اقتباسات من كتاب راقصات مصر

وفي لندن رقصت دولت سليمان عارية، أمام قصر بكنجهام، ونشرت صورتها وهي عارية في مكان بارز من الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم! وعند عودتها إلى ألمانيا، قامت أزمات بين قنصل مصر العام في فرانکفورت، وبين حكومة ألمانيا بسبب دولت

سوى قطعة من الحصير البالي وكرسي من الخيزران بثلاث أرجل، وحتى هذا الكرسي الوحيد لا يستطيع الوقوف، إلا إذا أستند إلى الحائط!. في هذه الغرفة الحقيرة من المنزل رقم ۸ بعطفة المغربل بحي باب الشعرية، يعيش عباس سليمان عمر الشهير

خذ هذه الفتاة بدلًا منها! ‏

‫ ‏وأشار المخرج إلى سامية جمال، فأخذها المساعد إلى غرفة الماكياج… وعندما أخرج بدرخان فيلم «على مسرح الحياة» رشحها لدور قصير، تقاضت عنه خمسة جنيهات!‏

ولم تستطع الطفلة، وقد أصبح عمرها 14 سنة، أن تصبر على هذا الذل؛ ففي ساعة مبكرة من صباح أحد الأيام - سنة ۱۹۳۸ - هربت السيدة زينب من الواسطى إلى القاهرة ونزلت ضيفة على شقيقتها الكبرى

سنة 1917 رقصت شفيقة القبطية في باريس، بحذاء من الذهب المرصع بالماس!.. وفي سنة 1950 رقصت سامية جمال «حافية» في دوفيل!..‏

‫ ‏وسامية جمال اسمها الحقيقي «السيدة زينب»، وهي ابنة شيخ معمم اسمه الشيخ خليل إبراهيم، كان متزوجًا من اثنتين

على مدينة الإسماعيلية كانت بين المتطوعات، وشهدت بعينيها القنبلة التي سقطت على بيت أبيها فأحالته أنقاضًا. وانكفأت تحية كاريوكا على إحدى الجثث، وأخذت تبكي بحرقة، لقد كانت جثة أخيها الأكبر الذي كان يلقي إليها ببقايا الطعام!‏

2500جنيها! ولكنها لم تيأس، واستطاعت أن تقف على قدميها وتتحدى الزمن، حتى جاءها عقد من ستوديو مصر، لتقوم بالدور الأول في فيلم البيت الكبير، وقبضت خمسمائة جنيها عربونًا دفعتها لشركة الفنادق، وتعهدت بأن ترقص بما تبقى عليها من مبالغ؛ فكانت

وكيل أعمالها الذي قدمها إلى المخرج والممثل الكبير أورسون ويلز - زوج ريتا هيوارث السابق – فعرض عليها دور أميرة هندية في مسرحية «75 يومًا حول العالم»، ولكن وكيل أعمالها رفض هذا العرض!.‏ ‫ ‏وفي هوليوود عرضت عليها بعض الشركات

إليه بالنوتة الموسيقية برقصة الكاريوكا. ووصلت النوتة، فقدمتها لمعلم رقص ألماني ليدربني عليها في نظير مائة وخمسين قرشًا… أما البذلة فلم تكلفني أكثر من جنيهين! ومن اليوم الأول الذي رقصت فيه هذه الرقصة، أطلقت علي الصحف والمجلات اسم: "تحية كاريوكا"!!.‏

‏كان هذا الشاب الإيراني موظفًا في شركة بيع المصنوعات المصرية، وحاولت الفتاة أن تلفت نظره إليها أكثر من مرة، ولكنها فشلت!… وكانت تتعمد لقاءه على السلم لتحييه، فيرد تحيتها بوجه صارم… وفي أحد الأيام رأت والدته وهي تصعد إلى السطح

الراقصة الوحيدة التي يضم بيتها «مكتبة» تحتوي على أقدم وأحدث الكتب، وتحية تقرأ لشوقي وطه حسين والمازني وتوفيق الحكيم، وهي الراقصة الوحيدة أيضًا التي تطالع الصحف .

ولكنها كانت تحب الصالات أكثر مما تحب الأزواج!. وهكذا كانت كلما تزوجت يصطدم قلبها بالذهب، فتنتصر للذهب! وتدوس قلبها بقدميها!‏ ‫ ‏إن ببا عز الدين كانت أجمل فتاة قدمت مصر من بر الشام، ولهذا كان ضحاياها كثيرين، ومن هؤلاء عباس عرفي.

هكذا تعيش حكمت فهمي الآن، في نفس الفيلا التي اشترتها منذ سنوات، من ابنة خالتها السيدة عزيزة أمير، بثلاثة آلاف جنيها، وأنت إذا دخلت الآن، هذه الفيلا التي كانت في يوم من الأيام، مضرب المثل لسكان هذه المنطقة.

المطرب المشهور الشيخ سيد الصفتي! وعاشت معه بمبه مدة طويلة، إلى أن اختلفا لسبب بسيط، فقد طلبت منه أن يستبدل بالعمامة والجبة، بذلة وطربوشًا، ويتطور كغيره من الفنانين الذين غيروا زيهم، ولكنه رفض، وتم الطلاق بينهما، بنفس السرعة التي تم بها الزواج.

وفي سنة ۱۹۱۸ كانت تغني وترقص في فرح بمدينة المنصورة، وكان ج… باشا بين المدعوين، وأراد أن يشاهد الرقص، فمزق جزءًا من قماش «البارافان» وأطل من هذا الثقب، فلمحته بمبه کشر وتوقفت عن الغناء في الحال، والتفتت إلى الباشا قائلة:‏ هل تحب أن تراني عارية؟

بمبه كشر عاشت وماتت، والمصريون ينادونها بست الكل، وكان الناس يعرفونها بالعربة الحنطور

‏قال لي الأستاذ حسن توفيق النحاس المدرس بحلوان والشهير بحسن كشر: أن جدته لأمه بمبه كشر كانت ناظرة على وقف جدها، وهذا الوقف يدر مائة وثمانين جنيهًا في كل شهر، توزع على المستحقين من الأسرة،

كانت، وهي طفلة في التاسعة من عمرها، تقود والدها الأعمى الشيخ أحمد مصطفى كشر، الذي يقرأ القرآن الكريم وينشد المدائح النبوية في الأفراح وليالي القاهرة الملاح، وعندما يصل الشيخ إلى منصته المرتفعة في السرادق تتر که الطفلة، وتصعد الى الطابق الأعلى.