مراجعة رواية " خيط دخان.
اسم الرواية:- خيط دُخّان.
اسم الكاتب:- فؤاد مُحمّد.
نوع الرواية:- اجتماعيّة رومانسيّة.
عدد الصفحات:- ٢٧٣ صفحة.
إصدار دار:- إبهار للنشر والتوزيع.
تصميم غُلاف:- عبدالرحمن سندوبي.
تدقيق لُغوي:- منى القاضي.
إخراج داخلي:- هند محمود.
الراوي:- المُتكلم. " شخصية سليم. "
اللغة:- العربيّة الفُصحى المُتقنة سردًا، والعامية حوارًا.
••
_ نبذة عن الرواية:-
" لكل من سلبوا أرواحنا وطفولتنا وذكرياتنا، لا تقرأوا خيط دخان؛ فتلك الرواية تتحدّث عنكم... "
_ تبدأ الرواية بـ سليم وقد لعب مع القدر مثلما لعب مع العديد واختار له التنسيق كلّيّة الحقوق جامعة القاهرة رغمًا عنه؛ فهو لم يريدها يومًا!
_ ينتقل الكاتب إلى خطٍ آخر، تظهر عدة مشاهد لفتاةٍ مجهولةٍ لن تعلم حتى اسمها الآن، تتعرَّض للتعذيب الشديد من قبلِ والدها.
" حياةٌ ينصب فيها الأب كالرب ليُطاع طاعةً مُطلقة! "
_ " الحياة دائمًا تفرض نفسها وتمضي بنا نحو ما تريده. "
يحاول سليم التأقلم على حياته الجديدة في الجامعةِ، وبوجودِ الأصدقاء لن يصعب شيءٌ! فقد كون سليم أصدقاءً جُدد مُحبّين، وحينها يعرض الكاتب فكرة الصداقة وأهميتها وكيف تميز بين الصديق الجيد وغيره..
- على الجانب الآخر، فتاةٌ تتحرر من قبضته، ولكن والدتها تفهم جيدًا نظرة المُجتمع للسيدة المُطلَّقة وكم المضايقات التي ستلاحقها في كل مكانٍ.
" جرثومة الحزن تراها على وجهها من بعيد! "
- يتعرف سليم على فتاة تُدعى سَمر، وستعلم أن لها قصةً داخل هذه الرواية، وأنها قد تكون مُمثّلة لحكايةٍ أنت بطلُها!
" وماذا في الحياة بعد إن لم يكن الأب مصدر قوة وسند؟ "
_ وعلى جانبٍ آخرٍ فتاة تدعى مريم، تسكن في البلدة أمام بيت جدِّه، تقع عينا سليم عليها فتتعلَّق بها وحينها أدرك أنه لن ينجو منها أبدًا!
تُعاني مريم من العُنف الأسري، بالكادِ تستطيع التّنفّس!
فما المجرى الذي ستأخده الحياة تجاهها؟
_ تتضح لك صورةٌ أكبر عن أصدقاء الجامعة وأنواعهم، فبالتأكيد ستجد شخصيةً تُمثل صديقًا لك أثناء رحتلك الجامعيّة.. فهناك الصديق المَرِح ولا يهتم بغيرِ طعامه والشطائر الجاهزة... وأيضًا الفتيات!
وهناك الصديق الجاد أو " الدَّحِّيح. " كما يقول البعض.
وهناك العاشق الولهان، من يقع في حب أي شخصٍ يراه.
وهُناك فتاة المحاضرات، تلك من تعلم جميع الأساتذه والكتب وكل شيء، وهناك من يُمثله سليم، لا يعلم لما يذهب للجامعة من الأساس؟ وما فائدته، ولما عليه أن يُذاكر؟
والغريب في ذلك، أن كلّ تلك الأنواع توجد داخل مجموعة واحدة! يكملون بعضهم البعض.
- الصورة الحقيقة للحب في الجامعة، أصدقاء الجامِعة، تفاصيلٌ كثيرة داخل الجامعة ستعرفها عند قراءتك لهذه الرواية.
« يمزج الحروفَ بطريقةٍ سحريّةٍ، ويُضيف إليها مكوّنات عجيبة، مليئة بالشَّجنِ والغبطة، اليأسُ والأملِ، الشّؤم والتّفاؤل! لـيُخرج لنا هيكلًا اجتماعيًّا فلسفيًّا في صورةٍ تجعل قلبُكَ يرتعد منتصبًا من مثواه، سائلًا كيف استطاع أن يسرد ألمي هٰكذا!. »
••
_ رأيي الشّخصي:-
- اسم الرواية:- مُميز وغامض ويشد فعلًا، مش هتفهم معناه غير لو قرأت الرواية وفهمت مغزاها كويس، عجبني جدًّا.
- الفكرة:-
فكرة بسيطة، لكن مغزاها كبير جدًّا، مش وراها رسالة واحدة أو اتنين، لأ كذا رسالة وكل رسالة فيها المضمون بتاعها وطريقة عرضها عجبتني جدًّا هذكرها تحت.
الفكر موجهة لـ ٣ فئات: الخريجين، والرواية هتخليهم يسترجعوا ذكرياتهم في الجامعة.
