منزل الاموات - فيدور دوستويفسكي, عباس حافظ
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

منزل الاموات

تأليف (تأليف) (ترجمة)

نبذة عن الرواية

نعود للأدب الروسي كلما أردنا أن نقرأ عن مكنونات النفس البشرية باستفاضة، ونعود لدوستويفسكي أحد النجوم العظام الساطعين دائمًا فيسماء الأدب الروسي والعالمي، تحديدًا في رواية"منزل الأموات"، العمل العظيم الذي أبدعه دوستويفسكي بعد أعوام من المنفى في سيبيريا وبعد تجربة سجن ونجاة من حكم بالإعدام ثم الأشغال الشاقة. رواية"منزل الأموات" رواية حية ناطقة بلسان الإنسان العبقري المجرب والروائي الحكيم الفذ، حيث لا يحتاج دوستويفسكي هذه المرة خيالًا خصبًا عن السجن وما يمكن أن يجري فيه فلديه تجربته الشاقة وموهبته الفريدة لينقلنا مباشرة إلى داخل السجن ذي الأسوار، وإلى داخل السجن في النفس البشرية معًا. الرواية بها الكثير من الوقائع والأحداث والنقاشات الفلسفية الشيقة التي تجعل القارئ يقظًا طول القراءة. كثير من شخصيات رواية"منزل الأموات" مشابهة لشخصيات حقيقية عايشها دوستويفسكي بنفسه، مما جعل حماسة القراء مضاعفة لقراءة هذه الرواية في جميع أنحاء العالم حيث نقلت الرواية إلى كل لغات الأرض قاطبة كما نقلت كل روايات دوستويفسكي.
4 21 تقييم
395 مشاركة

اقتباسات من رواية منزل الاموات

​بدا لي «الشغل» مثلًا غير شاق، كما يوصف، ولا «عقابي» كما يقال، ولم أدرك إلا بعد وقت طويل أن مشقته وطبيعته «العقابية» ليستا في صعوبته واستمراره بغير انقطاع، بل هما بالحري في جبريته وإلزامه، وعنصر «السخرة» فيه، فإن الفلاح الطليق المستمتع بحريته أشق عملًا، وقد يسهر عليه طيلة الليل وبخاصة في فصل الصيف، ولكنه إنما يعمل لنفسه، ولتحقيق هدف معقول، يجعله أيسر كثيرًا عليه مما هو على السجين الذي يؤدي عملًا إجباريًّا لا نفع له إطلاقًا منه، ولا يفيد منه شيئًا لذاته، حتى لقد خطر لي أن المرء إذا أراد أن يحطم إنسانًا «ويعدمه» العافية، وينزل به أرهب العقوبات ويثير في أشد القتلة وحشية أشدّ الرعب منه والفرَق من تصوره قبل مواقعته، فما عليه إلا أن يدفع إليه بعمل لا فائدة مطلقًا منه، ولا معنى له، ولا حكمة فيه، ولئن كانت الأشغال الشاقة الحالية متعبة للسجين خلوًا من أي عائدة عليه، فلا تزال في ذاتها كع​​مل معقولة، وإن السجين الذي يحفر الحفر، وينقش الجدران، ويبني الأبنية، إنما يعطى عملًا له معنى، وشغلًا معقولًا، حتى ليزداد أحيانًا به اهتمامًا، وعليه إقبالًا، ويجتهد في الافتنان فيه، والبراعة في إنجازه، والسرعة في تأديته، ولكنه إذا أرغم على صب الماء من وعاء إلى آخر مرارًا وتكرارًا، أو دق رمل باستمرار، أو نقل أكوام من التراب من موضع إلى موضع سواه، فأكبر ظني أنه سيشنق نفسه بعد بضعة أيام أو يرتكب آلاف الجرائم، مؤثرًا الموت على احتمال هذا الإذلال، والرضا بهذا الهوان، والتجلد لهذا التعذيب

مشاركة من المغربية
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية منزل الاموات

    21

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    1 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3

    و من المؤكد أن المجرم لا تصلحه سجون و لا معتقلات و لا أشغال شاقة. فهذه العقوبات لا تستطيع إلا أن توقع به القصاص و أن تسكن روع المجتمع من الجرائم التي يمكن أن يرتكبها. و ليس في وسع الإعتقالات و الأشغال المرهقة إلا أن تفاقم في هؤلاء الرجال الحقد العميق. و العطش إلى اللذات المحرمة و الاستهتار الفظيع. و من جهة ثانية. أنا على يقين من أن النظام الشهير للسجن الانفرادي لا يحقق سوى غرض ظاهري و خادع. فهو يبتز من المجرم كل قوته و طاقته. و يثير حفيظة نفسه. فيضعفها و يخيفها. و أخيرا يخرج مومياء جافة و شبه مجنونة كمثال على الإصلاح و التوبة.

    بالرغم من أن دوستويفسكي يحاول الإيهام بأنها مذكرات شخص أخر إلا أنها تفوح برائحة معاناته و عذاباته و تجربته الأليمة في معتقل سيبريا الرهيب.

