، اللغة القوية , الشخصيات المختلفة في كل شيءو المتشابهة في كل شيء , و التشويق المتقن الذي لا يجعل للملل طريق إلى شعور القارئ ماتعة هي طفولة الشخصيات كتكوت فهد و صادق _ بالرغم ما يتخللها من أسئلة و صدمات في نسيج متعمد من الأهل بفرض عقيدة معينة أو كره تجاه الاخر _ في سياق أحداث تخفف من القسوة بعض الشيء .
صفعنا سعود بحقائق نعلمها جميعًا و لكننا نؤثر النسيان صفعه قاسية مبكية فمع كل انضمام فأر من الفئران الاربعة إلى أخوته تشعر بالخوف يتسلل إلى قلبك ببطئ يرافقة خذلان ومن واقع مخزي حيك لنا من سنين بأيد خفية قد تكون المهم أن سعود يقول لنا إن لم تنتبهوا إن لم تتارجعوا فهذا هو مصيركم و ستلتهمكم الفئران، اسأل الله أن لا يكون المستقبل كما تنبأ به !
فئران أمي حصة رواية تستحق ان يقرأها الجميع ، تستحق ما هو اكثر من البوكر بالتأكيد فهذا هو سعود ساق البامبو ..
استمتعت بكل صفحة قرأتها، أحببت طريقة السرد المختلفة في أجزاء الرواية، تصوِّر لنا تفاصيل الأماكن كأننا جزء في مكان الحدث، نهاية كل فصل تجذبك لمتابعة الفصل الذي يليه، انخرطْت مع الشخصيات و مع المواقف التي تمر بها، الأوضاع المستقبلية السوداء في الرواية للبلاد خلال السنوات القادمة مبنية على واقع مر نعيشه في الوقت الحالي و ان لم يتغيّر قد يصبح ما في الرواية حقيقة بعيدا ً عن الخيال و المبالغة، و أحوال الدول المدمرة خير دليل، الله يكفينا شر الفتن، أنصح قراء الجيل الحالي باقتنائها لأن بها جانب توعوي تحذيري قد يغيّر طريقة تفكيرهم للأفضل و بالتالي هم مفتاح تغيير المستقبل.
الفئران أتت فعلا ً ، لكن بيدنا القضاء عليها قبل انتشار الطاعون.
يبدو أنه مع التقدم في السن يصبح من الصعب إرضاء مزاجى في القراءة ... مع احترامى الشديد لكل من أعجبته الرواية وقيمها بخمسة نجوم لا أجدها تستحق هذا التقييم - بالنسبة لي طبعا - سبق وقرأت للسنعوسى ساق البامبو في منتهى الجمال قمة الروعة والحبكة تجبرك على قراءتها ولكن هنا أستغرب أن كاتب هذه الرواية هو كاتب ساق البامبو بصعوبة شديدة وصلت لصفحة 144 حتى لا أظلم الرواية وكاتبها ولكن فوق طاقتى أن أكملها ..
اتعب و انا اقول الروايه جمييييله جمييييله جدا يختلط فيها الواقع بالخيال بالمشاعر نجح الكاتب في ايصال المشاعر عبر الكتابه .. شخصيا كنت احس الشخصيات كثيره ابغى ارجع للبدايه اعرف هذا مين و يقرب لمين بس افتكر و اكمل و كمان كنت اتلخبط بين اجزاء يحدث الان و بين اجزاء الروايه نفسها شرر و لظى و جمر و رماد كنت اتمنى لو كانت اجزاء يحدث الان جاءت كفصل وحده لكن هالشي ما افقدني المتعه بالعكس روايه تجنن
من الكويت .. فئران امي حصة .. للكاتب الشاب المبدع سعود السنعوسي ..
رواية ذكية رشيقة قاسية ..عبارة عن تلخيص و وصف دقيق للمجتمع الكويت منذ عام 1985 حتى 2020 .. استقرار .. فحرب ,, فاحتلال .. فتغير الحال الى الاخطر .. الطائفية الخطر الاكبر على اي مجتمع ,, هذه الرواية عباراة عن دراسة تاريخية لاحداث مهمة من عمر الكويت و الامة تدفعك لاعادة قراءة التاريخ حتى تفهم المستقبل ..
