اقتباسات من كتاب ذلك المريض : عن مرضى غيروا حياة أطبائهم للأبد

لقد تسرعت في الحكم على “جودة حياتها”، في حين أن “جودة الحياة” كانت ذات معنى آخر تمامًا بالنسبة إليها.

تعلمت من ذلك الموقف أنك عليك أحيانًا أن تصاحب مرضاك في رحلتهم. يرى عدد متزايد من المرضى حاليًا أنهم مستقلون، وباستطاعتهم اتخاذ قراراتهم بأنفسهم

علَّمنا هذا أنك أحيانًا تحتاج إلى الانتظار، وألا تحاول السيطرة على المرض بكل ما أوتيت من قوة.

لاحظ أحدهم أنه يعاني صعوبة شديدة في البلع.

‫ في العادي، نبتلع طعامنا دون تفكير، ولكننا لا ندري أننا نحتاج إلى استخدام عدد من العضلات للبلع يفوق عدد العضلات الذي نستخدمه للمشي.

يظن الأطباء الجدد عادة أن بيدهم أن يغيروا حياة المرضى، وأن العلاجات والأدوية والعمليات تحدث تأثيرًا، وأن أفعالهم لها أهمية. ولكن تدريجيًّا يتضح لهم أنهم ليسوا بهذه القوة، وأنهم لا يستطيعون رسم مسار الأحداث. ب

ولكنني تعلمت درسًا مهمًّا، وهو ألا تسلب أمل الوالدين أبدًا. يجب أن تكون توقعاتنا واقعية، ولكن لا يجب أبدًا أن نفقد الأمل.

علمني هذا الضابط أن ما يبدو بلا فائدة يصبح له أهمية في النهاية.

يا له من شرف عظيم حظيت به عندما أسعدت هذا الرجل وعائلته بعد سماعهم لتلك الأخبار المأساوية! وبمجهود بسيط قد تُحدِث أثرًا لا يقدر بثمن، خاصة خلال أيام أحدهم الأخيرة.

وتوصلنا إلى نظرية عن السبب؛ لم يعد يشعر بالفشل عندما انزاحت من على عاتقه الضغوط والتوقعات التي تطالبه بالتحدث. لأول مرة في حياته يستطيع أن يهدأ في أثناء الحديث،

كان يقول: «كل شيء سيكون على ما يرام، وإن لم يكن، فها قد أصابك قدرك».

كرِّس نفسك لمرضاك بالتأكيد، لكن أيضًا ضع حدودك.

عندما يتعافى الطفل من مرض خطير، يكون رد فعلنا عادة السعادة الغامرة، حتى إننا ننسى مشاعر الوالدين القاسية يشعر الكل بالراحة، فقد زال الخطر، وصرنا في أمان، ولكن الآن فقط أستطيع أن أدرك إلى أي مدى قد يستمر الشعور بالبؤس

كنا مقتنعين أننا حققنا لـ»بيتر» معجزة، ولكن تحولت تلك المعجزة أمامنا إلى وهم.

فكرت؛ ما جوهر الإنسانية والسعادة بالنسبة إليَّ؟ تصبح الحياة صعبة جدًّا عندما يتلف المخ. لم يخطر ببالي قَطُّ إن كان عملنا بالمستشفى عملًا صحيحًا.

يظلون مفعمين بالأمل، حتى حينما تبدو الحياة كئيبة، لأنهم يعلمون جيدًا كيف ستبدو الحياة من دون أمل.

تدل طريقتها في التفكير على قوة الناس هنا نحن في منتصف منطقة حرب، وتدور معارك دامية خارج المخيم، ولكن لا يزال سكانه متفائلين كثيرون يعانون في صمت، فنحن نرى الكثير ممن يعانون الألم النفسي لكن يستمر الناس في الحياة ويحاولون

وفي فترة من أصعب فترات حياتها. جعلتني أدرك قيمة عملي؛ أستطيع أن أساعد من هم في قمة الأسى، من خلال تلك الهدية الأخيرة التي يقدمها أحباؤهم للعالم. لقد ساعدتني أن أدرك أهمية إضفاء المعنى لنهاية حياة إنسان.

عندما سمعت تلك الكلمات، أدركت أن المرضى بشر من لحم ودم، وأن عملي يجب ألا يقتصر على تقديم المعلومات الطبية.

لقد تعلمت الكثير من هذين الوالدين. دائمًا ما كنت أظن أن على الطبيب أحيانًا إخبار المريض أن عدم الخضوع لأي علاج هو خيار مقبول تمامًا

وفي أثناء تلك الفترة، صبت الأسرة كل اهتمامها على توديعها، متجنبين إضاعة الوقت وتحمل ثقل العمليات وزيارات المستشفى.