البرّاني - أحمد ولد إسلم
تحميل الكتاب
شارك Facebook Twitter Link

البرّاني

تأليف (تأليف)

نبذة عن الرواية

تدور أحداث رواية البراني بين عالميْن: عالم لا يستطيع الحياةَ من دون الإنترنت، وعالم لم يسمع هذه الكلمة من قبل. وتبحث الروايةُ إشكالاتِ الهجرة والخصوصيّة الرقميّة. وتنسج خيوط علاقة غريبة بين الموسيقى الموريتانيَّة الموغلة في القدم، وبين برمجيَّات الذكاء الاصطناعيّ المتعالي على قدرات العقل البشريّ.
عن الطبعة

تحميل وقراءة الرواية على تطبيق أبجد

تحميل الكتاب
4.5 55 تقييم
591 مشاركة

اقتباسات من رواية البرّاني

فالموسيقى الموريتانيَّة تتفرَّد عن كلِّ أنواع الموسيقى في العالم بتقسيمها المميَّز، ففيها ثلاث طرق لا تتقاطع إلاَّ نادرًا، وتُسمَّى محلِّيًّا الجوانب أو الطرق، وواحدتها جانبة أو طريق: وهي الجانبة الكحلة أي الطريق السوداء، والجانبة البيظة أي الطريق البيضاء، ثم الطريق العاقر وسُمِّيت بذلك لأنَّها لا تتضمَّن أشوارًا؛ والأشوار هي المعزوفات الموسيقيَّة الفرعيَّة، أحيانًا يُصاحبها غناءٌ وأحيانًا تكون مجرَّد عزفٍ منفرد.‬‬

وفي كلِّ طريقٍ من هذه الطرق، خمسة مقامات، تبدأ بالمقام الافتتاحيّ ويُسمَّى مقام كرّ الذي يُعدّ مقام البهجة والفرح؛ ثم تنساق النغماتُ إلى مقام فاقو الحماسيّ المخصَّص للفخر بالمآثر واستذكار الانتصارات والأمجاد؛ صاعدةً إلى مقام لكحال مقام الطرب الصافي، حيث تتحرَّر النفوس من أثقالها وتخفّ الأرواح إلى عالم الوجد؛ ولا تلبث فيه طويلاً قبل أن تترحَّل بها الأشواق إلى مقام لبياظ، مقام الشجن الباكي على خوالي الأيَّام ومرابع الأنس وذكريات الصفاء؛ ثم تنحدر الأنفس المجهدة إلى مقام لبتيت، مقام الاختتام الذي يذكِّر السامعين بفناء كلّ شيء، مقام يجمع كلّ ما سبق ثم يُغرقه في دمع الفراق الحتميّ لملذَّات الدنيا.‬‬

مشاركة من إبراهيم عادل
كل الاقتباسات
هل قرأت الكتاب؟
  • قرأته
  • أقرؤه

    الى أين وصلت في القراءة؟

  • سأقرؤه

    هل بدأت بالقراءة؟نعم

  • مراجعات رواية البرّاني

    55

مراجعات

كن أول من يراجع الكتاب

  • لا يوجد صوره
    3

    فكرة جديدة مختلفة، وتنفيذ موفق جدًا،

    في روايته الثانية يخوض أحمد ولد إسلم تجربة جديدة في عالم متخيّل بالكامل، يسعى من خلاله إلى استشراف المستقبل، وافتراض ماذا لو تمكن أحدهم من السيطرة على الجميع

    ..............

    وسط عالم يغص بالأرقام، وتتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا وسباقها المحموم، هل يمكن أن يخرج فردٌ واحد بعيدًا عن هذا العالم كله، بل وأن يمتلك في الوقت نفسه القدرة على فهمه واستيعابه وهو بعيد عنه، بل وبعد ذلك يتمكن من السيطرة عليه.

