في كتاب المقالات "لا مكان للملل" للدكتور "أحمد خالد توفيق"، ذكر في عدة مواضع أنه سيُكمل حديثه في مقالات أخرى، وكان لذلك وقع الغم على قلبي، لأني كنت أقرأ وأنا على يقين أنه لن يكتمل حديثه، وأن وفاته ألغت ذلك الحديث، ونفس الشيء وجدته مع نوفيلا "الميرانتي: أمير البحار"، التي ستشعر بكل تأكيد أنها نواة لسلسلة أخرى، رُبما ليست بحجم "ما وراء الطبيعة"، و"فانتازيا"، و"سفاري"، لكن ربما كانت مثل سلاسل" الآن نفتح الصندوق"، و
"WWW".
ولشد ما يعتصر قلبي من ألم، فُراقك لنا يا دكتور.
كنت قد ذكرت سابقاً أني أتوقع تماماً أن تسعى دور النشر لكل أقصوصة كتبها الدكتور، فليس بغريب أن تُنشر قصة له، شارك به بمسابقة لأدب الطفل في تونس، ولكن الغريب أن تجعل ذلك كأنها رواية جديدة، كُتبت وكانت حبيسة الملفات، ولا تُعلن عنها إلا بأسلوب دنيء لم يكن ليوافق عليه الدكتور أبداً.
ولكن في الحقيقة، النوفيلا مُمتعة، ومُناسبة تماماً لأدب اليافعين، -بالطبع ناسبتني، فالشباب شباب القلب، دعك من عمري الحقيقي- تتحدث عن الصحفي "مازن" الضليع بفيزياء الكم والذي تحدى الزمن واخترع آلة تُمكنه من التجوال فيه بحرية، ليكتب حوارات صحفية حقيقية بينه وبين شخصيات مهمة من التاريخ، أترى ما كانت السلسلة تتجه إليه؟ وأنها بكل تأكيد كانت لتكون أفضل من أن تكون عدداً مُنفرداً؟ فأعتقد أنه كانت ستفرغ صحفات لـ"مازن"، لكي نفهم عنه أكثر، مثل شخصية "رفعت إسماعيل"، ولكن، الموت، ذلك ما لا نستطيع التغلب عليهم.
القصة جميلة، ومليئة بالمغازي المُلهمة، التمسك بالعروبة والدين الإسلامي، من خلال قصص واقعية من خلال تاريخنا، التنفير من الاستعمار الدموي، الذي طالما ما شنته أوربا ودولها على دول أخرى بأهداف معلنة كاذبة عكس الحقيقة التي تقول أنهم يفعلون ذلك من أجل طمعهم وشرهم الدائم. وأسلوب الدكتور كعادته، لطيف وذكي، ولا توجد فرصة لإظهار ذلك إلا ويغتنمها الدكتور.
يُنصح بها.