كتاب "حياتي: قصة فتى من الرّيف" لـِ Anton Chekhov ..
عمل ينقل لنا بصدق وشفافيّة الواقع القاسي والمشاعر الإنسانيّة العميقة. الرّواية تسلّط الضّوء على حياة الفقراء من سكّان الرّيف الرّوسي في أواخر القرن التّاسع عشر، وتتناول قصّة "ميشيل پولوزنيف بولوزنيف"، شابّ يتمرّد على حياته المألوفة ويقرّر العمل في مهن يدويًة، على الرّغم من رفض عائلته ومحاولات والده لإعادته إلى المسار "المناسب" للعائلة.
تشيخوف يستخدم قلمًا بسيطًا لكنّه عميق، متمكّنًا من نقل هموم البسطاء واِهتماماته الإنسانيّة بأسلوب واقعي يغوص في التّناقضات الدّاخلية للشّخصيات. تتناول الرّواية أيضًا فكرة البحث عن الذّات والحرّية الشّخصية في مجتمع لا يحتفي بالتّغيير، وتصوّر المعاناة التي يتعرّض لها أولئكـ الذين يجرؤون على الخروج عن التّقاليد والأعراف.
نقاط قوّة الرّواية تكمن في براعة تشيخوف في وصف الشّخصيات وتفاصيل حياتهم اليوميّة بحميميّة، ممّا يجعل القارئ يشعر وكأنّه يعيش بين سطور القصّة. كما يعكس العمل اِهتمام تشيخوف بالنّقد الإجتماعي، حيث يبرز قيود المجتمع على الفرد، وضغوط الطّبقة الإجتماعيّة والتّقاليد التي تقتل الرّوح التّواقة للتّغيير.
رغم أنّ القصّة قد تكون بسيطة في أحداثها، إلّا أنّ عمقها ينبع من قدرتها على تقديم لمحة شاملة عن التّحديات الإنسانيّة، ممّا يجعلها تستحقّ القراءة والتّأمل، خاصّة لمحبّي الأدب الواقعي والإجتماعي.