    فالإنسان مهما يصغر شأنه و مهما يهبط قدره و مهما تهن قيمته. يحب بغريزته أن تحترم كرامته من حيث هو إنسان. ان كل سجين يعرف حق المعرفة أنه سجين و يعرف حق المعرفة أنه منبوذ ممقوت مكروه. و يعرف المسافة التي تفصل بينه و بين رؤسائه. و لكن لا القضبان و لا الأغلال تنسيه أنه إنسان. فلابد أن يعامل إذا معاملة إنسانية.

    لا يشعر بقيمة الكرامة إلا من أُهدرت كرامته و ذاق ويلات المعاناة و الحاجة. و كانت لهذه الصرخة أصداء آتت ثمارها في المجتمع الروسي بعد ذلك و أدت إلى إصلاح حال السجون بصوركبيرة.

    أعتقد انه ما من بائعة و ما من ساكنة من ساكنات المدينة بأسرها إلا و أرسلت شيئا إلى السجناء التعساء من أجل المباركة بالعيد. كان بين هذه الصدقات صدقات ثمينة: عدد كبير من أرغفة الخبز المصنوع من فاخر الدقيق. و كان بينها أيضا صدقات زهيدة: رغيف من خبز أبيض ثمنه كوبكان. أو رغيفان من خبز أسود دهن بالقشدة. تلك هدية الفقير للفقير أنفق فيها الأول أخر كوبك يملكه. و كانت هذه الصدقات تقبل بامتنان واحد. دون تفريق بينها في القيمة أو في المصدر. و كان السجناء الذين يستلمون الهدايا يرفعون قبعاتهم عرفانا بالجميل. و يشكرون لأصحاب الهدايا هداياهم و هم يحيونهم و يتمنون لهم عيدا سعيدا ثم ينفقون الصدقات إلى المطبخ.

    و كما كتب عن روح القانون فإنه لم ينس احسان المحسنين في ذلك الزمن الذي عرف معنى التكافل على أوسع نطاق في سائر أصقاع الأرض.

    إن هؤلاء العجزة المسئولين عن تطبيق القانون لا يدركون أبدا أن تطبيق نصوص القانون بغير فهم لروح القانون يؤدي إلى الاضطرابات رأسا. إنهم يقولون: ذلك ما ينص عليه القانون. فماذا تريدون زيادة على ذلك؟ حتى لقد يدهشهم حقا أن تطلب منهم عدا تنفيذ القانون أن يكون لهم شيء من صدق الإحساس و سلامة التفكير. و سلامة التفكير هذه هي التي تبدو لهم زائدة لا محل لها بوجه خاص. فهي في نظرهم ترف لا لزوم له. ترف يثير موجدتهم و يوقظ حنقهم و يعزز تعصبهم.

    و كتب أيضا عن معاناة السجين في عد الأيام و انتظار يوم الخلاص.

    أنتظر صابرا. و أعد الأيام يوما يوما. و يفرحني حتى حين يكون قد بقي عليّ أن أمكث في السجن ألف يوم أخرى. أنني أستطيع أن أقول لنفسي في الغداة أنه لم يبق إلا تسعمائة و تسعة و تسعون يوما. لا ألف يوم.

    كنت أستعرض حياتي السابقة و أحلل أدق تفاصيلها. و أطيل التفكير فيها. و أحكم على نفسي بغير رحمة و لا شفقة. كنت أفكر و أقرر و أحلف ألا أقارف في المستقبل ما قارفت في الماضي من أخطاء. و أن أتجنب السقطات التي حطمتني. كنت أنتظر حريتي و أناديها في حرارة و حماسة. كنت أريد أن أجرب قواي مرة أخرى في كفاح جديد.

    و ما أن يأتي شيئا من خارج السجن حتى يلون الحياة و يعيد الأمل في يوم يستطيع فيه السجين أن يتلمس طريقه مرة أخرى وسط البشر كواحد منهم لا كمنبوذ و مرمي في العراء. مهما كان هذا الشيء صغيرا فسيُحدث الأثر نفسه حتى و لو كان عددا من مجلة.

    إن ذلك العدد من المجلة قد بدا لي كأنه رسول قد هبط علي من العالم الأخر. ارتسمت حياتي الماضية أمام عيني بارزة واضحة حينذاك. و حاولت أن أعرف هل أنا تخلفت و هل عاشوا كثيرا بدوني؟ تساءلت عما يشغل بالهم و يحرك نفوسهم. تساءلت عن المسائل التي أصبحت تعنيهم و عن المشكلات التي أصبحت تهمهم. كنت أتلبث على الكلمات قلقا و أقرأ بين السطور و أحاول أن أفهم من العبارات معناها الخفي. و أن أرى ما فيها من إشارات على الماضي الذي أعرفه. كنت أقتفي أثار الأشياء التي كانت تهز الإنفعال في زماني فما كان أشد حزني حين اضطررت أن أعترف لنفسي بأنني أصبحت غريبا عن الحياة الجديدة. و أنني الأن عضو في المجتمع منفصل عنه منبوذ منه. لقد تأخرت و تخلفت.

    و أخيرا ...

    سقطت الأغلال .. أنهضتها .. كنت أريد أن أمسكها في يدي. و أن أنظر غليها مرة أخرى .... أدهشني أنها كانت منذ لحظة تكبل ساقيّ.

    وداعا .. إلى الحرية .. إلى الحياة الجديدة .. إلى الانبعاث من بين الأموات.

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    1
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
المؤلف
كل المؤلفون