رغمي تحمسي الشديد لكتابة مراجعة طويلة عن الرواية الا انني تراجعت عن ذلك بعد الانتهاء منها لان كلماتي ستعجز عن ايفاء حقها ،، بأختصار كانت اجمل ما قرأت لهذا العام
انتهت حرب الخليج الأولى (بين العراق و إيران) و كان عمري عاما واحدا فقط، فلم أدر عنها شيئا، و بدأت الثانية (بين العراق و الكويت) و عمري أقل من أربع سنوات، و لكن أدركتها من حكايات أمي و أبي عن مغادرتهم السعودية مع الكثير من غير المواطنين في غير موعد السفر خوفا من الحرب و أهوالها، كانت هذه هي المرة الوحيدة التي سافرنا فيها برا، و كانت مليئة بالصعوبات مقارنة بالسفر الجوي الذي اعتادوه، خاصة في تلك الظروف..
و لكن رأيت آثار هذه الحرب(الثانية)، في صور كاريكاتورية رسمت لصدام تظهره بملامح مخيفة، و بجسم ثعبان، و مسرحيات كويتية كانت تعرض بها شخصيات ترتدي الزي العسكري المميز له، لم أفهم و لم أدرك معنى هذه الأشياء وقتها، كل ما شعرت به أن هذا الرجل، مخيف..
العجيب أنه عندما أحاول أن أتذكر أجد أنه بالإضافة لآثار حرب الخليج الثانية كان هناك حرب أخرى أدركت وجودها و أنا صغيرة، هي حرب البوسنة و الهرسك، و التي ترتبط في عقلي لسبب ما بأنشودة شهيرة ملأت شرائط الكاسيت في الخليج وقتها بدايتها تقول (يا أيها الإنسان هل تبكي لما أبكاني، أرأيت ماذا قد حصل، في العالم الحيران، اليأس يعبث بالأمل، و يهز كل كياني)..
لا أعرف لماذا ارتبطت هذه الأنشودة بحرب البوسنة و الهرسك عندي رغم شمول كلماتها و عدم تحديدها لمشكلة معينة في الوطن العربي و العالم الإسلامي، أما الذكريات الأخرى التي أذكرها هي مجاعة الصومال الأولى و إعلانات التبرع لها (عانت الصومال في ٢٠١٠ من مجاعة أخرى، و تعاني الآن، و لا ندري).
و عرفت أيضا مجزرة قانا، و الفضل في معرفتي لهذه المجزرة يعود لدخول القنوات الفضائية بيتنا و شهرة قناة ال LBC وقتها بسبب برامجها الترفيهية القوية (بعد انتهاء دورها السياسي في الحرب الأهلية اللبنانية و الذي لم أدركه أبدا إلا الآن).
ما أتعجب له حقا هو غياب المعاناة الفلسطينية من ذكرياتي لهذه الأيام، لا أملك ذكريات واضحة للانتفاضة الأولى، لم أكن أعرف لم، و لكن في الأيام الأخيرة كونت فكرة عن السبب..
عدت لمصر في ٩٧، و الانتفاضة الثانية كانت في ٢٠٠٠، أتذكر حديث الجرائد المستفيض عن الانتفاضة، مرة أخرى يرتبط الحدث بنشيد كان شهيرا جدا وقتها و لم أعرف من صاحبه، و كانت الجملة المؤثرة فيه وقتها(والعرب كثير من عنه يذود)، أتذكر طلب الأستاذ موضوعا للتعبير عن الانتفاضة، و طلبه من الطلاب أن يصفقوا لي بعد أن قرأت موضوعي..
توالت الأحداث، أحداث ١١ سبتمبر، كان الشعور الغالب وقتها هو الدهشة، كيف حدث هذا لأقوى دولة، هي تفعل و لا يفعل بها، كيف؟
ثم حرب الخليج الثالثة أو (الحرب على العراق)، و تعاطف و استغراب من ردود الأفعال و حيرة تصيب المرء تجاه الشعور الصحيح المفترض نحو من ارتبط وجهه في الذاكرة بالملامح المخيفة و جسد الثعبان، و لم يبق من هذا كله إلا لعبة كنا نلعبها أسماها العرب حرب الخليج على جهاز بلاي ستيشن 1 (metal slug) بموسيقتها المميزة..