- الـ ما زالوا في رحلتهم الجامعيّة، ودي هتخليهم يتداركوا المواقف الـ بيمروا بيها كل يوم ويحاولوا يصنعوا ذكريات منها ويلتفتوا ليها ويعرفوا أهميتها.
- المُقبلين على الجامعة، والرواية بالنسبالهم تعتبر غنيمة ورسالة مهمة جدًّا، هتعرفك الحقيقة الـ بتزورها الأفلام والمسلسلات عن الجامعة وبمعنى أدق " الحب في الجامعة. "
والسيناريو الكلاشيه الـ عرضته كل الأفلام والمسلسلات، هتعرف إن كل دا مش موجود، هتعرف إيه الموجود؟ إيه أنواع الطلاب هناك، الجامعة عالم مختلف عن عالمك الحالي هتعرف عنها أكتر في خيط دخان.
- ناقشت فكرة الحب الحقيقي وقد إيه الكلمة بقت بتستهلك
بطريقة مُقززة لأهداف تانية، ازاي تعرف الحب الحقيقي؟
- العنف الأسري وتصويره بطريقة واقعيّة جدًّا.
_ الفكرة وطريقة عرضها وانتقاء الشخصيات وقصة كل فرد فيهم لأجل تساعد في تكوين الفكرة وحبكتها، حبتهم جدًّا!
الأحداث هتدخلك في مود مختلف، هتحس بدفا وأنت بتقرأ، وهتفكرك بذكريات كتير ودا أكيد وأضمنهولك.
- الحبكة:- الشخصيات هي الحبكة! لو فهمت الشخصيات هتفهم الحبكة، منقسمة لتلت خطوط، لـ سليم وسمر ومريم.
وكل خط بيناقش فكرة وموضوع مختلف ومنه رسالة وهَدف قوي.
حبيت ظهور حياة سمر في الأول وبعدها ربطها بفكرة الرواية ورسالتها.
- الشّخصيات:- رسم الشخصيات ممتاز، وصفهم في الوقت والمشهد المناسب، صفاتهم الأحداث بتعبر عنها مش في السرد ودي نقطة بحبها جدًّا والأصح.
حسيت إنهم قريبين مننا، بل وهتلاقي قصتك بيمثلها حد منهم.
- السّرد:- حقيقي أعظم ما في الرواية، فيه تطور بين عمل الكاتب السابق والعمل دا زاد قوّة في السرد، تصوير الأحداث أكتر من ممتاز، الصورة كانت متكاملة العناصر بقدر أتخيلها كويس، متماسك جدًّا وقوي، مش هتحس بأي ملل وأنت بتقرأ.
- الحوار:- كان بالعاميّة المصريّة، وبالرغم من ذلك حافظ على رونقه، مقابلتش أي كَلمة غير مُلائمة، يشبه للسيناريو، كان فيه توازن بين السرد والحوار ولكن السرد كان غالب في مُعظم الأحداث ودا حبّيته، ممتع جدًّا وهتحس بأنك عارف الشخصيات.
- اللغة:- لغة الكاتب قويّة جدًّا جدًّا بدون مبالغة، تشبيهات قويّة، وفي نفس الوقت سلسة ودا شيء بيتميز بيه الكاتب، تقدر تستنتج مفهوم المُردف من الجملة مهما كان ثَقيل.
- النّهاية:- النهاية كانت مفتوحة لاستعداد الكاتب لنشر الجزء التاني من الرواية المعرض الجاي، متشوقة جدًّا إني أعرف التكملة وإيه الـ هيحصل للشخصيات.
••
_ الغلاف:- الغلاف مُبهر، تفاصيله كتيرة وكلها متعلّقة بالرواية، سواء قبّة الجامعة وال فيها نص الأحداث، البَطل وصورته كانت صورة الكاتب حقيقي، الألوان جميلة ومُلائمة، حقيقي جميل جدًّا أحيي الديزاينر على الغلاف الجميل دا.
_ التدقيق:- مقابلتش فيه أي مشاكل.
_ التنسيق:- لطيف وحبيته.
••
المميزات:-
- وجود فكرة " رسالة على الهامش. " ودي بتكون توضيح لرسالة الكاتب من جزئية في كل فصل أو توضيح حكاية شخصية، حبيتها جدًّا لإن الرسالة بتوضح الشيء دا وازاي تتعامل معاه.
- وجود مُقتطفين من الجزء التاني بدون ذكر دا، زود حماسي لقراءته.
- المميز فعلًا في أعمال الكاتب إنه بيقدر يخلط بين شعور إنك بتقرأ كتاب ورواية في نفس الوقت! جزء هتحس فيه بمتعة الرواية، وجزء بجدية الكتاب الغير روائي والنصايح ال فيه! وكل دا برضو مش هيقلل متعتك تجاه الرواية.
- عدم وجود مشاهِد خارجة أو ألفاظ مش لطيفة.
في النهاية أنا حبيت الرواية جدًّا، وبقت من الروايات المقرّبة إلى قلبي لسببين، السبب الأول إنها عجبتني وحبيت السرد جدًّا والفكرة، والسبب التاني أحب أحتفظ بيه لنفسي.
_ منتظرة الجزء التاني من خيط دخان جدًّا، وحقيقي أرشح الرواية بشدّة.
#مَلك_الشّناوي.