اقتباسات من كتاب تحدث أمام الجميع بجاذبية .. تعلم فن الارتجال والحوار الممتع

بالإضافة إلى إعطاء نكهة لمحادثتك ولرواية القصص، ومنح الشخص الآخر شيئًا يسأل عنه، تمثِّل التفاصيل أهميةً كبيرةً؛ لأنها هي التي تجعل الناس تنخرط شعوريًّا فالتفاصيل تثير عند الناس ذكريات حياتهم وذكرياتهم الخاصة، وتجعلهم يشعرون بأنهم أكثر انجذابًا إلى ما تقدمه

إن التفاصيل الدقيقة هي التي تمنح الحياة للقصة؛ مثل رائحة شخص، أو طريقة الشعور بالكتاب في يدك.

وهي أكثر إثارة للاهتمام بطبيعتها، وذلك لسببين. أولهما أنها تقدِّم وصفًا ثلاثي الأبعاد للسياق والشخصيات، وهو ما يجذب اهتمام الناس تلقائيًّا لأنهم يرسمون صورة ذهنية في عقولهم بالفعل ويتصورون كل شيء.

حيث سيصبح التعامل معك صعبًا للغاية، إذا لم تقدم للناس تفاصيل في إجاباتك، أو قصصك، أو أسئلتك. ونأمل أن يكون هذا الموضوع واضحًا في جميع أنحاء الكتاب حتى الآن وهو أن: تيسير المحادثة للشخص الآخر سيجعلها أسهل بالنسبة لك.

قد لا يوجد شعورٌ عميقٌ يحاولون التعبير عنه، لكنهم يفعلون تلك الأشياء لسبب ما. وإذا تفاعلت مع كل شيء، فسوف ينعكس حضورك الكامل مع الشخص الآخر.

أمرٌ أخيرٌ: عليك أن تتفاعل مع كل شيء وهذا يشمل القصص، والإيماءات، وطريقة نظر الآخرين إلى هواتفهم، وخلع ستراتهم، ومدّ أذرعتهم، وطريقة طرحهم لأسئلة حول الموضوع نفسه، وتعبير الوجه المثير للحيرة، وإمالة رؤوسهم، وحركة العين، والابتسامة غير مريحة، وغيرهم ‫...

هذه كلُّها مشاعر يريد الناس إثارتها لديك، امنحهم إياها! ويمكن تلخيص الجانب الأخير كالآتي: فكِّر بشكل مسبق في الشعور الذي يريد الناس إثارته بداخلك، ثم امنحهم هذا الشعور.

لاحظ قوة إيماء الشخص عند الاتفاق معك؛ ومن ناحية أخرى، مدى انخفاض معدل الإثارة أو الانفعال في رد فعله.

إذا قاطعت الشخص وكان على وشك التحدث، عليك أن تسأله عما كان سيقول بعد أن تنهي حديثك؛ وذلك لمعرفة الاتجاه الذي كان مهتمًا به.

ولكن عليك أن تعرف شيئًا واحدًا فحسب وهو: الخط الرئيسي في لغة الجسد لدى الشخص الآخر، أو تعبيرات وجه هذا الشخص ولغة جسده في حالته الطبيعية من دون أن يحمل أي شعور بعبارة أخرى!؟

الناس يعطون تلميحات في المحادثة طوال الوقت، وهناك دائمًا سبب وراء حديثهم عن شيء معين أو شيء يبدون الرغبة في الحديث عنه.

تذكَّر أن الارتجال يتعلق بتحقيق هدف مشترك، وهذا يتطلب العمل معًا بسلاسة، وقبول ما يطرحه الآخرون بغضّ النظر عن ماهيَّته. هذا هو جوهر قاعدة "نعم، و…" وعكس قاعدة "نعم، لكن…".

حيث أنه في الحالات التي تجد فيها صعوبة في الموافقة على ما يقوله الناس وما يشعرون به عليك باستخدام "نعم، حقًا؟" بدلًا من "نعم، و…".

لشريكك في الحديث أنك على نفس الخط معه، لأنك أخذته إلى عمق آخر للموضوع الذي ذكره، وبغضِّ النظر عن مدى سطحيته. فإنك بهذا أظهرت رغبتك في المشاركة في أي شيء؛

حسنًا، كيف تسير المحادثة من هنا؟ إن تأكيد الفكرة في حد ذاته هو نقطةٌ فارغةٌ في المحادثة؛ وذلك لأنك أعدت الكرة مرة أخرى إلى الشخص الآخر دون سببٍ محدَّدٍ.

قاعدة ‏❞ نعم و.... ‏❝

حيث يجب عليك هنا أن تعبِّر عن اتفاقك معهم ثم تضيف تعليقًا آخر مترتب على ما قالوه. وهذا يدل على أنك وجدت شيئًا مثيرًا للاهتمام وجديرًا بالذِّكر حول الموضوع، مما يشجعهم على التحدث عنه.

لقد قام الشخص الأول بتأكيد شيء ما هنا، ثم تبعه الشخص الثاني موافقًا، بل وأضاف عنصرًا كي يعلو بجودة الأداء. حيث تدور هذه القاعدة حول كيفية الحفاظ على عقلك متيقظًا والاستفادة بقوة الإمكانية في محادثاتك.

تسهيل الأمور على الشخص الذي نتحدث معه كي يعبِّر عن رأيه أو عن نفسه ومنها إظهار الانفتاح طلب الآراء وطرح أسئلة وضع الآخرين في دائرة الضوء ومنحهم فرصة للتألق، مع عدم جعلهم محور الحديث حتى لا يشعروا كأنهم في مهب الريح.

❞ حيث أنك تخفي شخصيتك لأنك غير متأكد من كيفية تقبُّل الناس لها ورد فعلهم تجاهك، وإلى أي درجة ستعجبهم شخصيتك الحقيقية.

لكن كل هذا ليس سوى مجرد هراء ‫ أطلق العنان لصفاتك الغريبة ولشخصيتك وسينجذب إليك عندئذ من يستمتعون بوجودك حقًّا، ويبتعد عنك من لا يستمتعون بوجودك؛ فلماذا تريد أن تكون مُحَاطًا بمن لا يفهمون طبيعتك؟ أن تكون نفسك وتبرز شخصيتك أمام من يفكرون مثلك، يمنحك حرية تصرف ويجعلك تستمتع بشكل أكبر. ❝

يتسم المعلمون الذين يلقون خطبًا أو محاضرات بالجدية، وذلك لأنهم يريدون تحقيق شيء ما؛ لأن تلك الطريقة تميل إلى تجريد الحياة من كل شيء؛ وبدلًا من أن يصبح الفعل ممتعًا ونابضًا بالحياة، فإنه يمكن أن يصبح جافًا أو غيرَ متبادَل