عادت كل هذه الذكريات عندما قرأت رواية (فئران أمي حصة)، الرواية للكاتب الكويتي سعود السنعوسي و كتبت في ٢٠١٥، و تدور أحداثها فيما قبل حرب الخليج الثانية و تركز عليها و تمر بالثالثة وصولا إلى أحداث تخيلية تنتهي في ٢٠٢٠، و حمدا لله أن الحقيقة لم تكن سريعة مثل خياله، و ان كانت تسير على الطريق تدفعها الكورونا و الظروف العالمية للأسف..
صحيح أني كنت في السعودية لا الكويت، و كنت صغيرة لا أدرك الكثير، و لكني استمعت بالرواية جدا، وصلتني في طفولتي هزات خفيفة نظرا لبعد مكاني و زماني و هويتي (نسبيا) عن الأحداث، أما الرواية فسمحت لي برؤية مصدر الزلزال و الشعور به، و تفسير هذه الهزات، لم كنت أرى هذه الرسوم ذات الملامح المخيفة، و لم أدركت مجاعة الصومال و حرب البوسنة قبل مأساة فلسطين، و لم اختلفت ردود الأفعال على غزو العراق رغم وضوح الحق لنا كمراهقين وقتها، و أن للعبة حرب الخليج التافهة التي كنا نلعبها و التي لم تكن لها علاقة مباشرة بحرب الخليج أخت كبرى سبقتها على جهاز سيجا تسمى ضربة الصحراء مبنية على حرب الخليج الثانية فعلا، و بالبحث اكتشفت لعبة ثالثة عن نفس الأحداث هي الأحدث تسمى عاصفة الصحراء تسبق غزو العراق مباشرة..
قد يظن البعض أن الرواية تتحدث عن الخلاف (السني-الشيعي) و الفتنة بينهما، لكني أراها تتكلم عن كيفية هدم الأوطان، و أراها تتكرر في كل مكان و زمان، ضع غلافا طائفيا لحربك و أطماعك السياسية، تنتهي الحرب و الأطماع و لا تنتهي الفتنة أبدا..
و هذا يظهر في الأحداث، أحب مواطني الكويت من السنة صدام في حربه الأولى على إيران، و عادى السنة و الشيعة بعضهم البعض، ثم جمعتهم المصيبة و كراهيتهم له في حربه عليهم، و ما إن انتهت، عادت الكراهية مرة أخرى أعنف و أشد، انتهت الحروب، ذهب صدام و ضاعت العراق، و ظلت الفتنة بين الناس، و التي توقع لها الكاتب مصيرا أسودا يدمر الكويت لا قدر الله..
الرواية مؤثرة متكاملة العناصر، و أظهرت لي كم كبرت، فلم تؤثر بي قصة الحب المستحيلة للراوي، بل أثرت بي مشاهد الجدة حصة، و غص حلقي و دمعت عيناي عند مشهد وفاتها، و عند كل ذكرى لها يستعيدها الراوي بعد ذلك، فقد كانت تمثل التوازن و معرفة العدو الحقيقي و تجسد البركة التي ذهبت من البلاد كلها بوفاتها..
الراوي هو أحد أبطال القصة، و الذي لم ألاحظ إلا في نهاية القصة أن اسمه لم يذكر صراحة تقريبا، و الرواية تدور في خطين، خط الماضي تمثله رواية (إرث النار) التي يكتبها عن حياته الماضية، و خط الحاضر الذي تنهار فيه البلاد..
رواية رائعة أمتعتني كثيرا..
