اقتباسات من كتاب فن السفر

إن كانت للرسم قيمة حتى عندما يمارسه من ليست لديه أية موهبة، فهذا -كما رأى روسكين- لأن الرسم قادر على تعليمنا أن نرى: أي أن نلاحظ، لا أن ننظر فحسب!

والاستنتاج الأخير هو أن الوسيلة الأكثر نجاعة للتوصّل إلى هذا الفهم الواعي هي محاولة وصف الأماكن الجميلة من خلال الفن -رسمها أو الكتابة عنها- بصرف النظر تمامًا عن مقدار ما يمتلكه المرء من موهبة تمكّنه من فعل ذلك.

يكون الدافع المهيمن عند رؤية الجَمال رغبةً في التمسّك به وامتلاكه وإكسابه موقعًا مهمًّا في حياة المرء الذي يشعر كأن شيئًا يدفعه إلى القول، «لقد كنت هنا. لقد رأيت هذا فكان له أثر كبير في نفسي».

قد يصحّ تعريف الفن الرديء بأنه سلسلة من الاختيارات الرديئة لما يظهره الفنان ولما يتغاضى عنه.

إن بدا لنا العالم ظالمًا، أو إن بدا خارج أفهامنا، فإن الأماكن الجليلة ترشدنا إلى إدراك أن ما من شيء مفاجئ في أن يكون الأمر هكذا.

اجعل الأماكن الجليلة تذكرة لك بقلّة شأن البشر، وبضعفهم!

«وسط مناظر الوحدة هذه التي لم تغب عنها يد الطبيعة يومًا، يكون طبيعيًا أن يربط المرء وجودها بالرب الخالق -

«في مباهج المخيلة» (1712): «من الطبيعي أن يثير في ذهني مكان كبير الاتساع فكرة كائن ذي قدرة كلية»

كثيرًا ما أكون مستلقيًا على أريكتي

‫ خالي الذهن، أو في مزاج تأمّلي

‫ فتظهر تلك الأزهار لعين عقلي…

‫ يفيض قلبي مسَرَّة

‫ ويرقص مع أزهار النرجس.

‫ عن الارتحال في «ليك ديستريكت»،

إن في وجودنا فسحات زمنية،

‫ فسحات ذات سموٍّ بائنٍ

‫ تظلّ محتفظة بأثر متجدّد… يتخلّلنا

‫ ويحملنا إلى علوٍّ أكثر كلما علَوْنا، وينهض بنا عندما نسقط.

صحيحٌ أن ما من شيء قادر على إعادة تلك الساعة…

‫ روعة العشب، وبهاء الزهرة؛

‫ لكننا لن نأسى،

‫ بل سنجد قوة في ما تبقّى.

من مخاطر السفر أننا قد نرى أشياء في توقيت غير صحيح، أي قبل أن تكون قد سنحت لنا فرصة بناء الاستعداد الضروري لرؤيتها؛ فتصير المعلومات الجديدة غير مفيدة، وتصير سهلة التفلّت من أذهاننا

«ينبغي أن يكون تبرير كل ما أعرفه قائمًا على منفعة خاصة، لا على اهتمامات الآخرين.

قد نجد قيمة في العناصر الأجنبية الغريبة لا لأنها جديدة علينا فقط، بل لما قد يبدو فيها من توافق صادق مع هويتنا ومع ما نصبو إليه…

يظلّ سحر مكان أجنبي غريب ناشئًا عن فكرة بسيطة هي فكرة الجِدّة والتغيير

ليس البيت هو المكان الذي نجد فيه، بالضرورة، ذواتنا الحقيقية فالأثاث يُصرُّ على أننا غير قادرين على التغيُر لأنه لا يتغير؛ وتفاصيل ترتيب بيوتنا تجعلنا مربوطين إلى الأشخاص الذين نكونُهم في حياتنا العادية، أي إلى الأشخاص الذين لعلهم ليسوا «نحن»

قد يهون إحساسنا بالعزلة في مكان عام يوحي بالوحدة لأننا نعيد فيه اكتشاف معنى متميّز للجماعة البشرية.

خذيني معك أيتها العربات! اسرقيني بعيدًا عن هذا المكان، أيتها السفن!

‫ خذيني بعيدًا، بعيدًا جدًّا! فالطين هنا مجبول بدموعنا!

توحي بمدى سهولة أن تتغيّر حياتنا التي تبدو لنا مستقرّة: ليس علينا إلا أن نسير في ممرّ ونصعد إلى طائرة لكي تهبط بنا، بعد بضع ساعات، في مكان لا ذكريات لنا فيه وليس فيه من يعرف أسماءنا.

رأينا نجومًا

‫ ورأينا أمواجًا، ورأينا رمالًا أيضًا؛

‫ ولكن، مع كل الأزمات والكوارث غير المتوقّعة،

‫ كثيرًا ما كان الضجر يصيبنا، تمامًا مثلما يصيبنا هنا.