اقتباسات من كتاب طوطمي: المضيء والمظلم في اكتشاف الذات عبر الكتابة

في كل مرة تقرأ كتابًا سيكون هناك مراجع أو ذكر لكتاب آخر أو مؤلفين آخرين، وهكذا أنت تستطيع اكتشاف الكثير، وتقرأ العديد من الكتب وأنت تقرأ كتابًا واحدًا فحسب.

المكتبة مكان تضيع فيه لتجد نفسك، ثمة عدة أماكن يمكن أن يتيه فيها المرء، لكن لا يوجد مكان أكثر تعقيدًا من مكتبة. بل إن الكتاب الواحد يمكن أن يمثل متاهة نضيع فيها ونغيب. هي مكتبة بابل الكونية التي تحتوي الكتب كلها، هي كتاب ذو صفحات لانهائية، كتاب تعاد كتابته على مر العصور.

(فكرت أنني سأعثر على مكاني حالما تعثر الكتب على مكانها)(74)، وهذا ما حصل، حالما استقرت الكتب استقر قلبي وهدأ.

يقال أن المكتبة مقبرة الأرواح، لكنها بالنسبة إليّ الجنة التي تبعث فيها الأرواح الميتة لتعيش! أدخلوني أي مكتبة، أجلسوني بين الكتب، أكوام من الكتب، القديمة المتآكلة، الجديدة اللامعة، أيًّا ما كانت اللغة التي كتبت بها، فقط اتركوني هناك، علي أشعر ببعض من أمان. أنا ضائعة أبحث عن نفسي بين الكتب، فالمكتبة فضاء نزوره ولكن لا نسلكه أبدًا.

في كل نكسة من نكسات حياتي كنت ألجأ إلى الكتب لأجد الأمان، أتدثر بها، أنثرها حولي في أكوام، أحرص على أن تكون كل غرفة في منزلي مملوءة بالكتب، الكتب هي بصمتي، التي أعرف نفسي بها وأعرف غيري من خلالها.

إن قدرتك على رواية حياتك السابقة يحررك لتصبح المؤلف الحقيقي لحياتك القادمة.

دقيق هو ذلك الخط الفاصل بين ممارسة الكتابة كعمل تقتات منه أو ممارسة الكتابة كفعل ثوري حقيقي، هي (ليست نزهة، بل مسيرة احتجاج)(57). نحن نكتب لنقاوم، فأفضل الأدب ذلك (الذي يولد من الأزمات ومن التضاد، يولد على حد الشفرة)(58)، بين الوجود والعدم، الموت والحياة، الألم واللذة.

يقول الشاعر الفرنسي بيغوي(55): (لم أشرع في كتابة عمل ما إلا وأنا أرتجف، فكلما تقدمت في الكتابة ارتعشت، وأعيش في رعشة الكتابة طيلة عملية التأليف، كلما تقدمت في الكتابة ازداد خوفي وزادت رعشتي).

الكتابة هي أن يزور المرء نفسه.

للإلهام نظرية قديمة تقول: أن الإبداع هو ثمرة إلهام إلهي، والمبدع شخص احتضنته الآلهة منعمة عليه بالوحي.

الكتابة زفرة، أنت عابر ووجودك عابر، فاجعل كل إنتاجك عابرًا عبّر عن خواطرك وإحساسك، ثم استودع هذه العبارة زجاجة تلقيها في البحر المحيط، ودع من أراد على مدى الأجيال كي يسعى للظفر بها الكتابة ضرب من الصلاة، وخير الصلاة ما اتجه إلى المجهول أبدًا وصار سرًّا أبدًا. فإذا بدا السر أو عُلِم المجهول، فأحرق ما كتبت، وقل مع العارف الداراني(90): والله ما أحرقتك حتى كدت أحترق بك)

كتاب دسم يحتاج إلى جلسات وجلسات كي نأخذ قبساً ولو ضئيلاً من نوره❤️