#أمنية_طائرالرخ
#مراجعات_الرخ
عندما كنا نمر من الدائري الخامس للعمل كل يوم صباحا كانت تستوقفني أسماء الأحياء و المدن الكويتية من الفحاحيل إلى الفنطاس و الزور و المهبولة و الفروانية و جليب الشيوخ و الجهراء و خيطان و كلها أسماء كانت غريبة جدا بالنسبة لشخص يخرج لأول مرة من مصر. و في أحد الأيام تطرق الحديث للمطرب نبيل شعيل الذي قال لي صديقي أنه في جنوب السرة فنظرت له شذرا و قلت: يا أخي عيب اللي انت بتقوله ده. فضحك و قال: لا و الله ده المنطقة اللي ساكن فيها اسمها كده.
لأني ذهبت إلى الكويت لأول مره في الشتاء فقد كانت التجربة أحلى و أغنى. حيث أبراج الكويت الشهيرة و سوق المباركية و المولات التي كانت ما تزال تجربة جديدة و شاطئ المسيلة الهاديء وقتها طبعا و حي السالمية حيث المطاعم اللبنانية و التسوق الغير محدود.
أعادتني الرواية لأجواء الكويت التي زرتها عدة مرات لفترات قصيرة و أحببتها من أول نظرة و لي فيها أصدقاء كُثر. و لكنها أعادت أيضا اللحظات التي أردت أن أسقطها من الذاكرة حيث الأرتال العسكرية الأمريكية الذاهبة إلى العراق أو العائدة منه و التي كانت تجاورنا جنبا إلى جنب على الطرقات السريعة بشكل شبه يومي و كانت متعتنا الوحيدة في رؤية إحدى هذه العربات مدمرة و محمولة على عربة أخرى أو عربات عليها آثار تدمير لم ينجح الأمريكيين في إخفاءه.
الرواية سوداوية جدا لدرجة مخيفة و ما يدعو للعجب أنه جعل أحداثها تدور في العام 2020 أي بعد صدورها بخمسة أعوام و بعد عام واحد من الأن. الكويت في الرواية كانت مدمرة تماما بفعل حرب أهلية طائفية اندلعت فيها فأسقطت الدولة و جعلتها مرتعا للمتطرفين من كل شكل و لون و تعج بالقوات الدولية و درع الجزيرة أو ما تبقى منها حسب قول الكاتب. و تشبه هذه الأجواء كثيرا رواية باب الخروج التي صدرت قبلها بثلاثة أعوام و دارت أحداثها أيضا في العام 2020.
عن الخلاف بين فريقين لم يتفق كلاهما يوما على رؤية هلال رمضان و بدء الصيام في يوم واحد. كلاهما لم يهنيء الأخر أول يوم عيد. لأن لكلاهما يوم عيد أول لا يوافق يوم الآخر. كلاهما لم يتفق على موعد صلاة. على نسبة زكاة.
يروي الأحداث بطريقة الفلاش باك عن الثلاثين سنة السابقة و التي تسبق اليوم الذي تدور فيه أحداث الر��اية فيتذكر ما قبل الغزو العراقي ثم أفضل فصول الرواية عن فترة الغزو حين ساند البعض الكويت و خزلها البعض الأخر فصار مواطنوا تلك الدول يصنفون حسب موقف قيادتهم السياسة االتي لم تشاورهم أبدا و لم تأخذ رأيهم مرة.
هكذا كانت الوجوه و الأصوات تستدعي نفسها مع كل دولة يشار إليها في خبر. تينا. الأستاذ دسوقي و جابر المصري. شاكر البهري و علامين البنجابي. الحلاق الباكستاني مشتاق. عدنان السوري و الأستاذ مرهف. زميل الفصل عبدالفضيل السوداني و آخرون. كنت من دون قصد تقولبهم. تعلبهم. تضعهم في مواقف مختلفة وفقا لمواقف أنظمتهم.
السنعوسي توفيقي إلى أبعد حد. عازفا أحيانا عن ذكر العيوب معددا المزايا لا لشيء إلا ليبعد الشر تماما كمجالس الحكماء و خطباء الوحدة الوطنية المنتقدين من قِبَله في الرواية. فبائع الأيس كريم الفلسطيني لم يش بعباس بل ساعدهم على معرفة مكانه و الجواهرجي العراقي ساعدهم بالمال و أعاد بضاعتهم إليهم دون أن يدروا و هذا بالطبع لا غبار عليه و لكنه بدا و كأنه ينفي التهم الغير منطقية أصلا بمواقف تلفيقية ساذجة ما كانت تصلح كأمثلة في دستوبيا أعدها أصلا للبالغين لا للناشئة.
