على بلد المحبوب
رحلة زمزم الأخيرة
أحمد خير الدين
كتاب يصعب تصنيفه، ليس من كتب السيرة الغيرية ومع هذا فهو مليء بسير أناس مجهولين بالنسبة للقارئ، وليس رواية أدبية على الرغم من السرد الممتع من أول الكتاب إلى أخره... قد يكون مزيجا بين الفنيين، وقد أجاد الكاتب في ذلك... القصة المختصرة للكتاب هي: "قصة رحلة محفوفة بالمخاطر خاضتها سفينة مصرية عبر رأس الرجاء الصالح إبان الحرب العالمية الثانية" بدأت الحكاية مع انتقال الكاتب للعمل والعيش في العاصمة الأمريكية وفي تلك الأثناء اكتشف أنه على بعد عشر دقائق من مكتبة الكونجرس، وأكتشف كذلك سهولة عملية الدخول والبحث في أرشيف المكتبة وبالأخص "قسم الشرق الأوسط"... البداية لم تكن الا فضول صحفي في البحث عن أرشيف قديم للصحف والمجلات القديمة وبما أن مئوية ثورة 1919 قد حلت في ذلك الوقت فمن البديهي أن تكون رحلة البحث تكون من ذلك التاريخ... أثناء تصفحه لصحف ذلك الوقت لفت نظره عنوانا يقول: كنت أسيرا في ألمانيا، متبوعا بإشارة:
"وصل إلى القاهرة في الأسبوع الأسبق ٦٦ مصريا عائدين من ألمانيا بعد أن قضوا في الأسر أربع سنوات وهم من بحارة الباخرة زمزم التي أغرقها الألمان، وبينهم الضابط البحري اليوزباشي حسن محمد واصف، وهو هنا يحدثنا عن بعض ما صادفه خلال حياة الأسر».
ومن هنا كانت بداية مشروع هذ الكتاب المهم والممتع... أمتزج الكتاب بشهادات ركاب الرحلة والأخبار التي نشرت عن الباخرة زمزم مع أهم الأحداث التاريخية" السياسية "ابان الحرب العالمية الثانية... أحداث واخبار كثيرة فيها المشوق وفيها المبكي... فاض الكتاب بالحكايات والقصص والتجارب الإنسانية الفريدة للمسافرين وطاقم السفينة وما جرى للأسرى في المعسكرات النازية.
لم يكتف الكتاب بسرد الوقائع التاريخية لغرق الباخرة لكن هناك بحث وتحليل مستفيض من قبل الكاتب.
أتمنى لكم قراءة ماتعة