#قراءات_٢٠٢٢
رواية قبل الفراق بخطوة للكاتب أحمد مدحت.
من إصدار عصير الكتب للنشر و التوزيع.
رحلة جديدة و عمل اجتماعي انساني ، نتعرف فيه على نماذج مختلفة من البشر ، نغوص معهم في مكنونات النفوس و خفايا القلوب .
بطلا الرحلة الرئيسين على و سما زوجان محبان إلا أنهما دائمي الخلاف .... و الآن يقفان على أعتاب خلافٍ جديد ربما سينتهي بالانفصال هذه المرة .
علي شخص بسيط مسالم ، اعتاد طوال سنوات عمره التوبيخ الدائم من أمه على كل الأشياء حتى أكثرها تفاهة ، فأختار الصمت كوسيلة لتهدئة نفسه ، و استسهل التجاوز عن حقه بنفسٍ طيبة و البعد عن أي مواجهة مباشرة حتى لا يخسر من حوله ..... ليجد الآن أنه لم يخسر سوى نفسه !!!
( اعتاد الحياة في خطين متوازيين : حياة رئيسية يُرضى فيها شخصًا يحبه ، و حياة فرعية ترضيه هو ، يفعل خلالها ما يرغب بالفعل في تحقيقه ، لا ما يريح شخصًا عزيزًا عليه )
أما سما صاحبة الطفولة الصاخبة ، غاضبة هي على أب قاسي متسلط و أم خانعة اعتادت الإهانة ، ليحفر ذلك في قلبها جرح الأب الحاضر الغائب ، جرح إنعدام الأمان ذلك الجرح الذي رغم مرور الأيام لم يلتئم يومًا بقلبها ، لذا أصبحت هي العقل المفكر المهتم بكل تفاصيل العلاقة ، صارت القائد المتسلط الممسك بذمام الأمور ليواجهها كيف يشاء و على الجميع السمع و الطاعة .
( في داخلها رصيدًا متراكمًا من القسوة مازال يضغط عليها كلما تم استدعاؤه ، حتى لو من خلال أبسط الأشياء .. مجرد إحساسها أن أحد المقربين منها على استعداد لهجرها ، او الاستغناء عن وجودها قربًا منه ، يجعلها تبادر فورًا بالهجوم ، تهشمه دون ترتيبات مسبقة )
كان لابد و أن تصير مواجهة يومًا ما ، لتكون تلك المرة الأولى التى يرد علي عن نفسه ما يسمعه من زوجته ، و يبوح أخيرًا بما داخله بصوت مسموع ، ليترك المنزل بعدها و يختار الابتعاد لبعض الوقت ، و هنا تأتي الفرصة ليرى كلا منهما نفسه بمرآته ، يتساءل عن مغزى حياته و هل سار في طريقه كما خطط له ؟
تتوالى الأحداث و يغرق علي في حل مشكلة صديقة خالد متناسيًا مشكلة حياته الخاصة ، و برغم اشتياق كل منهما للآخر إلا أنهما مصممان على اتخاذ موقف حاسم ، و تحقيق نصر في هذه المعركة الصامتة ، فهل سينتصر الحب و الرغبة في استكمال الحياة معًا ؟ أم أن لحظة الفراق تلك كانت بداية النهاية ؟
العمل ملئ بالمشاعر الإنسانية المتدفقة ، لحظات الضعف و لحظات التسلط ، الكثير من الأفكار عنا ، و عن من حولنا من أشخاص ربما كثيرًا ما نوفر التعبير عن حبنا لهم ، حتى يأتي الوقت الذى نراه مناسبًا و الأغلب أنه يأتي بعد فوات الأوان .
استمتعت بالعمل و إن استشعرت التكرار في بعض الأجزاء ، و قليل من التطويل في النصف التاني منه ، إلا أنه لمس قلبي و أثار مشاعري ، أرشحه للقراءة لمحبي هذه النوعية من الأعمال.
#قبل _الفراق_بخطوة
#رقم_٤٤