أنتم لا تبكون موتاكم. أنتم تبكونكم بعدهم. تبكون ما أخذوه برحيلهم. يخلفونكم بلا جدار تتكئون عليه.
قصة الفئران الأربعة التي لم تحكيها الأم حصة لأحد قط يحكيها الراوي هنا ليسجل تاريخ ثلاثين عاما من العنصرية و الطائفية. الفأر شرر و معظم النار من مستصغر الشرر و الفأر لظى و هو من أسماء نار جهنم التي يود المجرم لو يفتدي منها بأخيه و صاحبته و بنيه و من في الأرض جميعا ثم يغنيه و لكنها لظى نزاعة للشوى. أما الفأر الثالث فهو جمر و هو ما بعد الشرر التي توقد النار و اللظي الذي يحرق الجلود فيأتي الجمر الذي ينضج اللحم و يتقلب عليه في أسياخه المحمية فوق الجمر الملتهب المصفى الذي يظل ينضج دون أن يشعل أو يحرق أو يبقى أثرا إلا من رماد و هو الفأر الرابع و هو أيضا إرث النار فالنار لا تورث إلا الرماد كما قالت الأم حصة و كما نقول نحن: تبات نار تصبح رماد.
ذاكرته سيئة من يتذكر كل شيء. و أنا ملعون بذاكرتي. لو أنني نسيت مثل البقية.
أجمل ما في الرواية أن السنعوسي أعطى الرواية بعضا من نفسه فصارت ملئي بذكريات الطفولة التي جائت تلقائية بسذاجتها و أسئلتها و حيرتها و بهجتها فأضفت على الرواية جوا من الذكريات الجميلة سيما تعليقات أمه حصة التي كانت دائما في الصميم.
العنوان الغريب نفرني من الرواية فترة طويلة كما حدث لكثير من أصدقائي و لكن التقييم المرتفع طوال السنوات الماضية شجعني على القراءة و كانت قراءة مثمرة أيضا
ثم تنتهي الرواية فجأة و نحن لم نعرف ماذا جرى لتحدث كل تلك الفوضى
كيف تعامل عيال فؤاده مع احداث ما بعد تفجير الافينيو
من غير المعقول ان نقرأ في بداية الرواية عن حرب اهلية في الكويت و انقسام خليجي و قوات دولية و نصل للنهاية دون ان ندري شيئا عما حدث
"كنا نستنشق كراهيتنا كما الهواء، لا مفر منها. صار كل شئ بين الـ هم والـ نحن."
القراءة الثالثة لسعود السنعوسي، بعد "سجين المرايا" الجيدة، و"ساق البامبو" التي أحتاج لإعادة قراءتها لأعرف هل كان انبهاري بها وقتها بنفس قدر "فئران أمي حصة"، أم أحدهما تفوق على الآخر؟ ولكن، حين يأتي وقتها، هذا أفضل عمل قرأته لسعود حتى الآن.
فالرواية على كبر حجمها، لم أشعر بالملل إطلاقاً، كل التفاصيل الجانبية كانت جذابة ومهمة، شطر الحكاية الواحدة لتصبح حكاية في الماضي وحكاية في الحاضر، ليُظهر المفارقة الحزينة بين ماض يبدو سعيداً لولا الحروب؟ وتزايد مؤشر الكراهية؟ وبين حاضر ملوث بالسواد، السماء طاحت يا أمي حصة، وما عدنا نرى غير الدماء والقتل. في البداية، شعرتُ أن هذه الرواية تدور حول معاناة الفرد الكويتي، من كراهية تزيد، وطائفية تنتشر، ولكن بعد تفكير لمدة لا بأس بها، وجدت أن الرواية يُمكن إسقاطها على أي بلد عربي، أو هذا ما أحاول أن أدعيه، فمفهوم الفتنة الطائفية، منتشر في كل بقاع الوطن العربي، يتصارع كل حملة الأديان والطوائف على برهنة أي دين أو طائفة هي التي تستحق الجنة، والباقي في النار وبئس المصير، متى ترعرع في وادينا الطيب كل هذه الكراهية؟ لماذا أصبحنا نكره الأخر؟ هذا ما يُحاول السنعوسي فهمه وطرحه.
