أَصَابَك عِشقٌ أم رُمِيتَ بأسْهُمِ
فمَا هذه إلا سَجيّةُ مغرمِ
ألا فاسقني كاسات خمر وغني لي
فدع عنك ذكر العامرية إنني
آخر أيام الباشا
نبذة عن الرواية
«آخر أيام الباشا» رواية حافلة برائحة التاريخ. أنها تقدمُ، انطلاقاً من ذريعة رواية تتمثل في إهداء محمد علي باشا زرافة إلى ملك فرنسا، صورة مختلفة عن هذه الشخصية من منظور بطل العمل وهو الشخصية المحركة للأحداث، مدفوعاً بحبه للباشا وإعجابه به وهو مؤرخ متمرد على المناهج التي يشتغل بها المؤرخون ...في العادة، بحيث يتحول البحث إلى نوع من التحري والتحقيق الذي يستبعد كل الفرضيات الجاهزة إلى حد التشكيك في "الحقائق" المثبتة في الكتب، والمطالبة باستخراج رفات الباشا لتحديد أسباب وفاته! تعيد الرواية إلى الواجهة مجموعة من المواقف التي حكمت العلاقة بين الشرق والغرب يكشف عنها حسن البربري الجندي السابق في قوات الانكشارية الذي ذهب به قدره ليصبح الحارس الخاص لقنصل فرنسا في القاهرة وهو الذي رافق (الزرافة الدبلوماسية) في رحلتها إلى فرنسا وفي هذه الرحلة يتعرف البربري إلى عالم آخر غريب عليه من خلال تردده على أشهر الصالونات الفرنسية في ذلك الوقت "صالون مدام شانتال" فيعقد علاقات وصداقات مع أشهر أدباء فرنسا (ستندال.. فكتور هوغو.. الكسندر دوما وغيرهم...) ليفاجأ بتناقض صارخ بين القناعات المعلنة والممارسات في الواقع. مواقف لا تعني فقط المستشرقين الذين نظروا دائماً إلى هذا الشرق من زاوية متعالية بل، لم يسلم منها مثقفو فرنسا المتنورون أيضاً. «آخر أيام الباشا» رواية أخرى وفية للأسلوب الذي اختارته الكاتبة رشا عدلي في عدد من أعمالها السابقة. ذلك الأسلوب المعتمد على رحلة ذهاب وعودة بين فترتين تاريخيتين، حيث تتفاعل أحداث تاريخية مع أحداث الحاضر لتقديم "روائية تخيلية" للتاريخ قد تكون دعوة لإعادة النظر في مجموعة من المسلمات، كما قد تكون مجرد بناء تخيلي لأحداث من زمن آخر لم ينقطع تأثيرها في الزمن الراهن.عن الطبعة
- نشر سنة 2019
- 295 صفحة
- [ردمك 13] 9786140236905
- الدار العربية للعلوم ناشرون
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من رواية آخر أيام الباشا
مشاركة من Beero Fouad
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
نهى عاصم
آخر أيام الباشا
رشا عدلي
تستهل الغالية رشا روايتها قائلة أنها مستوحاة من أحداث حقيقية ثم تكتب
الإهداء لزوجها الراحل قائلة له :
"إلى خالد..
إلى كل الذين رحلوا دون وداع".
ويذهب السرد بنا إلى لندن عام ٢٠١٧ ولقاء تلفزيوني مع بروفسور التاريخ جهاد مصطفى وحديث عن كتاب له أثار ضجة هائلة وحقق مبيعات عالية وترجم لعدة لغات، هذا الكتاب بعنوان :
"الزرافة الدبلوماسية"..
ومن هنا تبدأ حكاية الزرافة الدبلوماسية-
الإفريقية الجميلة- التي أهداها محمد علي باشا إلى فرنسا والتي صحبها حسن البربري الجندي السابق.. والتي تم قتل أمها من أجل اصتيادها في السودان لتبدأ رحلتها وحكايتها معنا..
ويعود بنا زمن الرواية إلى الإسكندرية عام ١٨٦٢ في قصر محمد علي باشا ونبدأ في متن الرواية ..
