عندما قرر أبي في أواخر العشرينات من القرن الماضي، أي منذ ما يقرب من ثمانين عامًا، أن ينقل سكناه من الحيّ القديم الذي كان يسكنه أبوه وأمه (حيّ عابدين)، إلى ذلك الحيّ الأنيق الجديد (مصر الجديدة)، لا بد أن دافعه إلى ذلك كان تدهور نمط الحياة في ذلك الحيّ الشعبي مع زيادة سكانه وضيق شوارعه وحاراته.
رحيق العمر
نبذة عن الكتاب
من الممكن اعتبار هذا الكتاب الجزء الثاني من «ماذا علمتني الحياة؟» ، فهو استكمال له، ولكن ليس بمعنى أنه يبدأ من حيث ينتهي الأول، بل بمعنى أنه أيضًا سيرة ذاتية. إنه يسير موازيًا للكتاب الأول، فهو مثله يبدأ من واقعة الميلاد، بل وقبل الميلاد، وينتهي إلى اللحظة الراهنة، ولكنه لا يكرر ما سبق قوله، وكأننا بصدد شخصين يصفان حياة واحدة، ولكن ما استرعى انتباه أحدهما، واعتبره يستحق الذكر، غير ما استرعى انتباه الآخر. فمن المدهش حقًّا مدى غنى حياة كل منا بالأحداث التي تستحق أن تروى، والشخصيات الجديرة بالوصف. أما عن الصراحة، فقد استلهمت في هذا الكتاب ذوقي الخاص، كما فعلت في سابقه، ولا شك أنه، في هذا الكتاب أيضًّا، سوف يرى بعض القراء صراحة أكثر من اللازم، والبعض الآخر صراحة أقل من اللازم.التصنيف
عن الطبعة
- نشر سنة 2010
- 455 صفحة
- [ردمك 13] 9789770927526
- دار الشروق
تحميل وقراءة الكتاب على تطبيق أبجد
تحميل الكتاباقتباسات من كتاب رحيق العمر
مشاركة من Rudina K Yasin
كل الاقتباساتمراجعات
كن أول من يراجع الكتاب
-
Rudina K Yasin
رقم مائة وواحد وعشرون /2024
رحيق العمر
جلال امين
تطبيق ابجد
""أن من الخطأ الشديد اعتبار أولادنا استمرارًا لنا، ومن ثَمَّ فلا يمكن أن نأمل أن يعتبروا هم قصة حياتنا جزءًا من قصة حياتهم كل منهم يريد أن تكون له قصة مستقلة، ومبالغتنا في تعليق أهمية على ما فعلناه نحن وما لم نفعله""
""من الممكن اعتبار هذا الكتاب الجزء الثاني من «ماذا علمتني الحياة فهو استكمال له، ولكن ليس بمعنى أنه يبدأ من حيث ينتهي الأول، بل بمعنى أنه أيضًا سيرة ذاتية. إنه يسير موازيًا للكتاب الأول، فهو مثله يبدأ من واقعة الميلاد، بل وقبل الميلاد، وينتهي إلى اللحظة الراهنة، ولكنه لا يكرر ما سبق قوله، وكأننا بصدد شخصين يصفان حياة واحدة، ولكن ما استرعى انتباه أحدهما، واعتبره يستحق الذكر، غير ما استرعى انتباه الآخر .
فمن المدهش حقًّا مدى غنى حياة كل منا بالأحداث التي تستحق أن تروى، والشخصيات الجديرة بالوصف. أما عن الصراحة، فقد استلهمت في هذا الكتاب ذوقي الخاص، كما فعلت في سابقه، ولا شك أنه، في هذا الكتاب أيضًّا، سوف يرى بعض القراء صراحة أكثر من اللازم، والبعض الآخر صراحة أقل من اللازم"
حكايات مختلفة منها جلال أمين وهو يتشاجر مع بلطجي من أمريكا اللاتينية حاول الاستيلاء على شقته في المعادي، فتجد أن الغضب أعماه تقريبًا وهو يحمل (الكوري) ويهشم نوافذ البيت وكشافات سيارات الرجل، ويقتحم البيت غارقًا في الدماء فيفر المعتدى خوفًا.