"لسنا في وقت يسمح لنا بترف الحنين إلى زمن طفولة في ماض كان، ولكنه حنين إلى زمن، رغم الخيبات فيه، عشناه بأفضل ما يكون."
يسرد "السنعوسي" تاريخ الكويت، منذ منتصف الثمانينات وحادث تفجير المقاهي الشعبية، ثم يمضي بالتاريخ قدماً إلى الغزو العراقي للكويت، يُحاول أن يُفكر معنا بصوت عال، وُيشركنا في أفكاره، وتأملاته، عن الكراهية، عن الأسئلة التي تخنق طفلاً ويسعى للحصول على إجابات ربما تريح حيرته، من خلال حكاية واحدة مشطورة بين ماض سعيد، نتحسر على هدوءه، وأنه كان على رغم مساوءه، كان أفضل من واقعنا الحالي، وأفضل حالة مُمكنة. ومن خلال لفيف من الشخصيات تُمثل الطائفة هذه والطائفة هذه، وكأنه لا بد أن نُعرف بناءاً على ديننا أو طائفتنا أو جنسيتنا، هكذا أصبح الإنسان، يُعرف بما وجد نفسه عليه، بما لم يختاره، وعليه أن يعيش يحمله على عاتقه لبقية حياته، وتتشابك الأحداث والشخصيات، ووجدت نفسي أتمشى في الأماكن التي يصفها سعود، وأراها بعيني من خلال سطوره، يرثي المكان، ويرثي ماضيه، ويرثي الحياة التي أصبحنا نعيشها.
"بعضُ الأورامِ لا يكفُّ نموًّا إلا بموت الجسد."
الرواية في حاضرها بمثابة ديستوبيا حيث يرى سعود المستقبل وقت كتابة الرواية -2015- بأن عام 2020 سيحمل ظلاماً أكثر، وكان بالطبع العام 2020 مظلماً ولكن حمداً لله لم يكن لنفس الأسباب المُتخيلة بالرواية، والهدف من كتابة هذا النوع هو الصراخ في وجه الكراهية، التحذير من مستقبل ملعون يهددنا ويهدد من يخلفنا، يُعطينا لمحة عما يمكن أن يُصبح عليه العالم، لو استمرينا في الكره المجنون للآخر، ونسينا أن الآخر هذا، إنسان مثلنا تماماً وقد يكون قريباً أو صديقاً أو حبيباً، أو حتى غريباً، يبتسم لك، فتشعر بطمأنينة. اهتم الكاتب بالعديد من التفاصيل في الرواية، دقة تصل إلى الكمال، لمشاعر وأحداث، حتى أن صفحة "أولاد فؤادة" لو بحثت عنها بنفس اسم المستخدم لوجدته على تويتر سابقاً إكس حالياً، وستخرج من الرواية تشعر برغبة أن تشاهد مسلسل "على الدنيا السلام"، وأن تقرأ لـ"إحسان عبدالقدوس" لأسباب حميمية ربطتك مع الرواية. لاحظت في أسلوب السرد، تأثر الكاتب الواضح بإسماعيل فهد إسماعيل رحمه الله، في روايته في حضرة العنقاء والخل الوفي، وكتابة الجمل المنقوصة، التي يكملها القارئ في عقله، فيتشارك الكاتب والقارئ في كتابة رواية، وكأنه يُماهي بين بطل الرواية والقارئ كأنهم شخص واحد، ولم لا؟
"ذاكرته سيئة من يتذكر كلَّ شيء، وأنا ملعونٌ بذاكرتي."
ختاماً..
