أحدث ما قرأت.. رواية أنثى موازية للكاتب على قطب
كان الغلاف اول ما استوقفني بجمال تصميمه والوانه.. وحيث أنني قد سبق لي قراءة إحدى روايات الكاتب سابقا فلم أتردد في قراءة هذه الرواية
ثلاث كلمات قد تلخص رأيي في هذه الرواية:
جميلة - مؤثرة - سلسة
بدأت قراءة هذه الرواية على سبيل التجربة فكانت بحق تجربة مذهلة. تعكس الرواية واقع فتاة مصرية بسيطة بما فيه من ضغوط مجتمعية وأسرية ونفسية وأحلام بريئة يسحقها الواقع باقتدار.. ومن خلال صفحات الرواية التي تنساب في سلاسة ويسر وعبر خطوط زمنية متناوبة يلتقط الكاتب لحظات اندفاعها وفرحها ويأسها واحباطها ببراعة مصور يجيد اختيار وضبط الكادر لتلتقط عدسته اللحظة في اتقان ودقة لتقربنا كل لقطة اكثر من بطلة الرواية عبير
استوقفتني عدة أشياء في هذه الرواية.. اولا سلاسة وبساطة السرد دون مط ولا اطالة ودون استخدام تعبيرات لغوية معقدة وباسلوب سرد مشوق يجذب اهتمام القارئ من الفصل الأول وحتى الأخير.. وهنا يجب أن أحيي الكاتب على اختياره الموفق للبداية.. تلك اللحظة التي تمثل امضاء التعاقد مع القارئ على المضي قدما في الرواية
ثانيا لفت نظري قدرة الكاتب على تحليل مشاعر الفتاة بدقة وفهم قد يعجز عنه كثير من الكتاب الرجال.. فليس من السهل دائما على الرجل فهم التفاصيل الدقيقة لما قد يدور في نفس المرأة في مواقف شتى.. وبالتالي جاءت شخصية عبير واقعية وحقيقية لا تملك الا ان تشعر بنبضها وتتعاطف معها وتحزن لحزنها.. ذلك الحزن الذي يمثل خلفية رمادية كعزف ناي حزين يصاحب القراءة
واخيرا .. اعجبني استخدام الخطوط الزمنية بتحكم جيد والذي اضاف بعدا شيقا لفهم شخصية عبير ومراحل تطورها
وفي النهاية .. هذه رواية واقعية رائعة انصح بقراءتها .. انها السهل الممتنع