تقول الدراسات العلمية في علم النفس الإيجابي: إن تصفية الذهن والروح ثلث ساعة يوميًّا كفيلة بأن تخفِّف معاناتك النفسية؛ لأنها تجعلك (لو مارستها بطريقة صحيحة) تُركِّز على اللحظة. وهذا هو دورُ الذِّكْرِ؛ يجعلك تعيش اللحظة بعيدًا عن ألم الماضي وخوف
حياة الذاكرين: دليلك لتصفية الذهن والروح
نبذة عن الكتاب
هدفي من هذا الكتاب أن أضع بين يديك كلَّ ما تحتاج إلى معرفته عن الذِّكْرِ، بطريقة سهلة شائقة، تجمع بين الإحساس الروحاني العميق بحلاوة الذكر، والأدلة العقلية المنطقية عن الأثر الذي يُحدثه الذِّكْرُ في العقل الباطن للإنسان، بطريقة تربط لك بين الذكر في الروحانيات الإسلامية، وبين علم النفس الإيجابي، الذي يثبت علميًا، يومًا بعد يوم، أن ترديد المعاني التي تؤمن بها يزيد من قوتك النفسية وصفاء ذهنك وروحك. هدفي أن أجعلك تتذوَّق لذة الذِّكْرِ التي وجدتُها، وأن أُطلعك على أهمِّ الأذكار التي يُمكنك أن تذكر الله بها، فتعرف معنى كل ذكر، فتتفهَّمه وتتذوَّقه، وتُدرك ثوابه وفضله وأثره في قلبك. هدفي كذلك أن أساعدك على المواظبة على الذِّكْرِ من خلال خطة عملية متدرجة، يُمكنك إن التزمتَ بها أن تكون من الذاكرين، وأن تلمس مع الوقت أثر الذِّكْرِ في حياتك. د. عمرو خالدالتصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2021
- 264 صفحة
- [ردمك 13] 9789778240993
- الرواق للنشر والتوزيع
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
أبلغوني عند توفرهاقتباسات من كتاب حياة الذاكرين: دليلك لتصفية الذهن والروح
مشاركة من Zahraa Esmaile
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
عمر الحمدي
هذه مراجعة لكتاب ليس الهدف منه إثراء المعرفة الفكرية، أو إمتاع الذائقة الأدبية، وليست الفائدة متوارية مختبئة، بل هي مباشرة واضحة، والكتاب عمليٌ يعطيك الخلاصة والزبدة، فالنفع منه لا يكون بمجرد القراءة بل بالتجربة والتطبيق.
.
قرأت الكتاب لأعرف المزيد عن موضوعٍ ذُقت حلاوته، وتغيرت حياتي به، ذلك هو ذكرُ الله، ذكرُ القلب مع اللسان، الذكر بوصفه نشاطًا أساسيًا في نهار المرء وليله، بوصفه خلوة مع الله تبدأ بها يومك أو تختم بها نهارك، الذكر بوصفه علاجًا يشفي الجروح ويداوي القروح، أكسير يغير طعم الحياة في فمك، كالملح حين يوضع في الطعام، كعدسة تعيد الألوان لمن فقدها في بصره، فيضعها ليرى العالم بألوانه المتنوعه، وجماله الأخّاذ، إنه ذكر الله، الحل الذي يزهد فيه أكثر الناس، العلاج الذي يستخدمه الكثير بطريقة لا تؤدي مفعلوه الخارق.
.
إنّ من يكتشف حقيقة الذكر، ويخوض التجربة بكل متطلباتها، فلا يسعه أن يصمت، فهو يرى من حوله غارقون في بحار التعب، وليس تعب الأجساد فذلك ليس بشيء، بل تعب النفس التي تئن من وطأة الحياة المادية، فغياب الإيمان من حياة الفرد له آثاره المدمرة وإن تأخر ظهورها، وذكرُ الله يجدد الإيمان بنص كلام رسول الله، وبإثبات المجربين ممن يعيشون معنا وما هم معنا.
.
يؤكد الكاتب أنه كان يعرف الذكر، وكان يدعو إليه في مواعظه وبرامجه، لكن اكتشافه الجديد مختلف عن السابق، فقد كان السابق هو (ذكر اللسان) وشتان بين ذكر اللسان وذكر القلب، شتان بين ذكر الله كإجراء ثانوي نملأ بها فارغات أوقاتنا، ثم نتركه حين ننشغل بشيء حتى لو كان العمل الصالح، وبين الذكر الذي هو قيمةٌ عليا وعادةٌ ثابتة لا يمكن الاستغناء عنها، حين يمكن التضحية بأي شيء إلا الورد اليومي من ذكر الله، وحين نعطي الذكر حقه من التركيز والتفكير والتدبر، هذا هو الاكشاف الذي إن وقعت عليه تغيرت حياتك.