    هذه هي الفكرة الذكية، أو المفارقة النادرة التي التقطها أحمد ولد إسلم في روايته الثانية "البراني"، وخرج بها كليةً من عالم روايته الأولى "حياة مثقوبة"، ليقدم رؤية استشرافية لما يمكن أن يكون عليه المستقبل، في رواية تجمع بين الديستوبيا والواقع وترصد تطورات التكنولوجيا بشكلٍ فريد.

    في "البراني" (وسنتعرف عليه لاحقًا) نجد مختور ذلك الرجل الموريتاني البسيط الذي تمسك ببقائه في قريته وداخل عالمه الذي لايتجاوز حدود مزرعته، ولكن شاءت الأقدار أن يمتلك مع ذلك إدراك ومعرفة بل وتجاوز عوالم التكنولوجيا المتقدمة كلها وسبر أغوارها، وهو ما سيمكن جهاز آلي من السيطرة عليه فيما بعد.

    تأتي براعة السرد في الرواية من خلال مقاطع الرواية المقسمة إلى فصل وانتقال السارد بين حكاية مختور في الماضي، وتعرفينا على ماضيه وما حدث له بشكلٍ موجز في كل فصل، حتى تكتمل عندنا الرؤية في منتصف الرواية تقريبًا مع ظهور شخصية "البراني"

    ((لم أعد أشعر بالانتماء لهذا الفضاء.. أريد العودةَ إلى العالم الذي كنت فيه قبل الحادثة، أريد أن أمتلك مزرعةً في فضاءٍ لا يكون فيه أحدٌ يزعجني، أربِّي بعض الأبقار وأحرث قطعة أرض، وأراقب النجوم ليلاً، وأستمع إلى الموسيقى، وأحاديثَ البسطاء الذين تركتهم هناك؛ لم أعد أريد استكشاف العالم، ولا العمل في المجال التقنيّ، كلّ ما أريده أن أستعيد سنواتي السبع التي حُذفتْ من حياتي، يجب أن أستمتع بكلِّ دقيقةٍ متبقِّية من عمري بشكلٍ مضاعف.)) 

    لم تقتقصر فكرة الرواية على شخصيات مختور ومايخرص والبراني، وعالمهم، ولكن ظهرت منذ البداية جزيرة "فيوتسيتي" التي يبدو فيها ملامح مختلفة للمستقبل تحترم إنسانية الناس، وتعطيهم مقابلاً على كل وقت يعملون فيه مباشرة، بل تم اختراع عملة مخصصة لوقت العمل أصبحت هي شعار هذه الجزيرة وسكانها كلهم.

    (( عند بداية تأسيس فيوتسيتي، كان النزاع على أشدّه حول العملة الرسميَّة التي سيكون بها التعامل بالبلد الناشئ. وخلال الأيَّام الأولى للمشروع، كانت الفكرة أن تكون كلّ العملات العالميَّة مقبولةً في التعامل اليومي وتقوَّم بناء على قيمتها السوقيَّة، لكنَّ ذلك أوجد حالةً من الارتباك وسبيلاً للمضاربة كاد يعصف بالمدينة الوليدة، قبل أن يتقدَّم المهندس الشابّ حينها حمُّود الجملوديّ المنضمّ حديثًا لاتِّحاد العقول المهاجرة باقتراح إنشاء عملةٍ رقميَّةٍ مرتبطةً بالهواتف الذكيَّة تكون قائمةً على الطاقة الإنتاجيَّة للفرد، ويكسب من نقاطها بحسب ساعات عمله، وتكون قيمتها السوقيَّة مرتبطةً بمدى إنتاجيَّة المجتمع الذي يعيش في فيوتسيتي، واقترح تسميتها تايم كوين، أيْ عملة الوقت؛ وأن تكون كلّ وحدةٍ منها تساوي دقيقةَ عمل، على أن تُقدَّر رواتب الموظَّفين بحسب الدرجات الوظيفيَّة، فلكل درجةٍ قيمةٌ خاصَّة مقابل دقيقة عملها))

