"إن كان الرب موجوداً، فلا سبيل إلى فهم الشر.
قالت أندريه: ربما علينا أن نتقبل قصورنا عن الفهم. من الغطرسة أن يُريد الإنسان فهم كُل شيء."
رواية "صبيتان لا تفترقان" هي رواية مبنية على أحدث حقيقية، تمثل تلك العلاقة بين "سيمون دو بوفوار"، و"إليزابيث لاكوان" المعروفة باسم "زازا"، تلك العلاقة التي نشأت في سن صغير عندما كانت سيمون في التاسعة من عمرها، فترصد تلك العلاقة صداقتهم من بدايتها، حتى نهايتها المؤلمة، والتي قررت بسببها "بو فوار" أن تكتب هذه الرواية لتُخلد ذكرى صداقتهم، البريئة، والشقية، والمُختلفة، وتلك التساؤلات التي حيرتهم في وقت نشأتهم، عن الوجود والدين والحُب، تساؤلات عميقة، تجعلك تفهم جيداً أي شخصية كانت "سيمون دو بوفوار"، ورفقتها، وكيف أن الحياة بالنسبة لـ"سيمون" كانت صراع دائم مع عقلها الذكي، والناضج، والذي يتسائل حول كُل شيء، وهي تُحاول جاهدة في الحصول على الإجابات، وعلى الأخص الصحيح منها.
"لكن أنى لنا أن نتأكد من أن ذاك الذي نُحبه سيبادلنا الحُب إلى الأبد؟"
ورغم أن أحداث الرواية ليست كثيرة، ولا حتى الشخصيات، ولكن أبرز ما كان بهذه الرواية هي الحوارات بين الشخصيات، وخصوصاً الحوارات التي كانت تتواجد بها "سيمون"، حوارات ذكية، ونقاشات مُلهمة، تحمل بحثاً عن الإجابات، عن طبيعة العلاقات، وكيف أنه رُبما كانت علاقتها بـ"زازا" تعدت علاقة الصداقة البريئة، بالنسبة لسيمون على الأقل.
ختاماً..
رواية جميلة ودافئة، تحمل في طياتها جحيم مُستعر من الأسئلة، والسرد كان جميل، ويُقربك من شخصية "بوفوار"، وترجمة "محمد آيت حنا" كالعادة بارزة.
يُنصح بها.