بلا شك، الكاتب البرازيلي "رافاييل مونتيز" هو واحد من أهم كتاب الجريمة والإثارة والتشويق، فبعد تجربة جيدة مع "امرأة في الظلام"، جاءت تجربة جيدة مع "امرأة في الحقيبة" مع التأكيد أنه لا يزال عملي المفضل له حتى الآن هو "امرأة في الظلام"، فما الفارق بين الروايتين؟
في البداية، كل الأمور متشابهة، حبكة سريعة، شخصيات سيكوباتية، تقلبات مجنونة، وأحداث ستجعلك تلتهم الصفحات، المنطقية والاهتمام في التفاصيل بشكل عالي في البداية، حتى الثلث الأخير من الرواية، الذي ذهبت فيه المنطقية إلى الجحيم، حتى تلك المنطقية الخاصة بروايات الجريمة والإثارة، التي بكل تأكيد مختلفة عن منطقية الروايات الاجتماعية والدرامية مثلاً.
فالحكاية التي تبدأ مع "تيو" طالب الطب الذي وقع في غرام "كلاريس" الفتاة المثيرة ذات القوام الصغير، ولكنها بعدما أغوته، رفضته، فكيف يقبل شخص مثل "تيو" الرفض؟ فمثل هذه الكلمة غير موجودة بقاموسه، فتبدأ رحلة مجنونة ومتقلبة من إقناع "كلاريس" بأن تُحبه، بطُرق سيكوباتية، ومختلفة عما قرأته في أي رواية رومانسية مثلاً! طُرق الإقناع عند "تيو" جذرية، وصدقني تماماً في ذلك.
ودون الخوض في تفاصيل الأحداث والمخاطرة بحرقها، تتقلب الأحداث، وتأتي عند جزء معين تنقلب بالمعنى الحرفي، بشكل مُفاجئ، ولن تكون مُستعداً له، لتأتي النهاية، والتي كانت غير مُرضية على الإطلاق، غير منطقية، وليست على مستوى الأحداث، فأنا استطيع تقبل فكرة الشر المُطلق، ولكن لم يكن مكتوب بشكل جيد هذه المرة، في "امرأة في الظلام"، كانت الحبكة بإلتواءتها المُتعددة أكثر منطقية، وتنظيماً، ومبنية بشكل صحيح، وذلك ما جعلني أعقد المقارنات بين الروايتين، أن الكاتب نجح في الروايتين أن يجعلك تلتهم أكبر عدد مُمكن من الصفحات، وتلهث، وتُسرع، وحتى تبلع بعض الأحداث التي تحتاج وقفة، لمُجرد أنك تريد أن تصل إلى النهاية، وتفهم على أي جحيم ستنتهي حكايتنا؟
ختاماً..
رافاييل مونتيز كاتب برازيلي مجنون، يُجيد كتابة الروايات المبنية على الإثارة والتشويق، يُضيف إليها سودواية وسيكوباتية مُحببة، وشخصيات تنتظر إشارة البدء لتنشر شرها ونيرانها، فعلى الرغم من النهاية التي لم تنل رضاي تماماً، فهي تظل رواية جيدة، ستجعلك تُنهيها في أسرع وقت مُمكن، وستجعلك تنظر نظرة مختلفة تماماً إلى البشر من حولنا، فكم من وحش يتظاهر بأنه إنسان ونحن لا نُدري حقيقته.
يُنصح بها.