    ولاشك أيضًا أن فكرة جزيرة "فيوتسيتي" (قرأت في بعض المراجعات أنها فيوتشر سيتي) تبدو خيالية حالمة وواعدة أيضًا، بالمزيد من الإغراق في تفاصيل حياة يكان هذه الجزيرة وطرق تعاملهم بعملتهم الجديدة، وكيف تشكّلت علاقاتهم وكانت حياتهم هناك، وهل وجودا فيها حياة مستقرة أم لأ، لإن كل ذلك انتهى بسرعة ـ فيما يبدو ـ مع تركيز الكاتب على أحداث روايته التي تجاوزت الجزيرة والتكنولوجيا التي وصلت إليها لتنتهي إلى تقويضها ومحاولات ثورة الآلة الصغيرة على كل ذلك.

    نلمح في الرواية أيضًا بين الحين والآخر، وبينما الصراع يحتمد بين الإنسان (يمثله مختور والذين معه) والآلة (براني)، نجد تلك المواجهة التي يريد أن ينتصر فيها الكاتب للعالم الطبيعي والبدائي على العالم الجديد بتكنولوجيته وصناعته وبهرجهته، ولعل هذا التوجه أصبح عالميًا إذ نجد اليوم نزوحًا كبيرًا تجاه البدائية والبساطة في مواجهة تغوّل الآلة والمدن الجديدة وعالم التكنولوجيا والأرقام الذي يأسر الإنسانية كلها!

    ربما يكون لدى الكاتب طموح آخر بجانب كتابته عن المستقبل وأجواء الديستوبيا التي أدخلنا فيها بحرفية وذكاء، وهو الأمر الذي يتعلق بالموسيقى الموريتانية، ومحاولة توثيقها، أو الحديث عن آلاتها وأنماطها وفرادتها، ولكن المشكلة جاءت في أن هذه الفكرة (وهي على قدر كبير من الأهمية والثراء) لم تتجاوز إلا شرح عدد من المسميات التي اختارها أبطال العمل، ولم يتجاوز الأمر ذلك في ظني، نقرأ في الرواية:

    ((فالموسيقى الموريتانيَّة تتفرَّد عن كلِّ أنواع الموسيقى في العالم بتقسيمها المميَّز، ففيها ثلاث طرق لا تتقاطع إلاَّ نادرًا، وتُسمَّى محلِّيًّا الجوانب أو الطرق، وواحدتها جانبة أو طريق: وهي الجانبة الكحلة أي الطريق السوداء، والجانبة البيظة أي الطريق البيضاء، ثم الطريق العاقر وسُمِّيت بذلك لأنَّها لا تتضمَّن أشوارًا؛ والأشوار هي المعزوفات الموسيقيَّة الفرعيَّة، أحيانًا يُصاحبها غناءٌ وأحيانًا تكون مجرَّد عزفٍ منفرد. وفي كلِّ طريقٍ من هذه الطرق، خمسة مقامات، تبدأ بالمقام الافتتاحيّ ويُسمَّى مقام كرّ الذي يُعدّ مقام البهجة والفرح؛ ثم تنساق النغماتُ إلى مقام فاقو الحماسيّ المخصَّص للفخر بالمآثر واستذكار الانتصارات والأمجاد؛ صاعدةً إلى مقام لكحال مقام الطرب الصافي، حيث تتحرَّر النفوس من أثقالها وتخفّ الأرواح إلى عالم الوجد؛ ولا تلبث فيه طويلاً قبل أن تترحَّل بها الأشواق إلى مقام لبياظ، مقام الشجن الباكي على خوالي الأيَّام ومرابع الأنس وذكريات الصفاء؛ ثم تنحدر الأنفس المجهدة إلى مقام لبتيت، مقام الاختتام الذي يذكِّر السامعين بفناء كلّ شيء، مقام يجمع كلّ ما سبق ثم يُغرقه في دمع الفراق الحتميّ لملذَّات الدنيا))