لرشا خفة ظل تندس بلا شعور وسط كلماتها فنجدها تتهكم على بطن عم مصطفى المشعلجي، وتارة أخرى تقول أن حسن يعلن ولاءه صباحًا مساءً للسلطنة العثمانية وسلطانها وووو وأيضًا لكلبها الأجرب ..
وحين تعجب حسن من شعر النساء الفرنسيات في باريس وفكر:
"كيف يعقصن شعورهن على شكل عناقيد من العنب"
التنقل بين الأزمنة لعبة تجيدها رشا عدلي، وتفوقت فيها في هذه الرواية، فالقاريء لن يجد صعوبة في التنقل بين الأزمنة ولن تتوه منه الأحداث..
كما أن وجود خطان للرواية يتقاطعان دومًا: خط تاريخي وخط رومانسي يكسر حدة التاريخ الجامد ويضفي على الرواية بريق مختلف.. وهذا أيضًا تبرع فيه رشا دومًا في رواياتها: تكتب التاريخ بصورة غير أكاديمية جافة بل تضعه مع سرد تخيلي لقصة عاطفية وحكايات مليئة بالتشويق تشد القراء وتعجبهم كثيرًا..
فنجدها تقول على لسان حسن:
"هو ليس حزينًا لسفره إلى هناك فكل البلاد عنده سيان. هو حزين لفراقها لأنها الخيط الوحيد الذي يربطه بهذه الأرض. نعم بإمكان العشق أن يربطنا بأرض وإن لم يكن لنا جذور بها".
أو حينما تصف حديث البروفيسور جهاد مع نفسه عن صوت دكتور زينة نعمان:
"كان صوتها يعبره كما تعبر موسيقى الرياح بين الأشجار".
أما دكتورة زينة نفسها فقد قالت:
"أصبحت الأيام كحبا مهتريء يوشك على الانفلات من عقدة الحياة".
تقول رشا على لسان البروفيسور جهاد وهو يرد على بورفيسور إسماعيل درغام الذي سأله مندهشًا لم الاهتمام بالبحث عن تاريخ زرافة:
" هناك تاريخ مخبوء في دهاليز تاريخ آخر، مثل الدمية الروسية التي تخفي داخلها دمية أخرى. الزمان والمكان والتفسيرات والتأويلات جميعها بعضها فوق بعض ودورنا في المقام الأول كباحثين أن نبحث ونفتش في أروقة الزمن.
ياله من تعبير ووصف للتاريخ ..
أعجبني كثيرًا مقولة رشا على لسان البروفيسور جهاد :
"التاريخ ليس ما حدث ولكن ما نرويه"
فهي مقولة تعطي للكاتب حقوقًا حينما يكتب روايته التاريخية، فهو ليس بمؤرخ أكاديمي، ولكنه يكتب التاريخ برؤيته..
كما أعجبني مشهد صالون مدام شانتال الثقافي وانضمام حسن لمجموعة من مثقفي فرنسا في هذا الزمن: ستندال، شاتوبريان، فكتور هوجو وغيرهم . شعر حسن بالثقة بكيانه ونفسه وبحبه للشعارات التي سمعها من هؤلاء المثقفون.
وبعدما انتهيت من الرواية وقرأت مدى الاهتمام الذي كان يوليه البشر للزرافة حزنت بشدة على ما آل إليه حالة زرافة حديقة حيوان الإسكندرية، التي أصابها الوهن والقروح منذ سنوات وماتت وأصابني ذلك أنا وأولادي بالحزن الشديد..
وليتنا اهتممنا بزرافاتنا وحيواناتنا وما سواهم من الكثير من الأشياء الذي نفتقدنا في حياتنا ..
وهذا يجعل الكثير منا يقرأ الرمزية فيما بين سطور الرواية والاسقاطات التي تبدو كمن يمس جراحًا أصابتنا ويشير إلى علاجها وليتنا نتعظ..
ولكن كما تقول العزيزة رشا حينما أخذ جهاد يتحدث مع أبيه عن أحوال البلد وووووو أحوال البلد "التي لن تنتهي بقيام مئات الثورات"
شكرًا رشا الغالية على هذا الإبداع..
#نو_ها