اقتباسات من كتاب ذلك المريض : عن مرضى غيروا حياة أطبائهم للأبد

إن الخرف يعني الاحتفال بالانتصارات الصغيرة لا تُقدَّر ابتسامة مشرقة سببها فتح برطمان “بيوريه” التفاح بثمن ‫ منذ مدة قصيرة، كان في طريقه إلى فراشه، ولكن شرد ذهنه فتجاوز باب غرفة نومه ناديته قائلًا: “ألم تكن تشعر بالتعب؟”، رد نعم، ولكن أحيانًا أنسى ذلك. وانفجر كلانا بالضحك.

الآن أدرك مدى صعوبة تحديد “جودة حياة” أحدهم لو كنت شخصًا يتمتع بكامل صحته، وخاصة إن كنت طبيبًا. قد يبدو الأمر بلا معنى بالنسبة إلينا ولكنه قيم بقيمة الحياة نفسها لشخص آخر .

لقد عبر تعليقه ببساطة شديدة عن الهدف من عملنا عملنا يختلف عن عمل الأطباء العاديين، فنحن لا نستطيع علاج الإعاقات الذهنية، ولكننا نستطيع التخفيف من الأعراض التي تتسبب فيها هدفنا هو العمل معًا كي نقدم لهؤلاء الناس جودة الحياة التي يستحقونها

تعلمت أن تكون رؤيتي أكثر شمولًا، وأن أحافظ على المسافة المهنية بيني وبين مرضاي تعلمت أيضًا أن أتقي شر الأمراض، فهي تأخذ وقتها، ثم تهجم فجأة وكأنها قاتل محترف ينتظر ضحيته ‫ أخبرني مرة أنه فخور بنفسه لأنه استطاع التوقف عن التدخين.

يؤدي الخرف إلى تقلبات مزاجية، مما يجعل الناس في حيرة من أمرهم، هل يقتربون من الشخص أم لا؟ الأمر صادم جدًّا حتى إن الأصدقاء والمقربين لا يعرفون كيف يتصرفون، وهذا يعني معاناة مريض الخرف. 😱

كان يكبرني بأكثر من ستين سنة، ولكننا تفاهمنا معًا بشكل لا يصدق. أحيانًا نقابل أناسًا في الحياة لا نحتاج إلى الكلمات كي نفهم بعضنا بعضًا، وكان هذا الرجل أحد هؤلاء الناس. كان اسمه “كالام”، وُلد في الشمال.

ولكن تلك المريضة علمتني أهمية تطبيقها على أرض الواقع وعدم الحكم على شخصية أحدهم بشكل متسرع ‫ كنت أحكم على الآخرين بشكل متسرع أيضًا في حياتي العادية، ولكن أصبحت أقل حدة في أحكامي الآن، خاصة مع من لا أعرفهم جيدًا .

فقدان المكانة منتشر وسط كبار السن، خاصة عندما يبدأ الخرف لا يجاملهم أحد، لا يؤكد أحد مكانتهم في العالم، أو يخبرهم أنهم فعلوا فعلًا طيبًا علمني هذا الرجل أهمية الاهتمام الخالص وما يمكن أن يؤدي إليه على هذه الأرض ما يستحق الحياة إن كان هناك من يشعر بأهميتك.

أرتدي بنطلون المنامة فوق رأسي كي أحاول أن أضحكها، فإن ضحكت أمي، فكل شيء على ما يرام! لم أدرك أنها تحتضر لأنني كنت صغيرة السن حينها. ‫ دخلت مجال التمريض بعد مرور عشر سنوات في برنامج دراسة وعمل في آن واحد.

قلة حيلة الآباء والأمهات، تحديدًا ممن لديهم طفل يعاني مرضًا مزمنًا عندما يغلق باب المنزل عليهم، يشعرون بالوحدة، مهما كان كم المساعدة التي يتلقونها، فهم وحدهم أفكر بهذا كثيرًا الآن وأحاول أن أكون مستمعة جيدة، وأن أقدم لهم كل الدعم .

أدركت أن طفلي قد يكون مكانه أغلقت غرفة الاستراحة على نفسي وتركت العنان لمشاعري فيض من المشاعر لم أعرف كيف أتعامل معه إلا بالبكاء، فالأطباء يبكون أيضًا، أليس كذلك؟ ‫ شعرنا جميعًا بالفشل،

كيف لامرأة جذابة وجميلة من الصفوة الثرية أن تعيش حياة بوجه مشوه؟ كنت مقتنعًا أن مصيرها سيؤدي بها إلى الاكتئاب، ولكن لا! رأيت فيها من القوة ما لم تصدقه عيناي نظرت إلى نفسها مباشرة في المرآة، ثم وجدت بنفسها الشجاعة لتظهر للعالم بوجهها.

الأم تعاني «متلازمة مونخاوزن بالوكالة»، وأنها كانت تمرض ابنتها بالقصد لجذب الانتباه، وكانت هي من قتلت ابنتها وسممت الكلاب ‫ لن أنسى هذه الفتاة أبدًا، فالأحداث المحيطة بحالتها شكلتني بصفتي طبيبة تقارير سرية هل كان بيديَّ شيء لم أقدمه؟

ابنة الرجل المريض. كانت حاملًا في سبعة عشر أسبوعًا، وتتمنى لو رأى والدها حفيده قبل وفاته. تبخرت شكوكي، وقررت أن أساعد على تلبية هذه الرغبة فورًا.

🤔

تفاءل، وافتح عقلك لجميع الاحتمالات التي قد تخالف رؤيتك للأمور.

سرطان الثدي منتشر لدى السيدات في منتصف العمر، وهي المرحلة العمرية التي ينشغلن فيها بالكثير، مثل العمل والأسرة والاهتمام بأمر والديهن كبار السن يعتقدن أنهن قادرات على وضع العلاج الإشعاعي على جدولهن كالمهام الأخرى، وهكذا ظننت أيضًا، لكن الواقع فاجأني تمامًا

‫ علمتني تجربتي مع «دورين» درسًا حياتيًّا علينا أن نتخلى عن غطرستنا دائمًا ما تركز مهنة الطب على منع الناس من السقوط في الهاوية يا للغرور! نحن لسنا أكثر من ضيوف على حياة الآخرين، وعلى هذا الأساس يجب أن نتعامل معهم.

لا يوجد ما يمنعك من السباحة ضد التيار إن كان لديك سبب وجيه لذلك.

لا أطيق تلك اللحظة التي سأشاهد فيها الأخبار وأسمع عن طفلة تعرضت للعنف المنزلي ثم أرى وجهها فجأة. هناك مواقف تعرضت لها مع أطفال تسرق النوم من عيني، ومنهم تجربتي مع تلك الطفلة.

سوف تأتي لحظاتنا الأخيرة أو ليلتنا الأخيرة مع من نحب لا محالة. غالبًا ما ترحمنا الأقدار من معرفة هذا الموعد سابقًا،