كتاب يتحدث عن مشاهدات المؤلف أثناء عمله بالعراق إبّان الغزو كمحلل معلومات.
حيث كُلف بإدارة جلسات التحقيق الأولى لصدام حسين، ونقل مشاهداته عنها وبعض الحوارات مع صدام.
كما كشف عن الطريقة التي تم التوصل بها لموقع صدام.
وتحدث عن كيفية ادارة البيت الأبيض للحرب واجرامه بحق العراق بكمية الحجج الواهنة الواهية لتبرير الغزو، وعن مهزلة القرارات وعبثيتها وضربها بعرض الحائط بكل القوانين والأنظمة والمعاهدات الدولية!
لا يخفي المؤلف اعجابه بشخصية صدام حسين، وكيف استطاع بشخصيته الطاغية والآسرة أن يأسر عقل محققه! مع تأكيده الدائم على أنه طاغية ومجرم وديكتاتور وقاتل!
يختم المؤلف كتابه بهذه الأسطر، يقول :" كنت أتوقع أن اعدام صدام سينقل على التلفاز لكونه سيعرض للعالم، وللعراقيين بشكل خاص، بأنه مات وفق سلطة القانون.
ولكن الذي تم بدلا عن ذلك هو ان التسليم تم في الظلام بعد منتصف الليل لدى قيام مروحية أمريكية بنقل صدام من سجنه إلى مجمع تم فيه تسليمه الى حكومة المالكي. ثم تم نقله بسرعة الى سرداب احد المباني الحكومية العراقية. لا يعلم غير الله ما جرى بين صدام ومحتجزيه! - في هذه الفترة قبل الاعدام-
أما ما شاهده العالم في اليوم التالي فكان مروعًا! في تسجيل فيديو مصور بهاتف محمول ظهر صدام وهو يتسلق منصة مؤقتة ليواجه مضطهديه. شاهدنا جمهرة شيعة يطالبون بعلو أصواتهم بالانتقام من سيدهم السني السابق! لم يكن ذلك ما يفترض ان تكون الولايات المتحدة قد قاتلت من أجله. لم يمكن ذلك ما كان شبابنا وشاباتنا يموتون من أجله. لم يكن ذلك ما كان قد وعد به بوش للعراق الجديد!
بينما كنت أشاهد الصور رديئة الجودة التي كان يلتقطها بهاتفه المحمول مستشار المالكي للأمن الوطني موفق الربيعي، كان ما لفت انتباهي هو أن صدام كان الرجل الاكثر وقارًا وهيبة في الغرفة. لقد تعامل مع الموقف كما كنت أتوقع منه؛ بتحد وبلا خوف إلى النهاية. كانت عملية إعدام مستعجلة تمت بمنصة مؤقتة في سرداب مظلم في بغداد.
بالنسبة إلي، كانت قد انهارت آخر الركائز التي ارتكزت عليها عملية حرية العراق. لم يكن صدام رجلا يجذب الإعجاب، وكما زادت معرفتك به تناقص مقدار اعجابك به. كان قد ارتكب جرائم مروعة بحق البشرية، ولكننا اتينا إلى العراق قائلين اننا سنحول الاوضاع نحو الأحسن وسنجلب معنا الديمقراطية وسلطة القانون. وهانحن نسمح بشنق صدام في ظلام الليل!
تسلسل الكتاب كان جميلًا، والترجمة كانت رائعة.