وعن دفتر أسود يحضرني قول "يوسف إدريس"
حين يقول:
(أن تؤلف كتاباً، أن يقتنيه غريب، في مدينة غريبة، أن يقرأه ليلاً ،أن يختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته، ذلك هو مجد الكتابة) .
فأنا أعتبر هذه القصة من أجمل ما خطه قلم أحمد ،اذ أنها تعبر عن الأحلام الثكلى، والآمال المنطفأة ،و عن كمائن الماضي المتربصة بالحاضر
وعن الحنان المشتهى ..عن إحتضان الصمت خوفاً من وجع الكلام وألمه
عن المتعبين ،عن أشياء وأوجاع تشبهنا
وأسأل نفسي بعدما انتهيت من القراءة
ترى أيهما أدمى نزفًا الذكريات المؤلمة التي تسكن أرواحنا،أم ما تخلفه هذه الذكريات في حاضرنا ومستقبلنا؟!
وأيهما أشد وجعًا.. لحظة الألم في وقتها، أم شبحها الذي يلاحقنا طيلة العمر؟
آآآه لو علم الأباء والأمهات أن العبث بفطرة أبنائهم بقصد أو بغير قصد، هو ما يؤسس بنياناً متهالكاً لهم ،فيغدون أشباحاً ،في صورة بشر عاديون،عيونهم لا تدمع لكن نفوسهم تئن تحت سطوة الذكريات، التي تستل سيوفها فتقطع أوصال الراحة والأمان ،وتمزق الحب، أو أي محاولة لممارسته ،على عتبة الحاضر،فيحدث الإنهيار .
"لم يعد يعرف كيف بدأ الإنهيار،ولم تعد تضايقه تلك الحقيقة،منذ أن أدرك أن أي انكسار في الروح لايحدث فجأة،وانما تسبقه شروخاً تهمل كونها ،تكاد لاترى"
نعم هكذا بجملة عبقرية يخبرنا أحمد عن الإنهيار ،والذي لم يكن ليأتي فجأة ،بل تسبقه تصدعات أهملت بشدة،فيحدث بعدها الإنهيار، الإنهيار الروحي ولكنه يحدث وقتها بدوي صاخب.
تحياتي لقلم أحمد فؤاد