الرجوع بالزمن ..
فكرة خيالية طُرحت في العديد من الأعمال الأدبية و الأفلام حتى إننا - رغم استحالة حدوثها - صِرنا نجدها مألوفة و لكن عندما نُشرت تلك الرواية عام ١٩٧٩ ربُما كانت فكرة جديدة .
تذهب بطلة روايتنا « دانة » من عام ١٩٧٦ إلى عام ١٨١٩ حيث أمريكا القديمة و حيث كان السود يتم استعبادهم إن لم يكن معهم صكوك حرية يتجولون بها ليثبتوا لكل الناس أنهم أحرار، و لسوء حظها كانت ذات بشرة سوداء و ذهابها لهذا الزمن - على غير إرادتها قي كل مرة - كان أشبه بكارثة إن لم يكن كذلك ، ثم تكتشف أنها تعود لهناك في كل مرة عندما يقع أحد أجدادها - « روفوس وايلن » - في مشكلة منذ أن كان طفلا و حتى صار شابًا ، كل هذا خلال شهرين في زمنها و الذي يعبر كسنوات في زمنه ، هناك - في ميرلاند - تعيش حياة العبيد ، تأكل من بقايا الطعام التي يحصلون عليها ، يُمكن أن يتم جلدها لأقل سبب ، و طبعًا التعليم ممنوع ، كونها عبدة متعلمة يؤذيها أصلا و تعلميها لأشخاص آخرين يُعد جريمة
❞ حذروه أن تعليم العبيد خطر. التعليم يجعل العبيد غير راضين بالعبودية. يفسدهم على عمل الحقل. وقال القسيس إن التعليم يدفع بهم إلى العصيان فيتوقعون أكثر مما كتب الرب لهم. ❝
و مع ذلك لم تكن « دانة » الأسوء حظا هناك ، إذا كان المرء عبدا ؛ فيمكن أن يتعرض لأي شئ من الإهانة و الجلْد مرورا بالحرمان من التعليم و عدم قدرته على الحصول على عقد زواج قانوني إلى بيع أطفاله أمام عينيه حتى يتُم قص أجنحته إن فكر في الهرب من أجلهم ، أو بيعه هو نفسه.
رغم قِدم الرواية و ظني في بادئ الأمر أني لن أندهش ، أن كل شئٍ سيكون مألوف ، لم تكن كذلك ، ناقشت الرواية - بدون ملل - ما تعرض له السود في ١٨١٩ و في ١٩٧٦ أيضا ، كانت مؤلمة في الكثير من الأحيان .