    كل هذا الشرح النظري مهم وجميل، ولاشك أنه كان يحتاج لأكثر من مختور وبراني ورفاقه لكي يقوموا بالتعامل مع هذه الآلات والأفكار ويجعلوا القارئ متفاعلاً معها، أو حتى شغوفًا بالتعرف عليها إذ أعتقد أن أمرًا كالموسيقى الموريتانية لو أراد الكاتب أن يفرد الحديث عنها لاحتاجت إلى رواية خاصة بها، بعيدًا عن أجواء التكنولوجيا واستشراف المستقبل.

    ربما يبدو للبعض أن البراني رواية من الخيال العلمي، ولكني لا أعتقد أن الكاتب قصد منها خيالاً علميًا بالفعل، بقدر ماهي محاولة جيدة للاستفادة ببعض الأفكار العلمية بشكل نظري لتصور مستقبل مختلف تمامًا يعتمد على التكنولوجيا، إذ نعلم أن أفكار الخيال العلمي أكثر تعقيدًا واتساعًا من ذلك، وربما هذا مما يحسب للرواية أيضًا أنها لم ترتبط بتعقيدات علمية مفصّلة ربما تصرف عنها القارئ، ولكنها استطاعت أن تستفيد من الأفكار العامة التي استخدمها الكاتب لتوصيل فكرته بشكل مختلف.

    Facebook Twitter Link .
    4 يوافقون
    1 تعليقات
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    2 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    البراني.. بين الموسيقى والتكنولوجيا.. مزيج فريد من الإثارة والأصالة في عمل روائي ممتع

    دعاء الشامي

    "سأقتلك.." بهذه الكلمة افتتح أحمد ولد إسلمُ روايته "البراني" التي ستأخذك إلى مزيج من الإثارة الاجتماعية والفكرية معًا.. مراوحا بين عالم موغل في البساطة والبدائية والأصالة وآخر غارق في المدنية والسرعة والفردانية وبين هذين العالمين يمر بنا برشاقة فيما يزيد بقليل عن مائتي صفحة لاستقراء مستقبلنا القريب مع التكنولوجيا..

    تجذبك الرواية بداية من غلافها، حيث ترى آلة موغلة في القدم يحملها روبوت... فكيف لإنسان آلي أن يعزف على آلة "التيدينيت" تلك الآلة الموسيقية المخصصة للرجال في موريتانيا بل كيف وصل عنوان المدنية الأشهر إلى مهد البداوة.. ؟؟

    ثم الإهداء الموجه إلى الفنان سيدي أحمد البكاي ولد عوه أشهر فناني موريتانيا في إشارة إلى أن الموسيقى ستحتل مكانة مميزة في هذه الرواية.. لنكتشف على مدى صفحاتها وفصولها مزجًا غير مسبوق بين عالمي الموسيقى الموريتانية والتكنولوجيا فالأولى تنفرد بجنباتها ومقاماتها وأوزانها غير المعروفة في غيرها من البلاد والثانية بعيدة كل البعد عن هذا القُطر الذي لم يسمع سكان كثير من مناطقه كلمة انترنت حتى الآن فكيف لهما أن يجتمعا؟

    بين الواقع والخيال

    رغم ذلك التباعد الواقعي الملموس بين موريتانيا في أقصى الغرب الإفريقي و"فيوتيسيتي" حيث الخيال والمستقبل، نسج الكاتب رابطًا خياليًا كأحداث روايته بداية من فكرة استخدام نفس لغة الموسيقى وهي لغة"أزوان" في تشفير التكنولوجيا التي صنعها بنفسه في إشارة ضمنية إلى إمكانية تعريب التكنولوجيا وجعلها تعبر عن هوية أصيلة.. فـ"ما يخرص" هو إنسان آلي صنعه "مختور ولد احويبيب" ليرعى الغنم ويحلب البقر وينهي مهام راع مجتهد يشقى صباحًا في مزرعته بسهول النعمة أقصى الشرق الموريتاني ويتواصل معه في المساء عبر تقنية غاية في التعقيد ليسمع صوت بقراته..