.
يبدأ الكتاب بتعريف الذكر الحقيقي الذي لا يكون باللسان فقط، ويذكر في ثنايا ذلك تجربته معه وكيف غير الذكر حياته، ويحاول تفسير سر تأثيره العجيب، يتحدث عن أثر الذكر في تصفيه الذهن ومعالجة التشتت، وعن أثره على الإبداع وعن الصحة النفسية وغيرها.
.
يتعلق الفصل الثالث بآيات الذكر الحكيم وكلام الرسول الأمين حول ذكر الله، مع تعليقات وتلميحات جميلة، أما الفصل الرابع فيتناول بعض التجارب الواقعية لأشخاص من محيط الكاتب ومعارفه، يحكون تجاربهم وأثر الذكر على حياتهم، كانت الحكاية الأولى هي الأكثر إلهامًا، وهي قصة أحمد البالغ من العمر 40 عامًا، أحس برغبة في أن (يعيد ضبط المصنع) لنفسه، فبدأ بالاستغفار ففتح الله عليه به فتحًا مبينًا، ولم يكن استغفاره استغفار الغافلين، والذي يحتاج -في حقيقة الأمر- إلى استغفار، بل كان استغفار توبة وندم، كان وردًا يوميًا لازمًا، ولهذا فقد آتي أكله وأعطى ثماره، ولقد أثّر الاستغفار عليه بخفةٍ وجدها في نفسه، وولادةٍ ثانية أخرجته من رحم الحياة المادية إلى فضاء الروحانية، فانتقل من الاستغفار إلى الحمد، ومنه إلى بقية أنواع الذكر المبهجة، ثم حكى لنا كيف تغيرت حياته وكيف تحققت آماله، فكأنه حاز بالذكر سعادة القلب وهناء العيش بضربة واحدة.
.
توالت القصص والتجارب في هذا الفصل، فقد بلغ عددها 20 ما بين كحايات قصيرة عادية وتجارب فريدة مميزة، ثم كان الفصل الخامس عن فوائد الذكر وأثره في العبادات والحياة والإبداع، ثم السادس الذي خصصه للأذكار المختلفة، فتحدث عن كل ذكر بشيء من التفصيل، عن معناه وكيفية شغل العقل أثناء ترديده، فتحدث عن (لا إله إلا الله) و (أستغفر الله) و (سبحان الله) وبقية الأذكار المعروفة.
.
ثم يأتي الفصل الثامن الذي هو الجانب العملي، فقد أورد خطة عملية لذكر الله عبر ثلاثة خيارات، واحدٌ يستغرق ربع ساعة، والثاني ثلثها والثالث نصفها، مع بعض الشروط والتنبيهات ليجني الذاكر الثمرة المرجوة.
.
وهنا ينتهي الكتاب، لكن لي ملاحظات أنطلق فيها من قول المؤلف في الصفحة الخامسة والعشرين (وهكذا، فالطريق إلى الله محصور بين الذكر والفكر) في حين أن الطريق إلى الله -بنص القرآن- هو الإيمان والعمل الصالح، والذكر يعمل على زيادة الإيمان، فيبقى إذن العمل الصالح، وكلاهما يدعم الآخر، ومع ذلك فالإيمان يسهل على الإنسان أن يعمل العمل الصالح، ويجب أن يكون الشخص حريصًا على أن يسير بجناحين هما الإيمان والعمل الصالح.
.
الأمر الآخر أن الذكر لا ينحصر في الأوراد اليومية، فالقرآن هو ذكر، وحين نقرأ القرآن نحن نذكر الله، بل أن القرآن هو دليلنا لمعرفة الله جل في علاه، وكلما عرفناه أكثر كان تعظيمنا له أكبر أثناء الذكر وخاصة حين نقول (سبحان الله) و (لا إله إلا الله) إذًا فتدبر القرآن أمر لا يجب أن ينفصل عن (وِرد الذكر) فكلاهما يدعم الآخر، تدبر القرآن يزيد معرفتنا بالله وتعظيمنا له، فيكون الذكر مثمرًا، وذكر الله يحبب إلينا القرآن ويحفزنا لتلاوته.
------
هنا الاقتباسات الجميلة:
****