اقتباسات من رواية أطياف كاميليا

لا شيء أقسى من الفقد سوى الفقد غير المكتمل، سوى الأثر الذي يبقى بعد رحيل الأحباء، رائحة عطرهم، ملابسهم، ساعة اليد والنظارات، طقم الأسنان في كوب زجاجي، والبقايا التي تتبقى في جيوب المعاطف وزوايا الأدراج

امين البحري

الزمن يغيّر كل شيء، يضيف طبقات من الاعتياد على قلوبنا، ويعيد تكوين الحياة أمام أعيننا، القرب يجعل الصورة تبدو أكثر وضوحًا، نرى النغبشات الدقيقة عليها، التي لا نراها بسبب الافتتان في البدايات.

وأكره قصص الحب لأنها لا تشبه قصة حبي لك، وأكرهك لأنني لا أستطيع التوقف عن حبك..

لماذا الزمن لا يعود بي ؟!

‫ بعد الدفن، وقفت أمام المقبرة مندهشة، مجرد جدار عادي مدهون بالأزرق الفاتح هو الفيصل بينها وبين أبيها، هو الفيصل بين عالمين مختلفين، لم تتمكن من استيعاب الفكرة. اقتربت من الجدار تلمسه بيدها، كان باردًا جدًّا، تساءلت: ما الذي يحدث بعد الموت، بعد الانتقال إلى هذا العالم خلف الجدار الأزرق؟ ماذا لو صوبت كاميرتها باتجاهه؟ هل تمكنها حساسيتها من التقاط صورة واضحة للموت؟

‫ كل يوم كانت فكرة اختفائك التام تحزنني، وتخيلتك تكمل حياتك المستقرة دون أن تتذكرني ولو مرة، وشعرت بأنني أيضًا أكملت حياتي دون أن أتذكرك.

‫ كان بي شوق شديد لرؤيتك، وإعادة تأمل ملامحك من جديد، معرفة ما الذي حدث لك، وكيف سارت الحياة بك. ربما لهذا السبب أردت تنفس نفس الهواء الذي تتنفسه، أو ربما تمنيت أن أراك مصادفة، في الأماكن التي لطالما التقينا فيها.

دتني قد نسيتها مثلما نسيها الجميع؟

‫ تذكري أن بدء أي حياة جديدة أمر في غاية السهولة رغم كل شيء، لكن الصعب هو مدى قدرتك على التخلي عن حياتك القديمة.

‫ أحيانًا تكون اللا قيمة ميزة، تضمن الحياة، والنوم، والاستمرارية، اللا طموح مسعى جيد في حد ذاته، توصلت إليه منذ زمن، بالتحديد منذ اليوم الذي قررت فيه الموافقة على الزواج، والتوقف عن أيّ شيء آخر.

لماذا إذن لا أستطيع نسيان وجودك كاملًا؟ لماذا لا أنسى مشاعري نحوك، ولماذا تظل حاضرًا بنفس القوة؟ لماذا لا أستطيع التخلص منك؟ سنوات وأنا غير قادرة على التغلب على حزن فقدك. لا أفكر سوى في فرصة ثانية لإصلاح ما حدث، للعودة إلى نقطة البداية، أو ربما إلى ما قبلها بكثير، إلى اللحظة المثالية للظهور في حياتك، والبقاء إلى جوارك، بلا عوائق، ولا مسئوليات، ولا شعور بالذنب يتسبب في ضياع كل شيء.

‫ ما ذنبي في أن أظل عالقة في هذا الزمن الذي لا أستطيع الاندماج فيه؛ هذا الزمن الذي يُفككني شيئًا فشيئًا، أشعر بأنني أتحلل ببطء وأنا على قيد الحياة، أشعر بأطرافي تذوب، بشرتي تتفتت، عظامي تجف وتصبح أكثر هشاشة، أشعر بقلبي يتشظى، أشعر بالزمن يحلّني كما ينحل الملح في الماء، أستسلم له، وأذوب داخله؟

❞ تذكري أن بدء أي حياة جديدة أمر في غاية السهولة رغم كل شيء، لكن الصعب هو مدى قدرتك على التخلي عن حياتك القديمة. على طمس ذكرياتك، وحذف أجزاء منها. ❝

الزمن يغيّر كل شيء، يضيف طبقات من الاعتياد على قلوبنا، ويعيد تكوين الحياة أمام أعيننا، القرب يجعل الصورة تبدو أكثر وضوحًا، نرى النغبشات الدقيقة عليها، التي لا نراها بسبب الافتتان في البدايات.

لا تصدقي الصور ولا تأخذي الحياة من على السطح، خلف كل صورة قصة لم تروَ، وصراعات لا تنتهي،

كثرة رؤية الموت تُميت،

أن بدء أي حياة جديدة أمر في غاية السهولة رغم كل شيء، لكن الصعب هو مدى قدرتك على التخلي عن حياتك القديمة.

أسوأ شيء هو التظاهر بمحبتكِ لأحد، المحبة معقدة، التظاهر بها لا يؤذي من حولكِ، بل يؤذيكِ أنتِ، ويقتطع من روحكِ.

أغضب من نفسي، وأتهمها بعدم الإخلاص، لكنه في الحقيقة، الزمن الذي لا يترك شيئًا في حاله، الزمن يحول كل شيء إلى الأسوأ، يدفعنا دائمًا للأمام الذي لا نريده، ويمنعنا من العودة إلى الخلف الذي نشتهيه.

الأيام مكررة وكأنها كلمة رددتها طويلًا حتى فقدت معناها