واحدة من أجمل القراءات في الرواية العربية، رواية دسمة وكبيرة، وتحتاج إلى قراءة بهدوء وتمهل، فعيش هذه الأحداث، مؤلم، ويحتاج أن تلتقط أنفاسك بعد كل حدث حزين، وصدقني، هذه رواية حزينة، لا تدعي الأمل ولا تُزيف الواقع، وهذا ما أحببته أكثر ولمسني، أن الرواية لا تتخيل واقعاً كابوسياً، من أجل كتابة ديستوبيا، ولكنها نقلت بحرص وبأمانة، مستقبلاً قد يشق حاضرنا، إلى شطرين، ما قبله، وما بعده، كما الرواية.
بكل تأكيد يُنصح بها.
📖|عن أسلوب الكاتب:
كما قُلت كلَّ مرةٍ قرأتُ من الرِّواية وردًا، أسلوب الكاتب عظيم، قسَّم روايته إلى زمنين يسرِد فيهما الأحداث، ففصل بعنوان "يحدث الآن"، حيث يتكلَّم فيه الرواي عمّا يحدث حالًا، والزمن الآخر هو زمن "إرث النار" يتحدث فيه الراوي عن طُفولته، إرث النار قُسِّم إلى أربعة أقسام، فكلُّ قسمٍ يأخذ عنوانه فأرًا، القسم الأول تحدث الكاتب في سردِه بأسلوب المتكلِّم، والثاني بأسلوب المُخاطب، ثم عاد بالثالث والرابع يتحدث بأسلوب المتكلِّم، كأنَّ الرواية أحجية، براعة الأسلوب الهندسي في الرواية وتسلسل الأحداث عظيم!
● الأحداث:
بدأت الرواية بسرد قصّة راوي أحداث القصة، يصفُ حادِثًا تعرَّض إليه، ثمَّ أحداثًا حصلت في السِّدرة في شارعٍ يسكُن فيه أصدقاءه مُختلفي الطوائف في الزمن الماضي، فهدٌ ابن صالح السُنيّ وصديقه صادِقٌ وأخته التوأم حوراء أبناء عبّاس الشيعيّ، يبقى الأبوَين على خلاف دائمٍ حتّى بعد مُصارحةِ فهدًا والده برغبته بالزواج من حوراء ابنةُ جاره الشيعي فتشتعل السِّدرة بين الأبوين - لن أذكر ما أفضى به ذاك الجِدال- فتبدأ الشجارات بين الأبوين تُظهر الآفة الطائفية التي تمددت في نفوسِ أهلها، تحدَّثت الرواية عن حروبٍ مرَّت في تلك المنطقة، منذ الثورة الإيرانية، فالحرب العراقية الإيرانية، فاجتياح العراق للكويت، فالغزو الأميركي للعراق، وصولًا للزمن الذي تتهاوى فيه أسعار النفط وتشتعل فيه الحرب الأهلية، لم يكُن للراوي اسمٌ في الرواية، هو الكاتب كثير الأسئة فحسب، لكن أحد الشخصيات لقبته بلقب "كتكوت" لم يُذكر طائفته التي ينتمي إليها كأنه يدعو إلى احترام الآخرين مهما تعددت طوائفهم، كما بيَّن كُرهه إلى هذه النزاعات وعدم فهمه سببها، ترك الكاتب النِّهاية لنا كما يجب لأن النهايةَ لن تكون إلا بانتهاء حربٍ دامت بين الطوائف ربَّما حتّى عصرنا هذا!
● رأيي:
يبدو رأيي فيها واضِحًا جليًّا، رواية عبقرية، مرنة، في جزء من أجزاء الرواية كان كتكوت يرغب بعرض قصّةٍ كتبها على دور النَّشر، كانت قصَّته تتحدّث عن الآفة الطائفية والحرب مما جعل أربعة فصولٍ منها حائلًا بين قبولها ورفضها، لم يذكر سعود إن نُشرت قصّة بطلِه أم لا، أمّا أنا فأظنُّ أنها نُشرت، وهي هذه الّتي بين يديَّ الآن! خاصّة أن رواية فئران أمي حصة كانت محظورة في الكُويت بسبب الأحداث الّتي تناولتها من طائفية وحروب، وفي 2018 سُمح بتداولها مجددًا في الكويت - هذه نظرتي الخاصّة عمّا إذا كانت هي القصّة عينها التي لم ينشرها كتكوت في روايتنا فسعود لم يذكُر شيئًا عن ذلك، أو أنه تعمَّد هذا لعبقرية أسلوبه في السرد.
instagram acc: ****
يااااا محلى ساق البامبو 🥺
فئران أمي حصة... ثقييييلة، كثيفة... دافئة في أولها، خانقة في آخرها.