    وهكذا يأخذنا الكاتب إلى دنيا الروبوت، ولكن هذه المرة من دون أن يترك عالم البادية الذي جاء منه وواضعًا بين أيدينا مقارنة صريحة بين النعمة وقيمها الضاربة في الكرم والمحبة والمؤازرة وبين تلك الجزيرة الخيالية التي ترك أربابها ماضيهم وباتوا جزءا من عالمها الذي تحكمه مفاهيم الرأسمالية والمصلحة فمن أنت هنا تعني كم تكسب من المال مقابل ما تبيعه من وقتك...هل يذكرك ذلك بشيء؟؟!

    في عالم الأخبار

    مختور ، ذلك الموريتاني الذي نسج الكاتب شخصيته لتكون خليطًا بين المعاصرة والأصالة بداية من سيارته فائقة السرعة باهظة الثمن التي يقودها ببطء شديد في تحد للمعايير ومستمعا إلى أغاني "ولد عوه" على كاسيت قديم ركبه عنوة بدلا من مشغل الوسائط المتقدم الذي كان يشغل نفس المساحة في السيارة..

    ويواصل تعريفنا على "مختور "من عدة زوايا مقارنا بين ماضيه وحاضره، فهو يعمل في أكثر مكان بالجزيرة يهتم بالوقت، حيث الثانية لها دور والتأخر لجزء منها ربما يوقعه في كارثة يراها العالم أجمع فهو منتج للأخبار وظهور الصورة السوداء التي تكسو الشاشة لا يحتاج إلا لذلك الجزء من الثانية ليعلن فشل الموظف. وهو نفسه الموريتاني الذي يصنع كأس الآتاي الأول في خمس وأربعين دقيقة كاملة ليرتشفها في ثوان معدودة، والأتاي هو المشروب الموريتاني الفريد الذي يحتاج حسب التقاليد هناك إلى ثلاث جيمات "جمعة وجر وجمر" وتعني جمع من الناس وجمر لإعداده وحديث ممتد لا تحكمه عقارب تسير بسرعة فائقة كتلك التي تحسب أجور عمال "فيوتسيتي" مقابل عملة الكترونية توضع في حساباتهم البنكية ..

    قرر ولد إسلمُ في كتابه أن يدور في أجواء غرف الأخبار بالقنوات الإخبارية العربية، التي ربما يتابعها الملايين ولا يعرفون كيف تدار ولا تراتبية العاملين فيها بداية من المراسل الذي يقف في الشارع شاهدا على الأحداث مرورا بالمنتج المسؤول عن المحتوى وصولا إلى مدير التحرير ولكل منهم دور في تسيير العمل ووصوله إلى شاشات التلفاز ليكون خبرًا يتحدث عنه الجميع..

    وكعادته في المزج جمع الكاتب شخصيات روايته فهناك لبناني وفلسطيني ومصري وموريتاني وهي توليفة شائعة في غرف الأخبار بل في صناعة الإعلام عربيًا جمعها في جزيرة المستقبل تلك، ليقدم دور كل منهم في العمل وتأثره بما حدث في بلاده من نظام حكم وفساد ومخاوف تبقى حبيسة العقل والفكر حتى لو كان كل منهم يحمل أعلى الشهادات ووصل لعلى المناصب ويظهر ذلك في أبسط قواعد العمل..

    ليترجم للقارئ كيف تكون التغطية وقت الثورات ملقيًا الضوء على ما حدث خلال أعوام سابقة في دول عربية عديدة ومعلنًا أن الانسان بالأساس ثائر.. وكاشفا عن كواليس عمل نراه جميعًا ولكن ربما لم تتح الفرصة من قبل للتعرف عليه عن قرب.. وربما ساعده في ذلك انتقاله للعمل بين عدة قنوات إخبارية عربية وعالمية كصحفي قبل أن يكون روائيًا..