وصفا للمناخ الثقافي التعليمي في الأربعينات قائلاً “إنه كان يجمع بين احترام الحضارة الغربية واحترام النماذج الرفيعة في التراث العربي والإسلامي؛ فقد كانت هناك هالة من الاحترام تحيط بأسماء النابغة الذبياني والمتنبي وسواهما؛ لكن في الوقت نفسه يستقر في ذهنك احترام فولتير وروسو، وتعرف من هو سقراط، وماذا قدمه ديكارت. ويعزو هذا إلى ثقة الطبقة الوسطى بنفسها واطمئنانها إلى المستقبل، وهذا أدى لإفراز مترجمين في غاية البراعة والتمكن من اللغة العربية قبل الأجنبية، كما يفسر هذا الانسجام الذي ساد علاقة المسلمين والمسيحيين وقتها
. ويقارن د. جلال بين التعليم في ذلك الزمن والتعليم الحالي في أرقى صوره؛ فالتعليم الحالي لا يتضمن التمثيل في مسرحية أو تعلّم العزف على آلة موسيقية، أو القيام برحلة لمتحف، وعندما قررت المدرسة عمل معرض للأعمال الفنية؛ فإن كل الآباء كانوا يعرفون المحل الذي يشترون منه الأعمال الفنية جاهزة. هناك مدارس محدودة أفلتت من هذه الدائرة الجهنمية -مثل بعض مدارس المعادي- لكن على حساب مصاريف باهظة وتضحية شبه كاملة باللغة العربية
يتحدث جلال أمين عن بعثته لدراسة الاقتصاد في إنجلترا والتي أبعدته عن مصر في الفترة الذهبية من تاريخها (1955 – 1958)، ذروة عدم الانحياز واستقلال القرار؛ لكن البيروقراطية كانت قادمة لكنه عندما عاد لمصر عام 1964 اكتشف أنه كان تحت الرقابة طيلة الوقت، أما أخوه (عبد الحميد) فقد فوجئ بمصادرة أجهزته في المركز القومي للبحوث ونقلها إلى أنشاص، من ثم ترك التدريس في جامعة عين شمس وسافر للولايات المتحدة، ثم عاد منها ليعيش أربعين عامًا من البطالة حتى توفى عام 2006، وفى العام 1966 أحيل أخوه محمد رئيس مجلس إدارة شركة إجدال للمعاش، لأن بعض العمال في المصنع اتهموه بعدم تعاطفه مع الاشتراكية.
ومن أهم أجزاء الكتاب المراسلات بينه وأخيه (حسين) الذي كان في لندن وقتها، حيث يتكلم الأخويان المثقفان عن الموسيقى الكلاسيكية والمسرح والفنون، وكذلك الأعوام التي قضاها جلال أمين في لندن وتجاربه مع أساتذته البريطانيين ومغامراته في استكشاف عالم المكتبة وخطواته الأولى في عالم الاقتصاد. أعوام ثرية جدًا تنتهي بأن قابل كذلك شريكة حياته البريطانية التي صارت زوجته
من أهم الفصول كذلك هذا الفصل الذي يتلخص في كلمات أستاذ فرنسي لتلميذ مصري لديه: "أنتم معشر المصريين طلبة ممتازون وأذكياء ومبتكرون؛ لكن ما الذي يحدث لكم عندما تعودون لمصر؟
جلال أمين في كتابه “رحيق العمر” يعكس نظرته الشاملة للحياة. يشير إلى دروس تعلمها من حياته. ويوضح أن الحياة تختلف عما كنا نأمل. يقول بأن الحياة صعبة وتؤثر على صحتنا وحياتنا العاطفية. لكنه يؤكد أنه أصبح أقل خوفًا من الموت. هذا يظهر اعتداله وقبوله للحقائق. وكيف نحن نستقبل المستقبل. مشاركاً قرّاءه في حكمته المكتسبة خلال رحلته.
في نهاية “رحيق العمر”، جلال أمين يفسر موضوع “لماذا تخيب الآمال؟”. يقول أمين إن الخيال لدينا له قوة كبيرة. يمكنه أن يأخذنا بعيداً خارج حدود الواقع. وهكذا، أحلامنا تكون كثيراً ما أكبر من الواقع الممكن لتحقيقها. هو يتحدث أيضاً عن قانون باركنسون. هذا القانون يوضح كيف الناس قد يرتفعون في السلم الوظيفي ويصبحون أكثر نجاحاً. لكن تقدمهم قد يزداد حتى وهم أقل كفاءة. وهنا تأتي “خيبة الأمل”. تظهر عندما لا يستطيع الشخص الوصول لتوقعاته العالية أو أحلامه. يتحدث أن “خيبة الأمل” شيء طبيعي. وجزء من طموحاتنا الكبيرة. لكن قدرتنا الحقيقية على تحقيق هذه الطموح محدودة. هذا الاختلاف يولد الإحباط والخيبة عند عدم تحقق الأحلام التي نراودها.
من التأثيرات الفكرية على جلال أمين انه هو مفكر بارز وكاتب محبوب. تأثر بالكثير من الأفكار والتيارات الثقافية. شكلت حياته الفكرية خلال مراحل مختلفة. استعرض أمين تأثيراته الفكرية والثقافية. أوضح كيف أثرت في تكويناته الفكرية. تحدث كي فتعرض في طفولته وشبابه لأفكار وقراءات كثيرة. تأثر بالأفكار الاشتراكية والليبرالية. كانت جزءًا من معتقداته حتى بعد ذلك. أثّر بشكل خاص في أفكاره وتوجهاته. انعكس ذلك على الصعيد السياسي والاجتماعيين وقت لاحق، اهتم أمين بالفلسفة والتأمل الروحي. بدأ في استكشاف القراءات الفلسفية والتصفية. أضافت هذه الدراسات جانباً جديداً لتفكيره. أمين ذكر أن التأثيرات الفكرية لم يكن لها طابع دائم. اختلف تأثيرها بحسب مراحل نموه العقلي والعاطفي. تغير القوي وضعفت الآخرين مع الزمن.