ولإن الأجواء الصاخبة لا تناسب طبيعته الرزينة فقد انسحب بهدوءٍ نحو الشرفة تاركًا خلفه ضحكات النساء وأحاديث النميمة، ليقف وحيدًا يتأمل السماء وهي تمطر برذاذٍ شتوي منعش، سمع حِسًّا أنثويًا يتنحنح خلفه ويقطع عليه خلوته، فالتفَتَ نحو مصدر الصوت، ليجد نفسه أمام تلك الفاتنة، أمعن النظر في شعرها المنسدل الذي يرسل قبلاتٍ صغيرة لعنقٍ طويلٍ ممتدّ، وإلى عينيها الصافيتين كنهرين هادئين، ثم إلى يدها الممدودة كي تصافحه في حرارة كأنها تعرفه منذ زمن بعيد:
بونيتا : جريمة اسمها الحب
نبذة عن الرواية
"لا تؤلمنا الخيانة في حد ذاتها.. يؤلمنا أكثر أننا وثقنا بمن ارتكبها" ، دعاء البطراوي. تقلّبَت رنا في فراشها يمينًا ويسارًا، يأبى النوم أن يصافح عينيها في تلك الليلة، ليس بسبب أصوات الرياح المزعجة التي تصفعُ نافذتها بين الفينةِ والأخرى، إنما كان السبب هو صوت الضجة العارمة المنبعثة من الردهة، رمَت بصرها نحو الساعة المعلقة، وجدَتها تشير نحو الرابعة، تأففت وقد أدركت أن الحصول على ليلة هادئة أصبح من المستحيلات التي ترجوها! لذا اعتدلت جالسة، نفثَت في كفيها، ثم فركتهما علّها تبعث فيهما بعض الدفء لمقاومة الصقيع المتوغل بالحجرة، نهضت.. وقد اتخذَت قرارها بمعرفة ما يحدث خارج غرفتها، شدّت روبًا شتويًا، أحكمته جيدًا حول جسدها النحيل، برمت شعرها الحالك الطويل في كعكة بمنتصف رأسها، ثم فتحت الباب، وخطَت نحو الردهة.....عن الطبعة
- نشر سنة 2022
- 220 صفحة
- [ردمك 13] 978-977-6913-83-7
- دار إبهار للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد
تحميل الكتاب
120 مشاركة