اقتباسات من كتاب في حضرة القصة والرواية سبيلك للاحتراف

ضاع مني كتاب نظرات في القصة القصيرة لحسين قباني لفترة طويلة حرمتني أن أفيد به غيري)؛ فأوفر الآن على الموهوبين الجدد مجهودا ووقتا في دربٍ من التجربة والخطأ للوصول إلى أصول كتابة فَنَّيْ القصة والرواية.

‫ ماجد القاضي

‫ في ١ فبراير ٢٠٢٠م

إهـــــــــداء ‫ إلى أستاذي محمد عبد الرحيم، معلم اللغة العربية في المرحلة الثانوية، الذي كان أول من آمن بي كاتبا لدرجة منحي الدرجة النهائية في موضوعات التعبير، وكان أول من شجع خطواتي المتعثرة المبتدئة في عالم الرواية، فرأى بعين الاستشراف الكاتب الذي سأكونه يومًا

لكن على الكاتب كذلك تجنب اللغة المليئة بالبهرجة اللفظية والمحسنات البلاغية الزائدة (التي هدفها استعراضه لعضلاته البيانية)، فضلا عن خنقها للفكرة تحت طبقات من البلاغة المصطنعة!

كي تكون هذه الشخصية فعالة وغير نمطية يجب أن تُصنع بعناية كبيرة، لكن ليس إلى الدرجة المبهرة التي تطغى معها على الشخصية الرئيسية أو تجعلها باهتة (مثل كثير من أشرار ديزني، والجوكر عدو باتمان، ود.موريارتي عدو شيرلوك هولمز)

إذن «الموضوع» هو المجال (أو العالَم) الذي تطرقه القصة أو الرواية، بينما «التيمة» هي ما يريد الكاتب أن يقوله، أي أن «الموضوع» أقرب إلى إطار عام أو مظلة تندرج تحتها مئات «الثيمات» عبر آلاف الأفكار

لا وجود لطقوس خاصة تساعد الكاتب في عملية الإبداع، لا وجود لتلك العصا السحرية ولا التعويذة الغامضة التي يمتلكها كبار الكتاب لخلق الإبداع، والدليل هو التباين الشديد في أجوبة الكتاب عند سؤالهم عن طقوسهم الخاصة في الكتابة

من المهم جدا أن تعلم أنه ليس عليك طرح أفكار كبيرة تختزل قضايا العالم كلها، أو أفكار جديدة لم يسبقك إليها أحد؛ فهذا مما يعطل الكثير من الكتاب المبتدئين عن البدء في الكتابة في انتظار تلك الفكرة الجامعة

ماذا بعد الحصول على الفكرة؟ ‫(١) يجب اقتناص الفكرة ومنعها من الفرار، لذا بمجرد بزوغها دونها في سطر أو سطرين (على طريقة الملخص الدعائي) ‫(٢) بعد ذلك دعها تنزوي في أحد أركان عقلك، وانسها، ليوم أو لأسبوع أو لشهر

من أين نحصل على الأفكار؟ ‫ بداية نحن لا نستقي الأفكار أو نفتش عنها بقدر ما تقفز أمام أعيننا كهدايا من عقلنا الباطن دون سابق إنذار، هذا ما خبرته من تجربتي الشخصية، وما أكده كثير من الكتاب العالميين