    ماذا نفعل لو تجمد الوقت؟

    الوقت هو كل ما نملكه هو ذلك العداد الذي يحسب بدقة تلك المدة التي نقضيها على الأرض هو عمرنا، وهو ذلك المقدار الذي يفصل بين ما يمكن أن ننجزه من خير أو شر فالوقت ثابت وما نفعله خلاله متغير باستمرار وقد تفصل ثوان معدودة بين روح تملؤها الحياة وأخرى فارقتها، فماذا يمكن أن يحدث لو توقف الوقت فجأة ؟؟

    تجميد الوقت.. هذه الفكرة سطرها الكاتب في أفعال "البراني" ذلك الروبوت الذي صنعه "ما يخرص" في أوقات فراغه ليعلن عن تمرد الآلة على صانعها وهي ذاتها التي حيرت مختور وهو العالم في البرمجيات وهي نقطة ارتكاز في كتابة الرواية بكاملها. وهي هاجس ربما يمر في عقولنا في أحيان كثيرة إلا اننا لم نختبره بعد..

    هل تتمرد الآلة؟

    ورغم أن "ما يخرص" لم يكن شريرا بالمرة إلا أن نتيجة فعله كادت أن تقضي على حياة كثيرين في"فيوتيسيتي" والعالم أجمع واولهم "بالخير" جار مختور في مزرعته البعيدة التي لم تسلم من الأذى..

    فهل ينجح الانسان الآلي في السيطرة على البشر وتنفيذ أوامر خاصة بما يريده هو متمردا على تلك المشفرة بالفعل داخله عند صنعه؟ أم أن الروبوت ليست لديه رغبة في السيطرة علينا كما أعلن هو نفسه في المقال الذي كتبه انسان آلي في افتتاحية الجاريان قبل مدة بسيطة تحت عنوان "نحن لا نخطط للسيطرة على البشر!؟؟

    ولد إسلمُ يبدو انه انشغل بهذه الفكرة فترجمها عملًا روائيا ولكنه فضل أن يتركنا مع هذه وأسئلة أخرى كثيرة طرحها في روايته التي جاءت متماسكة ورشيقة، بسلاسة روائي متمكن من لغتي الموسيقى والتكنولوجيا في آن، وإثارة تليق بكتابة خيال علمي تحترم القارئ، أخذ على عاتقه أن يحذرنا من اختفاء روابط الإنسانية البسيطة وما يترتب عليها من ضياعنا جميعًا وينطلق في ذلك من واقعه اليومي غير لاهث خلف مدنية متسارعة بل مقارن بين ماكان يحكمنا وما قد يحدث قريبًا جدًا..

    ويبدو أن صراع الماضي والحاضر يحتل مكانا لدى أحمد ولد إسلمُ فكان خطًا رئيسًا في روايته "البراني" الصادرة عن دار الآداب عام 2021، فقد كان محور روايته الأولى "حياة مثقوبة" والتي صدرت عام 2019 عن دار الشروق المصرية كما حملت مجموعته القصصية الأولى الصادرة عن الدار العربية للعلوم عام 2015 بعنوان " انتظار الماضي".. فهل تحمل أعماله القادمة ذلك الخط نفسه أم لا؟

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5

    ملاحظة علّها تَصِل للروائي المبدع ولّ اسلم:

    في صفحة ٩٤ وردّ سؤال بصيغة النفي، والإجابة بالإثبات تكون بــ: بلى، وهو مُراد المؤلف، بينما كانت الإجابة التي كُتبت هي: نعم، وهو ما يعني النفي.

    -"أليس هذا رئيس المجلس في شاشة المصدر الثالث؟

    -نعم، قال المخرج"

    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    3
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    5
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    4
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق
  • لا يوجد صوره
    2
    Facebook Twitter Link .
    0 يوافقون
    اضف تعليق