رواية "الوجوه البيضاء" هي بداية لا بأس بها للقراءة لواحد من أهم كُتاب الرُعب والماورائيات، وهذا بالتأكيد ليس الرأي الخاص بس، ولكن هذه آراء لكُتاب مثل: "لافكرافت" في السابق، و"كينج" حالياً.
بدأت الرواية بداية فلسفية بحتة، وشعرت بالأجواء تماماً، واستحوذت علي، وذلك التساؤل الفلسفي حول معنى الشر الحقيقي، والسجال بين الشخصين كان رائع، به بعض الأشياء التي لم افهمها بالطبع، ولكن المُجمل كان حوار مُثمر، وجميل، حتى ذهبنا إلى الكتاب الأخضر، وهي حكاية لطفلة، لديها بعض القدرات "لم نتعرف شكلها تماماً"، تخوض رحلة ما في عالماً ما، وهذه هي المشكلة الأكبر في الرواية، أن كُل شيء، سريالي، فقرات من الخيال تلو الأخرى، تيار وعي كما تم الوصف، أحداث عن قُدرات الفتاة، وبعض الحكايات الأخرى المُصاحبة، وعندما انهيتُ الرواية وجدت نفسي لا استطيع تذكر العلاقة بين الكتاب الأخضر والحديث الأول بين الشخصيات، وأيضاً، لا استطيع تذكر نشأة الفتاة، ولا أي شيء غير النهاية الغريبة.
بالطبع، هُناك محاولة للمُساعدة على فهم الرواية من المُترجم أو من الدار، كانت عن طريق مقال عن الكاتب وعن الرواية وبعض الآراء المُتفرقة حولها، ولم اقتنع بأياً منهم، حتى أنني أصبحت مُتشككاً من جودة الأدب الذي يكتبه آرثر ماكين، ولكني سأعطيه فرصة أخرى، في عمل أفضل وأكثر شهرة نسبياً.
وعلى الرغم من أن السرد كان كالمتاهة، جاءت الترجمة جيدة، موضحة، لأبعد الحدود، لتجعلك تفهم الغموض وتُفكك شفراته، ولا تزال هذه الرواية أو القصة المطولة مليئة بالغموض والتحليلات عنها التي أشعر أنها أعطت الرواية أكبر من قدرها أساساً.