هي الرواية الثانية التي اقرؤها لسعود السنعوسي، والروايتان تناولتا سؤال الهوية. في ساق البامبو كانت الرواية خفيفة الظل حتى في أوج تأزمها. تناولت تمزق عيسى/هوزيه بين هويته الفلبينية والكويتية، وعكست من خلال هذا الصراع صورة الهوية الكويتية شديدة التعصب.
أما في فئران أمي حصة، اوووف... الموضوع أعمق. فوضى الهويات الفكرية. فوضى الـ"أنا" وإقصاء الآخر. اقصائه حد الإفناء. الآخر الذي نظل ندفعه شيئاً فشيئاً حتى نضعه في خانة "الكافر" تحت مسميات كثيرة: رافضي، ناصبي، وهابي، لا ديني... وغيرها الكثير. تلك الخانة المرعبة التي تعني شيئاً واحداً لكل من تخندق خلفها واحتمى بها: اهدار دم "الآخر". هي رواية نرى فيها كيف يتحول الذعر نحو هوية متزعزعة متقلقلة -نتيجة عدم فهم الطبيعة الطبقية التداخلية لمفهوم الهوية- إلى قسوة مفرطة تجاه الآخر. ذلك الشعور بالتهديد الذي يستمد وجوده من مجرد وجود الآخر، فلا ينتفي إلا بانتفاء الآخر.
ولو ضيقنا أعيننا قليلاً ودققنا النظر عبر الخط الزمني للرواية فسنرى بوضوح كيف كان مفهوم الهوية مائعاً متغيراً في حدوده حسب الطبقة التي يتم تحديها في حقبة معينة من التاريخ.
كانت شخصية "أمي حصة" في الجزء الأول من الرواية واحةً اضفت لطفاً على الرواية. أجاد السنعوسي بناء شخصية الجدة باتقان حتى ليظنّ القارئ انه يراها ويشم روائح دهن العود والنفثالين، ويسمع حكاياتها وسبابها. لكن بانتهاء دورها في الرواية تبدأ الرواية تغدو أثقل فأثقل حتى ليختنق القارئ تحت وطأتها.
أرايت كل ما نعيشه اليوم؟
في هذه الرواية يضغط سعود السنعوسي fast forward ويحاول ان يرينا الى أين سنصل لو استمرينا فيما نحن عليه.
رواية رائعة ومؤلمة وثقيلة، وتحتاج بعدها استراحة.
وأظن أنني وقعت في حبّ أدب الخليج.
ما إن بدأت قراتها وجدتني أحمل ورقة وقلم ادون عديد الإقتباسات التي استنبطتها من طيَّاتها .. احببت الكتاب والأسلوب وحزن كثيرا للاوضاع والافكار التي نخرت الجسم العربي و الانساني من طائفية و توجهات فكرية لا فائدة منها سوى ما تخلفه من دمار للقيم والبنية الفكرية، هو ثاني عمل أقراه للكاتب سعود السنعوسي وماخاب ظني فيه .. وقد امسى سعود من الكتاب الذين وضعوا لنفسهم اسلوبا وكانة خاصة
الفئران اثت ، استعدو لطاعون..
اصبحت ارى تلك الفئران في بلادنا في منابرنا في شاشاتنا هنالك حذر بل اصبحت تعيش بيننا..
سعود رسم مستقبلا اصبحنا نراه في حاضرنا ، النواصب، الرافضة، ملحد ، الكل عند الكل كافر..
اعجبت بل اغرمت بفكرة اولاد فودة ببساطة ، حصة بفوزية حتى بالطفلة حصة ، اعجبني البطل صغيرا كثير السؤال.
سعود شرح الواقع و وصف الدواء ، الدواء هو الحب و السلام.....